مقالات

تبسم رغم العلقم.. السكن الشعبي الدامر.. كنت هناك

بقلم/ عصام الحكيم:

فرحة مسروقة بأمر الحرب لأكثر من عام تسربلت وتسللت خلسة ولواذا من بين وسط ركام قصص الأحزان الأسيفة وحكايا البؤس المأساوية الحسيرة وزفير الآهات المكتومة تسللت وشقت طريقها إلى مئات القلوب المكلومة.

الفرحة المفقودة التي اعتملت بدءا في القلوب قبل بيوتات الإسكان الشعبي بالدامر عادت لتهدهد الوجدان من جديد بعد أن صادرتها عنوة تداعيات الحرب المشؤومة وأزاحتها وجندلتها مرارات واقع النزوح القسري في رحلة مأساوية مجهولة الوجهة والمصير والأجل.

فرحة يتيمة ولدت من عدم واخترقت الجدران الأسمنتية لمنازل الإسكان الشعبي بقوة البارود وأشاعت أجواءا من البشاشة والحبور بين الأسر واحالت عتمة المشهد الكئيب الي براحات مزدانه بزغاريد شجية واهازيج بهيجة شقت طريقها بصعوبة من اتون متلازمة الحزن والحسرة والسكون ..

نعمة الفرح الباذخ كما هي نعمة الامن الراسخ تنتاب الاحساس دون استئذان ويستيقنها الشعور بكل شفافية من غير تكلف قبل ان تستشفها العين ويصدقها الواقع .. وما أسهل أن يتيسر لك تذوق طعم الفرح خاصة حينما يكون منبع الفرح من قلوب الأطفال.

ولذلك فإن أعظم تجليات السرور في سموه البديع تتبدى حينما ينتزعها لطف الله من بين براثن القدر ويكون محورها ومستقرها قلوب الأطفال.

ليس هناك أجمل واسمى من سرور تدخله إلى قلب مكلوم في أوان الحرمان وأوقات العسر والأزمات وأزمان النكبات والحروب والكوارث تماما كما حدث في محفل الإسكان الشعبي فقد تشابى الفرح على أمشاط أقدامه رغم الحاطر المكسور ليطل من شرفة علياء من خلف تلال الأسى الدفين.

كل هذه المشاهد عايشتها لحظة بلحظة ووثقتها ملمحا ملمحا بكل انفعالاتها الصادقة ووقائعها المتتالية بنسق منسجم، فقد أهدت الأمانة الاجتماعية لجماعة أنصار السنة المحمدية بولاية نهر النيل عشرات الأسر بالإمكان الشعبي الدامر هذه اللوحة البهية الالوان والزاهية النمارق بعد أن صنعت بأيد حانية ورحيمة وهي لوحة مخملية بمبادراتها الإنسانية الاجتماعية التي جسدها مشروع ختان جماعي استهدف أكثر من ستين طفلا وصبيا في وثبته الأولى.

مظاهر الفرح التي تناثرت صور مقاطعها ومشاهداتها في كل بقعة على جبين كل طفل بالعصابات الوردية الحمراء والأهلة المذهبة وجلابيب الجرتق البديعة.

لكن أصدق هذه الملامح وثقتها بالصدق الموسوم بالعفوية والأريحية ابتسامة ساحرة ارتسمت على محيا الوجه الملائكي للطفل قصي وبقية عرسان المحفل.

فهي خير عنوان للحدث ومكنوناته.

شكرا لجماعة أنصار السنة المحمدية وأمانتها الاجتماعية الفتية وجزا الله خيرا كل من وقف خلف المشروع بالنوايا والمطايا.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق