ياسر عركي:
قبل أكثر من 12عاما ذهبت محمولا بأشواق صحفية الى دار الخرطرم جنوب للموسيقى لمتابعة استعدادات الدار للمشاركة في مهرجان “ميلاد الاغنيات” تفاجأت بخريج صغير من شعبة الكمان بكلية الموسيقى والدراما ماهر جدا في العزف على الكمان يقود بروفات اغنيات الفنانين المشاركين في المهرجان.
تابعت التزام وحرص اعضاء اوركسترا الدار والفنانين المشاركين، منهم المجدد عادل مسلم لتوجيهات المايسترو الصغير محمد ضرار الذي يوصل الفكرة اللحنية بصولفائية تنافس النوتة الموسيقية.
البروفات لجديتها جذبت انتباه الموسيقار عبد الله عربي والراحل الفنان عثمان مصطفى الذين تابعوا بإستغراق بروفات الاغنيات لأكثر من خمس ساعات دون ان يتسلل اليهم الملل او الرتابة لحظة، وشاركتهم متعة التنفيذ والغناء بقدر من اكواب القهوة وكثير من “التمباك”….
في اليوم الختامي للمهرجان حققت اوركسترا دار الخرطرم جنوب جائزة التنفيذ الموسيقي، فقمت بتحرير بروفايل عن المايسترو ضرار حمل عنوان ” الكونديكتر الصغير”
ضرار قبل ان يكون عازفا حاذقا ومجود قادته براعته في آلة الكمان للانضمام لفرقتي العملاقين وردي وابوعركي البخيت، فهو من قلائل الخربجين الذين برعوا في القراءة الصولفائية والتدوين الموسيقي، فهو صاحب اذن “نضيفة” ومستمع ماهر أيضا، ، تلتقط آذنه النشاز الموجود في أي وصلة موسيقية ويحاول استدراكها أثناء تدريبات الفرقة…
هذا التفوق قاده للالتحاق بسلاح الموسيقى وتدرج في الرتب بشكل تراتبي معروف… دون ان يستبدل بدلة المايسترو ِ
تابعت بإشفاق بؤس حال بعض الناشطين بعد ظهور صورة تجمع ضابط الجيش السوداني محمد ضرار باستاذه ومعلمه الموسيقار ابوعركي البخيت بعد ان سجل له زيارة في منزله للاطمئنان عليه ومحاولة اقناعه بضرورة اجراء فحوصات طبية، “هاج الفيس وماج” وما درى الناشط “الهايج” ان التلميذ إختار لمعلمه مزهرية ورد طري بعد طول غيابٍ..
