مقالاتمنوعات وفنون

سبدرات شربات الشوق

مساءات

عادل حسن:

خواطري اللحظة تحتفل مع مواكب الهجرة بذكري الغربة الثانية للأحباب وهم معطونين بالدمع ومغسولين باللوعة مكرهين تركوا بلادهم وهجروا الوطن لعسس المقادير وفظاظة التصاريف ولسان الخيبات والصدمات يقول للماضي
كان السودان وطن لكل الاعياد لكل الفصول لكل الابداع لكل الوداد فنحروه مثل الحقيقة منحورة الحاضر المجروح
سبدرات تحت برزخ سودان الجمال والافتتان كان هناك ويحزم في يمناه كل الاوراق القانون الادب الثقافة الاشعار وحتي الرياضة كانت علي اليسار
مجلد ضخم لمعاني ومشهيات الحياة في السودان وطلاوة الامكنة واوسم الازمان
الان سبدرات خرج من بلاده الخرافية الاخضرار الي غفر ويباب المهاجر
غادر الحبيب الانيس سبدرات وطن القماري بعد ان اضحي وطن للذين يحبون الوطنية ويكرهون الوطن لسواهم يحبون الادب ويشردون الادباء ولا يعرفون بان الادباد هم ذاكرة الاوطان
غادر سبدرات السودان وغطس في جب الغربة ولكنه يمتلك اكسجين العافية الوطنية وشهيق محبة الاوطان محبة رادفت طول النيل الرقراق في رحلته التاريخية نيل النخلات والجروف
هجر سبدرات بلاده مكرها واصطبر علي الرعشات والمهددات ثم تباريح ومشقة مفارقة الاوطان استعصمت عليه الحياة وسط دلاهم الحرب المركبة وحرب اختلاط الحروب وزمن اختلاط الازمان ونحن الوقود والشهود حرب في محاولة صهر الاشياء كلها في اناء واحد عظيمها وحقيرها
في مثل هذا الانحدار لبلادنا غادر سبدرات وترك لنا جحيم السؤال
اي حرور من المهاجر والدياجر يتلظي سبدرات الان واي سيارة وقوافل نسال وتقبع انت الان
ان اهل السودان يكرعون شربات الشوق عن سبدرات لانه حدثهم عن الشارلستون وعن الخنفس وعن فرح القبيلة وعن جسارة لسان المرافعات الجهيرة وعن القطينة وعن دارفور الجديدة قبل ان يقطعون الطريق وعن مدني الاهلية وعن جامعه الخرطوم وعن رجعنالك واهداهم اجمل منديل مطرز بالثقافات القيافة
ان عبد الباسط صالح سبدرات هو هدهد السودان العزيز وهاجر بلا مواسم والان نكتب اليه الكتابات المسيلة للدموع
وتعتصرنا الالفة كلها في حضرة غيابه
نعم نحن مصابون بالسكتة الفكرية والقنص النفسي لتهجير رموز الوطن واغلاق الجهات الاربعة امامهم وجهة التاريخ الخامسة ولكننا نتيقن هاجر سبدرات لانه لن يتعايش مع الخيانة الشهية وتشريع الانداية وترنح المريسة وكازينوهات القمار المرتقبة واستباحة الجمال وحتمية شرب العرق وتراخيص المثلية مدعومة بلعلعة الرصاص الماجور
غادر سبدرات بلاده ولم ينتظر الجيش الذي ياتي ولا ياتي اغلق الرجل دياره وغادر بلاده
هاجر الحبيب صباح العيد سبدرات من بلاد باتت الحياة فيها حمقاء مثل ذاك الذي اراد تكريم صديقه في مطعم واصر علي دفع الفاتورة وحين رفض الصديق شهر مسدسه وحين اصر الصديق علي الرفض اطلق عليه الرصاص وقتله تكريما له
اه
اللحظة عيوني ترتدي جفنيها مزمومة بالحسرات
خلي الخليل وصديقي الاصدق وحبب عيوني سبدرات
هل للشوق كفاية
سلامات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق