مقالات
مُفَرِّقَة الدول العربية
لواء شرطة (م) د.إدريس عبدالله ليمان:
لَمْ يَمُرُّ على الإنسان السودانى صاحب الحضارة القديمة الضاربة فى عُمقِ التأريخ .. ولا على الإنسان العربى فى تأريخه المشهود قديمِه وحاضِرِه ، وفى بطولاته وملاحمه التى سُمِّيَتْ بأيَّامِ العرب وضَعاً وظروفاً مثل الذِّى يواجهونه اليوم من اليهود ومليشيا آل دقلو ( الإخوة من الرضاع ) من ثدى القُبح ..!! فقد إتفق أولئك الأشقياء فى أنَّ قاموسهم الأخلاقى ليس به أى إنسانية أو رأفة ، ولا يعرفون سوى القتل والنهب والسلب لأى شئ ولكُلِّ شئ حتى أضحت أرض السُمر وملتقى النيلين وغَزَّة هاشم العزيزة بشهدائها كأنهما روايةً من روايات البؤس والمآسي وفيلماً من أفلام التراجيديا التى يتألم لهما القارئ والمشاهد ويذرف الدموع على أبطالهما وضحاياهما ..!! فهل يقبل الشُرفاء من أهل بلادى ومن الأُمَّة أنْ تُطوى القِصَّة وينتهى الفيلم بنهاية حزينة تُجبرهما الخروج من بين سطورها ومشَاهِدَها إلى عالَمِ الضَياع ..!!؟
وهل يا تُرَى ستكتفى قرارات القِمَّة بعبارات الشجب والتنديد كما هو الحال دوماً كأشهر ظاهرة صوتية فى تأريخ السياسة أم أنها ستَقِف موقِفَاً قويَّاً فى مواجهة الأسرة الدولية المُنافقة والتى تَسعى لتمكين اليهود من أرضِ غَزَّة وتمكين المُرتَزَقة مِنْ حُكمِ السودان ..!!؟
وهل يا تُرَى ستستعيد هذه القمة الهيبة العربية المفقودة أم تكون مجرد عَدَدْ يحمل فى خانة آحاده الرقم (٣) وفى خانة العشرات الرقم (٣) ومن ثَمَّ تظَلَّ مكتوفة الأيدى كعهدها تَنظُرُ للبناء العربى فى عجزٍ تام وهو يتداعى ، وللدولة السودانية التى كانت تؤمِّلْ أنْ تكون سَلَّة غذاء شعوبها وهى تكاد أنْ تَنهَار مُدُنَاً وقُرَىً ، وبَشَرَاً وشَجَرَاً وحجراً ..!!؟
هل يَعى قادَتُنَا المُبَجَّلون أنَّ المجتمع الدولى الذِّى يُسَبِّحُون بِحمده يَسمَحْ للكيان الصهيونى المغتصب ولمليشيا آل دقلو الصَائِلة أنْ تكون إستثناءاً من القانون الدولى ومِنْ قِيَمْ حُقوقُ الإنسان بتجاوزه وغَضِّه الطرف عَنْ مُمارساتهما ، وإنتزاع حَقٍّ للدفاع الشرعى عن النفس خاصٍّ بهما قوةً وقهراً رغم بُطلانه ضِدَّ الأبرياء العُزَّل فى الأراضى المُحتَلَّة وفى سوداننا بمُدِنِه وقُراه وبواديه .. أولئك البُسطاء الذِّين شُرِّعَتْ القوانين والمواثيق الدولية مِنْ أجل حمايتهم ..!!
نأمل أنْ تأتى كلمة السودان فى هذه الظروف الإستثنائية واضحة وصريحة ومُبَاشِرَة دون مواربة أوتعريضٍ أو تلميح ، وأنْ تكون قويَّة ومزلزِلة توضِّح الأبعاد الإقليمية والدولية التى تسعى للتأثير فى إستقرار السودان وإمكانية تقسيمه مستقبَلاً والإستثمار فى ضعفه وفى الكيانات الهَشَّة التى يُمكِنْ أنْ تَتَخَلَّق نتيجةً لذلك والتى قطعاً سيكون لها تأثيرها على الأمن القومى العربى بأجمعه.
كما نأمل من الكلمة أنْ تَضع رؤيتها فى رسم الخارطة الوجودية للدولة السودانية ، والاَّ تَترُكْ المَنَصَّة لِمَنْ هو ألحَنُ فى الحُجَّة .. والاَّ تَترُكْ ( المَرسَمْ ) واللوحة و (روعة المشهد) لِمَنْ يَحمِلْ الريشة ويغمسها فى دماء أهل السودان لِيَرسُم الخُطوط الكَنتورية لدولتنا ويعبث بديموغرافيتها ..!! نُريد لكلمة السودان أن تكونَ نوراً *وبُرهاناً* ، ومن صاحبها أن يُلقِمَ شيطانَ العرب الذى لم يَكُنْ ( زائداً للخير ) -حجراً – ولو بمثقال .
حفظ الله بلادنا وأهلها .. وأُمتنا العربية والإسلامية من كُلِّ سوء .