محمد الصادق:
لا أحد يستطيع أن يتجرأ وينكر أن القوات المسلحة والسلطات الأمنية والشرطية والمستنفرين وغيرهم قد أبلوا بلاءا حسنا فى هذه الحرب المدمرة التى وضح التخطيط لها منذ سنوات خلت . ولا شك ابدا فى ان الجيش تعامل فى هذه الحرب بسياسة التخطيط السليم والنفس الطويل . وكما قال الفريق أول ركن البرهان القائد العام أننا فى هذه الحرب نحفر بالإبرة . وبالفعل ظهرت الآن آثار الحفر بالإبرة ونتائجها من خلال الإنتصارات فى العديد من محاور القتال .
صحيح ان الدعم السريع يظهر من فترة لأخرى فى بعض المناطق والمدن والولايات ولكنه قطعا لن يحقق الإنتصارات التى يقاتل من أجلها .
أسوق كل تلك المقدمة لأقول ان الفريق البرهان منذ خروجه من القيادة العامة وحتى الآن يتجول من منطقة لأخرى متفقدا جيوشه والمستنفرين والنفرات الشعبية والجرحى فى المستشفيات ويزور أهل الشهداء معزيا ويلتقى الصغير والكبير . وكل العالم يشهد له بذلك .
إننا نرى أن ما قام به البرهان يأتى من صميم مسؤولياته وقيادته للبلاد والعباد . ولكننا بكل الصدق والأمانة نرى أنه قد أزف الوقت لكى يتوقف البرهان عن تحركاته المتوالية والتى كانت تعلن فى وقت أصبح كل العالم فيه عبارة عن قرية صغيرة . ولأن البرهان هو القائد والمخطط المدبر لخارطة الطريق فى السودان فإننا نرى أنه قد حان الوقت ليبقى البرهان فى مقر آمن يوجه ويتابع كل الخطط لأننا نخاف عليه فى تحركاته ليس من مليشيا الدعم السريع ولكن من الطوابير والمأجورين وبائعى الضمير الذين يقدمون المعلومات لأعداء البلاد مقابل حفنة من المال . وبذلك تصبح تحركات البرهان مكشوفة ومعروفة ونخاف من تدبير الخطط المضادة لها . ولذلك كنا نحذر من نشر أخبار تحركات الفريق البرهان ليس خوفا من المليشيا ومرتزقة الدول معهم ولكن خوفا على إستهداف القائد الذى يعول عليه كل الشعب السودانى الذى وقف خلفه وحكومته داعما بكل ما يملك إلى أن يتحقق النصر المؤزر بإذن الله . ولكى لا يتكرر ما حدث أمس من إطلاق مسيرات فى شندى بعد حضور القائد العام بساعات قليلة هو تأكيد على أن الطوابير تقدم تقاريرها على طبق ظن ذهب لمن يستأجرونهم ويدفعون لهم دفع من لا يخشى الفقر .
سعادة الفريق البرهان نثق تماما فى قيادتك للجيش والبلاد بمنتهى الوطنية والمحبة ولكننا فى الوقت نفسه نخاف عليك من القدر والخيانة ولذلك فضلا وليس أمرا خليك فى مكان آمن خطط وتابع وأترك الأمر فى كل مواقع القتال لمن تثق فيهم من الرجال قيادة ووطنية وتنفيذا للأوامر بمنتهى الدقة وتحقيق النجاح .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أحلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .