د.نوال خضر:
بربر مدينة من المدن التى تمنيت زيارتها وفى خاطرى دائماً مقطع الأغنية الوطنية سودانى الجوه وجداني ( فى بربر السلوى ) لذا كانت الأمانى لزيارة بربر حتى نجد السلوى ، وسعدت جداً عندما جاءتنى فرصة الزيارة وكانت لمنطقة القدواب شرق القضيب حيث السحر والإدهاش والعجب العجيب كما يقول أهلها.
وكانت الدعوة الكريمة التى وصلتنى من اسرة الشيخ عبدالله البدري عبر رابطة الاعلاميين الوافدين بمدينة بربر لحضور إفتتاح مسنشفى الشيخ البدري والذى تم إفتتاحه مطلع هذا الشهر فكانت هذه أولى زياراتي لبربر والتى اتمنى ألا تكون الأخيرة حتى استطيع ان أري بربر التى احببت.
ولنعد لمستشفى الشيخ البدرى ذلك المبنى الفخيم الذى تم تأسيسه بطريقة إحترافية تلبي الغرض الذى أنشأ من أجله ويزيد ، حيث أنه يمثل انموذجاً للمستشفيات التعليمية المرجعية وسيلبي حاجة المنطقة وولاية نهر النيل فى توطين العلاج وذلك لما يضمه من خبرات علمية وعملية فى مختلف التخصصات وكذلك الامكانات التى توفرت له من معدات وكوادر صحية فكان فعلاً يشابه القول ( العجب العجيب) وهنا لابد لى ان اترحم على روح الشيخ الجليل عبدالله البدرى الذى كان يمثل مجلساً استرتيجياً لحاله فى التخطيط السليم حيث طور فكرته من مركز لتحفيط القرآن الى مراكز للتعليم الفنى والتقنى الى كلية جامعية ثم جامعة تضم كل التخصصات وسار ابنائه على ذات النهج فأتبعوا هذه الكليات بما يعنيها على تخريج طلبة اكفاء فكانت المستشفى واحدة من هذه الخطط وأظن ان قطار الشيخ البدرى لن يتوقف وسنعيش الدهشة مع هذه الاسرة النابغة كل حين .
لم أكن اعرف أسرة الشيخ البدري عندما أحببت بربر والآن وجدت أن هذا الحب استحقته هذه المدينة الهادئة الوادعة وأكثر مالفت نظرى وانا اتجول فى جامعة الشيخ البدرى أن الاشجار معمرة والخضرة تكسو المكان وإن دل هذا على شئ انما يدل على أن هذه الاشجار زرعت مع او قبل وضع حجر الاساس لهذه المبانى وهذا يعضد من قولى بأن التفكير لهذه الأسرة والقائمين على أمرها استراتيجي يضع فى الاعتبار كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة وهذا ما نأمل أن يكون فى المشروعات القادمة لكل رؤوس الأموال .
فالجامعة والمستشفى من المشروعات الخدمية التى تستحق من الجميع الدعم والإشادة.
التحية لأسرة الشيخ البدرى وهم يقدمون نموذجاً للإنسان السودانى الأصيل فى زمن الحرب والكرب وهم بهذا الفعل يرسلون رسالة فى بريد الاعداء والمخذلين أن السودان بخير وقادر على اجتياز هذه المحنة وأن البناء والتعمير قادم وبقوة.
