بقلم/ إخلاص نمر:
(كلمتي) في اليوم العالمي لحرية الصحافة:
تلعب الصحافة دورا مهما في تنمية الوعي، بقضايا البيئة والتغير المناخي، تنشر هذا الوعي عبر كل الوسائل، المسموعة والمقروءة والمرئية،من أجل تعريف المواطن في كل المجتمعات، على مسؤوليته وواجباته تجاه البيئة وتأثير التغيرات المناخية على الكوكب، بجانب أهداف التنمية المستدامة.
يعد النشاط البشري من ضمن العوامل التي ساهمت في التغيرالمناخي، وذلك للعبث الدائم، بعناصر البيئة المختلفة والسلوكيات الضارة، التي يعتمدها هذا النشاط.
لذلك نجد ان تنمية الوعي البيئي، لها ابعادها المستقبلية في المجتمعات، التي تشكل العالم برمته، وذلك لأن المشكلات البيئية الطبيعية، متعددة ومتشعبة ،فمنها الكوارث وثورة البراكين وغيرها.
ان مصطلح الإعلام البيئي ظهر في مطلع السبعينات، منذ انعقاد المؤتمر الدولي في استوكهولم (1972)،ثم اعقبه ريو دي جانيروعام (1992)، وجاءت ضمن توصياته، التركيز على أهمية وسائل الإعلام في الترويج لقضايا البيئة وحمايتها، من كافة أشكال ومظاهر التدهور.
ومع تطور الصناعة والانفجار السكاني، وما يتبعه من انعدام الأمن الغذائي، وشح المياه،والإجهاد المائي، وقطع الاشجار ،وتراكم النفايات، وزيادة اعدادالسيارات ،وتلوث الهواء، زاد انجراف التربه والتصحر، الأمر الذي لفت نظر الإعلام البيئي، فكان البحث حول الأسباب ومحاولات الإلمام بما يحدث للطبيعه، فظهر الاهتمام بالبيئة ومايجري على سطح الكوكب، و كلما زادت العوامل التي تؤدي إلى تدهور الكوكب، ازداد اهتمام الإعلام، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على الكوكب، وأصبحت الصحافة سباقة لتغطية الاخبار التي تتعلق بارتفاع درجة الحرارة، وذوبان الجليد، وارتفاع منسوب المحيطات، و الفيضانات والجفاف ،كذلك التعدين غير القانوني والكوارث البيئية الناتجة عن الانشطة الصناعية، و انبعاث غازات الدفيئة،والهجرة والامن العالمي الذي يهدده تغير المناخ.
الإعلام البيئي،أو الصحافة البيئية ،تحاول دائما صياغة خطاب سهل اللغة، ويمكن فهمه بيسر في كل المجتمعات، التي تتلقى الرسالة الإعلامية البيئية او المناخية، حتى تصل الرسالة لكل فرد، ولا تصطدم بعدم الاستيعاب او الإدراك،وهذا مايعزز انتشارها ويدفع بها إلى الأمام.
ان الاحتفال باليوم العالمي للصحافه، برز في إعلان الجمعية العامة للامم المتحدة، في العام 1993،عندما اعتمدت اليوم العالمي لحرية الصحافة، بناء على توصية المؤتمر العام لليونسكو ،إذ ظلت الاجيال المتعاقبة على الصحافة والاعلام تظهر اهتمامها بالثالث من مايو كيوم دولي مختار، وهذا العام 2024يحمل شعار الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة (صحافة من أجل الكوكب) حيث الصحافة في (مواجهة الأزمة البيئية) ،في ظل تفاقم مخاطر البيئة ،والتغير المناخي ،والتركيز على حماية التنوع البيولوجي، في عالمنا اليوم من أجل مستقبل مستدام وأمن.
لذلك فإن الاحتفال بالثالث من مايو هذا العام، يحمل دلالات مختلفه واشارات متنوعة عاجلة، من أجل البيئة ،و مطلوبات التنمية المستدامة، وتحقيق أهدافها ،على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، ومن أجل طرح المعلومات الموثوقة، ومحاربة المعلومات المضلله حول البيئة والتغير المناخي.
يأتي الاحتفال، والبيئة في السودان ، ترزح تحت وطأة الحرب، كما تهدد ذات الحرب التنوع البيولوجي والاستقرار البيئي، مايشير إلى قابلية التأثر بتغيرات المناخ، فالسودان في ظل الحرب ،شهد فقدان المساحات المزروعة والغابات، وانحلال التربة ،مازاد من الأزمة البيئية، وتفاقمها واستمرارها باستمرار الحرب، والتهمت الكلاب الضالة، جثث الموتى المنتشرة في الشوارع والازقة، رغم ان بعضها تم دفنه داخل المنازل، ولكن بطريقة عشوائية، الأمر الذي يهدد التربة بالتلوث والمياه الجوفية أيضا، وكلما زاد عدد الرصاص من فوهات البنادق، وطارت القذائف والدانات في ارجاء الوطن الموجوع، زاد معها فقدان المجتمعات لهواء نقي، ارتفع تلوث الهواء الى أقصى درجات التلوث ومازال…
واخيرا، على الإعلام البيئي ، في اليوم العالمي لحرية الصحافه ، وتحت شعار صحافه من أجل الكوكب، ان يكثف من الضغط على الحكومات، للانتباه واليقظة، تجاه المشكلات البيئية، مع الدعوة المستمرة لغرس الحس البيئي وتنميته، إذ يمثل ذلك، احد اهم الحلول للمشكلات البيئية، بجانب نشر الوعي في المجتمعات. وعلى الصحافة البيئية، ان تستمر في أداء دورها كحلقة وصل، بين المجتمع ومسؤولي البيئة ،وذلك من أجل حماية الطبيعة والتنوع الاحيائي،وتحقيق شعار صحافة من أجل الكوكب.