مقالات

الربيع الأمريكي.. الشعب العربي وين؟

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

ملايين العرب والمسلمين يغطون في نوم عميق إزاء حرب الإبادة الاسرائيلية في غزة

هذا الموقف السلبى يبدو مستفزا للوجدان القومى وللنخوة العربية والإسلامية 

أين منظمات حقوق الإنسان العربية والإسلامية التي تخصصت فى مواجهة ظلم ودكتاتورية الحكام

يقدم الشباب الأمريكي والبريطاني درسا للأمم في صحوة الضمير والشجاعة في الوقوف ضد الظلم

عشرات الجامعات الأمريكية تشهد احتجاجات واعتصامات سلمية استنكارا لحرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، معترضين على مشاركة بلادهم فى العدوان على غزة وتوفير الاسلحة و الغطاء السياسى للحرب ، و استخدام امريكا لحق النقض فى مجلس الامن مما اعاق اصدار اى قرار لايقاف الحرب، و تم اعتقال الاف الطلاب بطريقة عنيفة و غير معهودة ، حيث اقتحمت قوات الامن الجامعات و فضت اعتصامات الطلاب و ازالة المخيمات بالقوة ، و شاهد العالم كيف يتم ضرب وتقييد الطلاب و الاساتذة بالسلاسل ، ومع انتقال الانتفاضة الطلابية الى بريطانيا ، يتوقع مراقبون انتشار الظاهرة فى كل الدول الاروبية لا سيما التى دعمت الحرب الاسرائيلية القذرة على غزة ، بينما تمت مقاطعة خطابات للمسؤولين الامريكيين و على راسهم الريس الامريكى بايدن ووصف بالدكتاتور القاتل ،
كشفت هذه الاعتصامات و الاحتجاجات ، واستخدام العنف فى مواجهتها عن النفاق الغربى حول الديمقراطية و حقوق الانسان ، و ان هذه الحقوق لها سقف لا يسمح بتجاوزه اذما كانت ممارسة الحق فى التعبير ضد الحرب الاسرائيلية ، يومآ بعد آخر تتسع ظاهرة الاحتجاجات فى اكبر مواجهة شعبية ضد قرارات و مواقف الدول الغربية من الحرب على غزة ، مما حدا بموظفى الحملة الانتخابية لاعادة انتخاب بايدن الى التحذير من اتساع موجة الاحتجاجات و امكانية ان تتحول الى رأى عام فى المجتمع الامريكى ، و يلاحظ ان هذا الرفض العارم للسياسة الامريكية تجاه حرب غزة كان شاملآ للمناطق التقليدية لنفوذ حزب الريس بايدن ، مما يهدد الفرص الضئيلة لاعادة انتخابه لدورة ثانية ،
بينما يغط ملايين العرب و المسلمين فى نوم عميق ازاء حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، يقدم الشباب الامريكى و البريطانى درسآ للامم فى صحوة الضمير و الشجاعة فى الوقوف ضد الظلم ، هذا موقف اخلاقى من المجتمع الغربى و ممارسة طبيعية لحرية التعبير ، وهو من جهة اخرى رسالة لشعوبنا التى اعياها الكسل و اللامبالاة و عدم القدرة وغياب الارادة فى مجرد الخروج فى مسيرة لرفض الانتهاكات و حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، بينما تقف الحكومات العربية و الاسلامية عاجزة عن القيام باى دور و على الاقل باغاثة الضحايا ، او قطع / تجميد العلاقات مع الكيان الصهيونى ، نجد بعضآ من حكوماتنا تقدم الدعم المباشر و غير المباشر لاسرائيل فى حربها على غزة ،
هذا الموقف السلبى يبدو مؤلمآ و مستفزآ للوجدان القومى و للنخوة العربية و الاسلامية ، اين منظمات حقوق الانسان العربية و الاسلامية التى تخصصت فى مواجهة ظلم و دكتاتورية الحكام ؟ واين القوى المدنية و الاحزاب السياسية التى شغلت الناس بعبارات جوفاء عن حقوق الانسان و الحقوق المدنية ؟، اين ذهب كل هؤلاء ؟ ، غابت الشعوب العربية و الاسلامية عن اهم الاحداث فى المنطقة ، لم يتحرك احد ضد غزو الجنجويد للسودان ، و لم ينتفض احد ضد حرب اسرائيل على غزة ، خرجت سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و لبنان و لم تعد ، تعلل الناس ردحآ من الزمن بحرمانهم من التعبير بسبب الحكام الخونة ، والناس على دين ملوكهم ، الشعب العربى وين .. وين الملايين ؟ يا للحسرة..و يا للعار،
تحية مستحقة لمن يساندون الشعب الفلسطيني ولو بكلمة، وتقدير لمن يقفون مع الشعب السوداني في تصديه للغزو والاستيطان، التحية للربيع الأمريكي.

2 مايو 2024م

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق