صحة وبيئة
المهندس عماد سعد يبرز دور المسؤولية المجتمعية في حماية البيئة
عماد سعد:
– لكي نعيش بسلام بيئي يجب ألا تتجاوز نسبة غاز (CO2) في الغلاف الجوي عن (350 ppm) جزء بالمليون في حين وصلت النسبة حالياً إلى أكثر من (426 ppm) والقادم أخطر.
– شئنا أم أبينا علينا أن خفض انبعاث غازات الدفيئة، والتكيف مع التغيرات المناخية.
– علينا تعزيز مفهوم الشراكة بالمسؤولية بين شرائح المجتمع لحماية البيئة لأننا ببساطة كلنا شركاء بالمسؤولية.
في إطار النشاط الثقافي لشبكة وقاية النبات في اتحاد مؤسسات البحوث الزراعية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (أرينينا) وبالتعاون مع شبكة بيئة ابوظبي، استضاف الاتحاد المهندس عماد سعد خبير الاستدامة والمسؤولية المجتمعية ورئيس شبكة بيئة ابوظبي، لتقديم محاضرة علمية بعنوان “المسؤولية المجتمعية في حماية البيئة” وذلك يوم السبت، الموافق 18 أيار/مايو 2024، عبر المنصة الافتراضية (زووم). بحضور الدكتور رضا شبلي الخوالدة الأمين التنفيذي لـ (ارينينا) والدكتور فراس الزيود منسق شبكة وقاية النبات/ارينينا، جامعة مؤتة بالأردن. إلى جانب نخبة من أعضاء الاتحاد والمهتمين على المستوى العربي.
وأعرب أ.د. رضا شبلي، الأمين التنفيذي لاتحاد مؤسسات البحوث الزراعية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (أرينينا) عن تقديره العميق للندوة العلمية المتميزة التي قدمها المهندس عماد سعد، رئيس شبكة بيئة أبوظبي. حيث سلطت الندوة الضوء على أهمية تبني المؤسسات والأفراد لممارسات مسؤولة ومستدامة تجاه البيئة. وأكدت على أن حماية البيئة ليست مسؤولية حكومية فحسب، بل هي واجب مجتمعي يشمل الجميع. من خلال التعاون والتنسيق بين مختلف القطاعات، يمكننا أن نحقق تقدماً حقيقياً نحو مستقبل أكثر استدامة.
وأضاف الأمين التنفيذي نحن في أرينينا ملتزمون بدعم المبادرات التي تعزز الوعي البيئي وتشجع على تبني ممارسات زراعية مستدامة، وسنعمل جاهدين على متابعة التوصيات التي خرجت بها هذه الندوة لتعزيز دور المسؤولية المجتمعية في حماية بيئتنا. كما نشكر المهندس عماد سعد على مساهمته القيمة، ونتطلع إلى مزيد من التعاون مع شبكة بيئة أبوظبي وجميع الجهات المعنية لتحقيق أهدافنا المشتركة في مجال الاستدامة البيئية.
و أشاد أ.د. فراس الزيود منسق شبكة وقاية النبات/ أرينينا، جامعة مؤتة بالمعلومات القيمة والموضوعات المهمة التي تطرق إليها المهندس عماد سعد، ومنها جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تدوير المياه والمياه الرمادية والمياه العادمة، وكذلك التحول إلى الحوكمة الرقمية، مما يقلل من استخدام الأوراق ويساهم في الحفاظ على المساحات الخضراء وبالتالي الحفاظ على الغلاف الجوي من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما شدد على أهمية إشراك الأفراد خاصة في بلادنا العربية في هذه المسؤولية وعدم اقتصارها على الحكومات.
و تطرق الدكتور الزيود إلى أهمية الالتفات إلى تأثير التغير المناخي على البنى التحتية للمدن، وذلك أنه وفقاً للمهندس عماد سعد، فإن كمية الأمطار الهاطلة في الإمارات العربية الأخيرة خلال المنخفض المطري الأخير بلغت 250 مل/ 4 ساعات، فيما تبلغ معدل الهطول المطري عادة 100 مل خلال سنة كاملة، والذي هو مؤشر خطير يعكس أننا على مستوى العالم ذاهبون في طريق لا عودة منه إن لم نبدأ حالاً في اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتأقلم مع أو التخفيف من آثار التغير المناخي.
وإذ شدد الدكتور الزيود على أهمية التطرق إلى مزيد من الندوات المماثلة لأهميتها، فقد شكر اتحاد أرينينا ممثلاً بأمينه التنفيذي د. رضا شبلي على اهتمام الاتحاد بطرح مثل هذه الندوات باستمرار، وفتح باب النقاش للحضور من المهتمين والمختصين من كافة دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
من جهته فقد أشار المهندس عماد سعد، استشاري تطبيقات حماية البيئة والتغير المناخي والمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة، مدير عام مجموعة نايا للتميز، رئيس شبكة بيئة أبوظبي. خلال المحاضرة إلى أن هناك علاقة تكاملية بين المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة فكلاهما يعمل على بناء علاقة متوازنة بين البيئة والاقتصاد والمجتمع، أي أن المسؤولية المجتمعية هي الذراع التنفيذي لتحقيق التنمية المستدامة.
واستعرض أهم التحديات البيئية التي تحدق بجميع دول العالم خصوصاً التغيرات المناخية التي لم يعد هناك دولة واحدة بالعالم بمنأى عن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وفقاً لخطـة العـمل الدولية الخاصة بالتنمية المسـتدامة والتي أقرت بقمة الأرض للبيئة في ريو دي جانيرو 1992 وقمة جوهانسبرغ 2002 وقمة ريو + 20 / 2012 فإن السبب الرئيسي في التدهور المستمر للبيئة بالعالم هو نمط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين. وأننا لكي نعيش بسلام بيئة يجب ان لا تتجاوز نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون عن 350 جزء بالمليون (ppm) في حين قد وصلت نسبة هذا الغاز في الغلاف الجوي تفوق 426 جزء بالمليون (ppm) وذلك بحسب ما أكدت عليه الهيئة الحكومية المشتركة للتغير المناخي (IPCC). وهذا الأمر يستدعي أن نستشعر الخطر الناتج عن هذا الارتفاع والأخذ بعين الاعتبار خفض انبعاثات غازات الدفيئة بغض النظر عن حصة كل دولة وما تسببه من تلوث على مستوى العالم، الى جانب ضرورة التكيف مع التغيرات المناخي شئنا أم أبينا لأننا بتنا في عين العاصفة ولا يمكن أن نرجع الى الوراء والقادم أخطر وأعظم. وهذا ما أكدت عليه اتفاقية باريس للتغير المناخي التي تم التوافق عليها خلال قمة المناخ في باريس عام 2015، حيث أكدت القمة على أربع نقاط أساسية هي ضرورة تخفيف انبعاث غازات الدفيئة، والتكيف مع ما هو آت من تغيرات سوف تطرأ على المناخ بالعالم، وضرورة نقل التكنولوجيا الى دول العالم الثالث وتنمية القدرات.