مقالات
المقاومة الشعبية وضبط الإيقاع
عوض الكريم إبراهيم محمد إبراهيم:
عند بداية الاعتداء الغاشم من قبل الدعامه على الدولة السودانية والمواطن والجيش اصيب الكل بصدمة عنيفه جدا خاصة من بعد حالات النهب والتهجير والاغتصاب وعلى الرغم من التطمينات التي ارسلت من قبل الجيش ولكن كان الكل في حالة ذهول ووجع شديد، كيف لأناس استؤمنوا على ممتلكات الدوله وحياة المواطن يحدث منهم هذا الذي جرى والجرائم الكبرى والكل أراد أن يكون له جعل وسهم في إزالة هذا الاعتداء الظالم
وبدا الكل يلتمس طريق لرد العدوان والاستعداد لأي احتمال من الاحتمالات المتوقعه وبضغط شعبي واسع فتحت فرص لمساندة الجيش والاستعداد فكانت الواجهة الأكبر كتيبة البراء وكتيبة البراء ما جعلها على الواجهة لان معظم منتسبيها كانوا مؤهلين عسكريا ولهم تجارب عملاتية مما جعلها الأقرب إلى تلبية النداء ثم كان الاستنفار وقدامي المحاربين وهيئات مساندة القوات المسلحه ومجهودات بعض القبائل والأفراد ثم جاءات المقاومة الشعبية المسلحه بعد أحداث مدني التي عصفت بالبلاد وكانت القشه التي قصمت ظهر البعيد وادت إلى النفره الشعبيه العامه والتي كانت بمثابة ترياق أوقف تمدد المرض وتقليص مساحاته كل هذا جهد عظيم جدا تولد نتيجة الأحداث المتسارعه في الساحة العسكرية وواقع العمليات، ولكن من بعد إرساء التجربة ونضوجها واتضاح معالمها وبروز أهم شخوصها لا بد من خطوات عملية لدمج كل هذه الهياكل والكيانات في هيكل موحد يكون معبر عن كل أهل السودان بكل أبعادهم الفكرية واتجاهاتهم العامة حتى لا يتوجس متوجس أو يتحفظ احد على أحد.
ومن أجل هذه الخطوه المباركة فقد أصبحت المقاومة الشعبيه كيان وأطار جامع لكل أهل السودان إذ أن التدافع كان أكبر بكثير جدا وانضوي تحت لوائها الكبير والصغير وحتى معاشي القوات المسلحه لم يجدوا حرج في الانضمام لها بل وقيادتها وتجربة الشمالية ونهر النيل شاهد ودليل على تفاعل العسكريين معها والاهتمام بها
في الشمالية سعادة الفريق مهندس د.صالح يس، ونهر النيل الفريق أول محجوب حسن سعد.
هذه قيادات ذات كفاءة وقدره عاليه جدا ولا يجد الجيش حرج في التعامل معها وهي لا تجد غرابه في التعامل مع الجيش فالكل يفهم بعضه فهما قويا وواضحا بدون لبس أو نكاره وإنما التنسيق والاندماج الكامل فمعظم هذه القيادات العسكريه التي في المعاش لها امتداد شعبي واسع جدا ولها قبول مجتمعي واضح فمعظمهم طافوا ارجاء السودان وتواصلوا مع كل مكوناته الاجتماعيه فهم يعرفون المواطن جيدا ويعرفهم جيد لذا من الضروري تقديمهم في قيادة المقاومه الشعبيه حتى نستفيد من خبرتهم وقدرتهم العسكريه في التعاطي مع الواقع الان ويمكن لنا أن نرمي الذين بصطادون في الماء العكر بحجر على دماغهم الفارغ وايقاف سيل الاتهامات التي تطال الجهد المبارك من المقاومة آن الأوان أن تتحد كل هذه الهياكل تحت مستوى واحد جامع للكل
نعم هنالك جهد كبير جدا من قبل القيادات الشعبيه في الفتره الماضيه ولكن من اجل تجويد التجربه وتقويتها وحتي لا تعمل كل جهة منفرده لا بد من توحيد كل هذه الجهود الضخمة والكبيره حتي تؤتي اكلها طيبه
واني لأرجو من كل أصحاب هذه المبادرات والقيادات التي برزت وتصدت للأمر ان تدعو لاجتماع عاجل وجامع حتى تضع رؤية عامة وواضحة المعالم والاتفاق في الهياكل والقيادات التي تتولى زمام الأمور.
نحتاج إلى جهد معاشي الأجهزة النظاميه لسهولة التنسيق وتحديد المهام علي وجه الدقه وتحديد الاحتياجات ونوع التدريب والحوجه البشريه والماديه المطلوبة ونحتاج الي الجهد الشعبي الذي له حريه في الحركة والتواصل والخطاب العام واستنهاض همم المجتمع والشباب ليؤدي كل دوره المطلوب منه في هذه المرحله المفصليه من تاريخ السودان.
آن الأوان أن نقوم بحركة انتباه وتنظيم حتى لا يكون كل في جزيرة معزولة وربما تأتي مرحلة تشتد فيها المنافسة بين كل هذه التنظيمات ويحدث ما لا يحمد عقباه. وربما هذا الأمر هو الذي عناه الفريق أول البرهان وما عناه الفريق الكباشي وتخوف منه والسودان تجارب ثره وسجل ضخم من التجارب يمكن الاستفاده منها والبناء عليها كيان واحد
الدفاع الشعبي استطاع ان يفرخ كتائب والويه خاصه وعامه كان لها الأثر الكبير في مسارح العمليات واستنهض المجتمع من أجل القيام بدوره الوطني والشرعي ونحن لنا أهل علم ودرايه واسعه جدا أساتذة جامعات وأهل علم واسع لم يستفاد منهم الي الان في مجريات الأحداث يمكن لهؤلاء ان يغيروا المعادله تماما خطابا شعبيا واسعا وخطابا عالميا مقبولا يجب أن تقوم المقاومة على سيقان من العلم والمعرفه والدرايه بكل ابعاد الصراع ومتطلباته وهذه المهمه هي لأهل العلم والمعرفه فما زالت منابرنا باهته تماما وحزينه كل الحزن لتباعد الخطاب وواقع الحال فلا خطيل يبصر ولا أحد يستنهض كل هذا بغياب أهل العلم الا من بعض المجهودات الخاصه والتي لا ترتقي إلى مستوى التحدي ولكن إذا اجتمع الكل على صعيد واحد واتفقوا على رؤيا محدده وواضحة المعالم يكون فيها دور الدوله واضح الحمايه والقوانين ودور الجيش بالتدريب والتأهيل والتسليح ودور المجتمع بالدعم والمسانده والمؤازره
وارجع واذكر الكل اليوم بضرورة اللقاء والاجتماع الجامع الذي لا يستثني احد او يتخلف منه احد، حتى تقام الحزيه استواء الصف وإزالة كل اوجه الضعف والقصور.
والله ولي التوفيق.