مقالات

لا تفسدوا العلاقة بين السودان ومصر

حد السيف

محمد الصادق:

العلاقة بين شعبى وادى النيل فى شماله وجنوبه علاقة أزلية ضاربة بجذورها فى التاريخ وهى علاقة تضافر جغرافى وتاريخى ومصير مشترك . بدأت على مرحلتين . الأولى ما قبل إنفصال السودان عن مصر عندما كانا يمثلان دولة واحدة . والثانية مرحلة ما بعد الإنفصال منذ العام ١٨٢٠ م وحتى إستقلال السودان فى العام ١٩٥٦ م .

منذ ذلك التاريخ البعيد وحتى الآن ظلت وستظل بإذن الله هذه العلاقة ذات تعامل وتعاون مشترك فى شتى المجالات بداية باللغة المشتركة والجوار والمعابر البرية والإقتصادية والعلاقات الثنائية ذات الهم الواحد والوحدة الجاذبة . والسودان فى فترة الحرب ضد الشعب المصرى الشقيق إستقبل أكثر من مليون مصرى من الأشقاء وفتح لهم المنازل والمدارس والمراحل التعليمية المختلفة بكل الحب والود والترحاب . والآن مصر الشقيقة فتحت ابوابها وصدورها وعقولها وديارها للشعب السودانى بكل ود وترحاب ولم تقصر الشقيقة مصر فى إيواء اهلنا السودانيين وهذا دليل قاطع على المحبة والمودة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين وما نسعد له كثيرا أن هذا الود والترحاب يظل ديدن كل الحكومات المتعاقبة على الدولتين الشقيقتين . تتغير فيهما الحكومات وتبقى العلاقة بين الشعبين هى هى . محبة ومودة ترحاب .
صحيح أن هنالك شواذ من أصحاب الآراء المتقلبة المتأرجحة ونسمع من البعض أحاديث غير مقبولة من هنا وهناك ولكنها قطعا لا تؤثر فى الرباط الحقيقى بين مصر والسودان ولذلك لا نريد لمثل هذه الأصوات النشاذ ان تفسد العلاقة بين شعبى الوادى الذى يغذيه شريان النيل الخالد العظيم .
وصدق فنانا الراحل المبدع عبد الكريم الكابلى عندما تغنى للشقيقة مصر وهو يقول .
مصر يا اخت بلادى يا شقيقة
يا رياضا عذبة النبع وريقة ..
مصر يا أم جمال أم صابر ..
ملء روحى أنت يا أخت بلادى
سوف نجتث من الوادى الأعادى
إننا نريد للعلاقة بين السودان ومصر أن تكون دائما وأبدا علاقة محبة ومودة وصفاء ونقاء وحسن جوار . لا تفسدها آراء البعض من شعبى الوادى . وبإختصار شديد العلاقة بين السودان ومصر لن تهزمها كلمات تخرج من هنا وهناك وستظل علاقة راسخة جذورها ثابته وفروعها فى السماء . ونقول للذين يعلنون مواقف يمكن أن تؤثر فى علاقة البلدين الشقيقين قول الشاعر .
لو جرح الغدر مره
بكره بتطيب الجراح
لو جفا الأحباب أمرا
أفتح أبواب السماح
الجراح بكره بتهون
أطرد الهم والظنون
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق