مقالاتمنوعات وفنون

موبقات الصحافة

مساءات

عادل حسن:

على أيام كانت الصحافة سوسن ونضارة
عندما تنزلق ستارة الليل كنا نقلق في تلذذ هل دارت ماكينات الطباعة فجرا لتقبل صفحات الورق.
هكذا كانت الكتابات مليحة مثل طفل الريدة حين تجرحه شقاوة الصبا،  وكنا نخشى على ظبا الحروف الارايل التي ينتاشها المصحح والمصمم الاشتر.

اكتب اليكم مغسولا برهق عشرون عاما حسوما وما يزيد من الاحتراق اليومي ومعاقرة حبر الكتابة الذي خضب ايادي الرعشة والقلق في مهنة تمتص رحيق الشباب وتمضغ العمر.
دروبا وعثاء ومسالك وعرة في حارات التجربة وحرور خاطفات تلفح حياتك الصحفية ومع ذلك لن تنسى السيدة ذاكرتك
كانت الوعورة المخيفة للكاتب الصحفي والزعازع الحقيقية هم قراصنة المطبخ الصحفي اللذين يحولون بدرة الكاسترد إلى طبيخ منفر له لزاجة المصحح والمصمم
نعم هما يخنقان انفاس عطر الكتابة ونحن نبكي ونقذف بدموعنا إلى الداخل
هما من موبقات الصحافة السودانية عامة والصحافة الفنية خاصة
فالمدقق اللغوي يشوه الكتابة كلها علي طريقة قطع الرأس لعلاج الصداع اما المصمم هناك نوع يستخدم ادوات النجارة لتصميم الصفحات لأن اصابعه عاطلة من موهبة التمييز لمواقع الأشياء رغم صرامة الماكيت.
ان المصمم والمصحح يدخلان مطبخ الصحيفة بمتطلبات الجزارة والمسلخ وكثيرا ما يستعمل المصحح علبة الاورنيش بلا عن عطر اللغة ولذلك كانت الصحف ترقد علي الارصفة كاسيها غبار النهار الصروف ان قناصة التصميم والتصحيح كرسوا استيطان الفوضي غير الخلاقة في الصحافة السودانية وماذا نفعل معهم بعدما قام اليقين باعتقالنا بحتمية فشلهم ولن يخلي سبيلنا الا بكفالة من رئيس تحرير مترف الفكرة وغزير الثقافة.
هل هما نوعا من اسوا من حملتهم سفينة نوح لبدء الخليقة الضارة؟.

ان المصممين والمصححين سلبونا احلي كتابات العمر ومثلهم في الفظاظة كمن يقوم بإجراء عملية جراحية بدون تخدير
في قناعتي ايها اللطاف بان الكتابة مثل زهرات الحديقة المسائية تحتاج للذوق والرعاية والاستلطاف وليس الخلع واما سطوتهم السامة نجدها في الصحافة الفنية اشد تشويها لانها تؤذي مشاهير المجتمع ونجوم الفن الذين يقولون للناس إن الحب يتحدى الفوضى،  والابداع يتحدى تعهير القيم، ومع ذلك تحداهم الثنائي العقيم الاحساس بتقييم الأشياء في صنعتهم.

إن المصمم والمصحح اخوان لا فطام لهما من الفشل ولا شفاء منهما حتي تتسيدنا القناعة بأن الانتحار الجماعي لصناع الصحافة أفضل من القتل المهني للفرد.
سلامات.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق