مقالات

مؤتمر “تقدُّم” التأسيسي والتذاكي على المواطنين

العقل السياسي السوداني يواصل إجادته للفهلوة و التذاكي و التشاطر على المواطنين في مؤتمر( تقدُّم) (التأسيسي) في أديس أبابا في يوم الإثنين الموافق 27 مايو 2024م

شعار المؤتمر (التأسيسي) (لتقدُّم) كان: وحدتنا تصنع السلام و لكن هذا الشعار يكذبه واقع تقدُّم نفسه لأن (تقدُّم) عملياً ظلت تعمل من أجل تفتيت وحدة قوى الثورة السودانية المجيدة العريضة السِّلِّمية و المُسلَّحة معاً لصالح المشروع الجنجاكيزاني الذي ثارت ضده الحركة الجماهيرية السودانية و لذلك أصبحت (تقدُّم) المهدد الوحيد الحقيقي لوحدة قوى الثورة السودانية المجيدة.

برير إسماعيل:

مسكت الكثير من الأقلام الداعمة (لتقدُّم) في البردعة وتركت الحصان عندما حاولت تقديم ممثل المزارعين أبراهيم درافي كشخصية عبَّرت عن رأيها بكل حرية و لذلك كانت كلمته دليل عافية سياسية مرتبطة بالحريات و هنا تناست (تقدُّم) بأن رئيسها د. حمدوك الذي كان قد تحدث عن التناغم المدني و العسكري الكذوب إبان تواجده في رئاسة وزراء حكومات الثورة الكثيرة و مسيخة لم يتحدث في كلمته عن إنتهاكات مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع لحقوق المواطنين المدنيين في كل المناطق السودانية التي إجتاحتها و كما أنَّ ذات د. حمدوك لم يتطرق لإنتهاكات ما يُسمى بالجيش السوداني لحقوق المواطنين المدنيين عندما ضربهم بالطيران الحربيتحت ذريعة أي فِرية محاربة الكيزان و الفلول..

عليه فإنَّ العنوان الرئيس المسكوت عنه في مؤتمر (تقدُّم) (التأسيسي) هو غياب المطالبة بالقصاص و بمعنى آخر غياب العدالة التي يجب أن تطال جميع المجرمين أمثال الجنرالين البرهان وحميدتي. وهذا الغياب مع سبق الإصرار و الترصد مقابل أن تقوم (تقدُّم ) برئاسة د. حمدوك بدور تمومة الجرتق في المشهد السياسي السوداني الذي سيعود إليه ذات المجرمين عبر بوابة منبر جدة أو عبر أي من البوابات الأخرى التي يراها المحتالون الأقليميون و الدوليون و عيال سعود و عيال زايد مناسبةً. و معلوم بأن هؤلاء جميعاً ليست لديهم أية مصلحة في التغيير الحقيقي في السودان و لذلك يريدون التغيير المتحكم فيه بقيادة سلطة مدنيَّة صُّورية لأنه سيضمن لهم إستمرار المصالح بسبب وجود حكومة مدنيَّة صُوُّرية*.

*عليه و بذات العقليات السياسية السودانية الإحتيالية التي تجيد التحشيد من وراء الكواليس لتنظَّيم المظاهرات و لإقامة المؤتمرات السياسية التي تكون دوماً مآلاتها و نتائجها النهائية جاهزةً عقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنيَّة( تقدُّم )مؤتمرها (التأسيسي) في أديس أبابا*.

*قبيل إنعقاد المؤتمر (التأسيسي) لتقدُّم في أديس أبابا تحرك د. حمدوك تحركات مكوكية بحثاً عن أغطية سياسية مقبولة جماهيرياً ليستر بها العورات السياسية الكثيرة للتقدُّميين المؤتمرين و لذلك ذهب د. حمدوك لمقابلة كل من القائد عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال ليوقِّع معه بإسم تقدُّم إنطلاقاً من الحكاية الشعبية المتمثلة في توفير الحبال بلا بقر و بمعنى آخر أن د. حمدوك لا يملك من الأمر شيء لتكون البنود التي وقَّع عليها واقعاً معاشاً و ذلك بسبب غياب القاعدة الجماهيرية المساندة له فضلاً عن غياب الآليات التي ستعينه على تنزيل هذه البنود على الأرض و معلوم أن ذات د.حمدوك الفهلوي قد وقَّع مع القائد عبد الواحد محمد أحمد النور رئيس حركة تحرير السودان بإسم رئيس الوزراء السابق في إشارة واضحة لعدم إعتراف القائد عبد الواحد بتقدُّم مع إنه لم يكن معترفاً أصلاً برئاسة د. حمدوك للوزراء في كل حكومات الثورة . و القول المجمل هو إذا ما وجد د. حمدوك شخصاً آخراً فيه شوية رقشة سياسية ليوقِّع معه على أي من البنود المكتوبة و لو بإسمه فقط لفعل ذلك متوهماً بأن هذا الحراك السياسي الفهلوي سيغير من واقع تقدُّم التي تعاني من النقص الحاد في التأييد الجماهيري*.

*معلوم أن د. حمدوك لم يجعل البنود التي وقَّع عليها مع القائدين الحلو و عبد الواحد واقعاً معاشاً عندما كان رئيساً للوزراء في واحدة من أعظم الثورات الجماهيرية في الألفية الثالثة و حينها كان د. حمدوك مسنوداً من قِبل أغلبية المكوِّنات السودانية صاحبة المصلحة الحقيقية و من غالبية مكوِّنات المجتمعين الإقليمي والدولي بسبب التأييد الجماهيري الكبير لدكتور حمدوك النبي الكذوب و عليه قطع شك ليس بإمكانه أن ينزِّل على أرض الواقع أي بند من هذه البنود على أرض الواقع وهو معزول جماهيرياً و مدعوماً فقط من قِبل كل من مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع و كفيلها السياسي الأماراتي و من عدد قليل جداً من عضوية الحاضنة السياسية التي كانت تسانده آنذاك و معروف بأنه قد باعها عندما وقَّع على المسخ السياسي الشهير مع السفاحين البرهان و حميدتي بعد إنقلابهما الأرعن في 25 أكتوبر 2021م*.

*لأن المؤتمرين في تقدُّم يدركون جيداً بأن مؤتمرهم التأسيسي هذا سيكون معزولاً جماهيرياً يُلاحظ بأنهم قد ركَّزوا على توجيه الكاميرات على حضور الوفد الذي مثَّل الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال في المؤتمر بصفة( مراقب) الأمر أكَّد حجم المحن الكبيرة التي تسببت في خسارة سياسية كبيرة للمؤتمرين*.

*الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال لن تستطيع مهما فعلت أن تستر عورات (تقدُّم) السياسية لتقبل بها الحركة الجماهيرية السودانية الثائرة و لن يحدث هذا القبول الجماهيري (لتقدُّم ) بدون أن تراجع (تقدُّم) تقديراتها السياسية الخاطئة التي أوردتها مورد الهلاك و إن واصلت الحركة الشعبية في عملية الملايقة السياسية (لتقدُّم) ستخسر هي نفسها الكثير من رصيدها الجماهيري الكبير لأن غسيل (تقدُّم) سياسياً و بدون مراجعات سياسية حقيقية ذاتية من قِبل (تقدم) نفسها يعني بصورة مباشرة المساهمة في غسيل الجنجويد سياسياً*.

*لن تخرج (تقدُّم )من هذا المأزق التاريخي الذي أدخلت فيه نفسها إلا أوقفت إنحيازها السياسيي لمليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع لتكون على مسافة واحدة من الطرفين الرئيسين المجرمين المتحاربين الكيزان و جنجويدهم و من ثم تنحاز (تقدُّم )تماماً لقضايا الحركة الجماهيرية الثائرة و ذلك لأن كل الشواهد و القرائن تؤكد بأن تقدُّم ربطت مستقبلها السياسي في السودان بهذه المليشيا الجنجويدية الإجرامية التي أنجبها نظام الجبهة الإسلامية القومية لتحقيق مكاسب سياسية غير مشروعة*.

*غالبية المواطنين يعلمون علم اليقين بأن الجنجويد بقيادة عيال دقلو لن يرضوا و للأبد عن أي مواطن سوداني أو عن أي جسم سياسي أو مدني حقيقي مؤمن بأهداف الثورة السودانية المجيدة و مطالباً في نفس الوقت بحل هذا الكارتيل العسكري الأسري الخاص بعيال دقلو و مطالباً كذلك بعودة العسكر للثكنات و لهذا السبب الأساسي رضي عيال دقلو عن (تقدُّم) في ظل تناسي ذات (تقدُّم) التام للحقيقة التي مفادها أن الكيزان يسيطرون على مفاصل صناعة القرارات السياسية و العسكرية و الإقتصادية في الطرفين الرئيسين المتحاربين*.

*من محن المؤتمر التأسيسي (لتقدُّم) في أديس أبابا أن شارك حزب المؤتمر الشعبي رأس الحيَّة الرقطاء و رأس الرمح الذي خطط و نفَّذ إنقلاب 30 يونيو 1989م بقيادة عصابة الجبهة الإسلامية القومية شارك بفِرية صفة المراقب مستفيداً من تجاهل غالبية القائمين على الأمور في (تقدُّم) للجرائم السياسية و الجنائية و اللصوصية و الأخلاقية الكبيرة التي إرتكبها الترابيون في العشرية الأولى لنظام حركة الأخوان المجرمين في السودان وهي ذات الطريقة البهلوانية التي تجاهل عبرها المؤتمرون التقدُّميون الجرائم التي إرتكبها الكيزان و جنجويدهم قبل و بعد 11 أبريل 2019م و إبان إندلاع هذه الحرب الجنجاكيزانية ذات البعدين الإقليمي والدولي التي ظلَّ هدفها الرئيس هو الإستيلاء السلطة*.

*إنطلاقاً من الألاعيب السياسية( لتقدُّم ) شارك في مؤتمر تقدُّم (التأسيسي ) الشاعر أزهري محمد علي و لكنه لم يخاطب المؤتمرين بقصيدته العظيمة التي يقول فيها : يحيا الكفاح و ينبغي و تسقط كتائب الجنجويد لأنه إن فعل ذلك كان سيطالبه الجنجويد المؤتمرون بذات الطريقة الجنجويدية الإجرامية التي طالبوا بها أبراهيم درافي المتحدث بإسم المزارعين لأنه ذكَّر المؤتمرين بإنتهاكات مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع لحقوق المواطنين المدنيين في دارفور و الجزيرة و في كل أنحاء السودان التي وصل إليها الجنجويد أثناء هذه الحرب الإجرامية و هنا أرادت تقدُّم القضاء على الشعراء الثوار أمثال الشاعر الكبير أزهري محمد علي لصالح المحاصصات السياسية التي سيسيطر عليها الكيزان وجنجويدهم مجدداً تحت ذريعة حقناً للدماء السودانية وهي كلمة حق سيُراد بها باطل*.

*من ألاعيب( تقدُّم) السياسية في ذات المؤتمر حضور شخص يُدعى عبد الرحيم محمد علي الشيخ بإسم لجان المقاومة في الخرطوم و إتضح أنه لا علاقة له بلجان المقاومة في الخرطوم لا من قريب و لا من بعيد و هذا بالطبع فساد سياسي يطابق الفساد السياسي الكيزاني وقع الحافر على الحافر وهو الأمر الذي يؤكد بأن الأزمة السودانية متجاوزة مسألة أنها أزمة بسبب وجود الكيزان و الجنجويد فقط لأنها في حقيقة الأمر هي أزمة مرتبطة بالعقل السياسي السوداني المحتال في الغالب الأعم و بدرجات إحتيال متباينة*.

*من ألاعيب (تقدُّم) في مؤتمرها التأسيسي في أديس أبابا هو أن الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل نفى صلته بهذا المؤتمر بالرغم من أن دكتور حمدوك ذكر مشاركة ذات الحزب و عليه لو حسبت الناس عدد المفاسد السياسية في هذا المؤتمر لوصلت لحقيقة مفادها بأن الناس كانت تشاهد و على الهواء مباشرة مجموعة من الساسة البهلوانيين الذين يجيدون اللعب بالبيضة و الحجر لتحقيق المكاسب السياسية غير المشروعة*.

*من ألاعيب (تقدُّم) السياسية في مؤتمرها التأسيسي هو أن عدد الحضور تجاوز 600 مشاركاً و عملياً لن يستطيع هذا الكومبارس السياسي الكبير المشارك أن يدلي بآرائه حول القضايا المطروحة للنقاش و لو حال على هذه المناقشات الحول* *و من ألاعيب تقدُّم في المؤتمر هو إنها قالت أن المشاركين يمثلون 18 ولاية سودانية و تناست تقدُّم إستحالة أن تختار هذه الولايات ممثليها في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حرباً جنجاكيزانية شاملة في كل أجزائها و لكنها المحن و الإحن التقدُّمية*.

*مجمل القول هو إنَّ مؤتمر (تقدُّم) التأسيسي المطعَّم بحضور وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال ضربه في مقتل الجنجويد الذين رفضوا إدانة ممثل المزارعين أبراهيم درافي لإنتهاكات مليشيا عيال دقلو لحقوق المواطنين المدنيين في دارفور و في السودان بصورة عامة و في قرى الجزيرة بصورة خاصة و حينها سكت كبار الساسة أي ناس كبير أخوانو و كبير عوعو عن الكلام المباح و بدلاً من تحملهم للمسؤولية أرسلوا إحدى المشاركات للمنصة الرئيسة بطريقة موغلة في الشفشفة السياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه*.

*عموماً لقد إنتهت عزومة (تقدُّم) السياسية في أديس أبابا و غادر المعازيم مكان العزومة و بقيت (تقدُّم) و جنجويدها وحدهم لا جماهير لهم ليواجهوا المعيشة السياسية المُكلِّفة في مقبل الأيام*.

*الجنجا جنا الكيزان و كلاهما وجهان لعملة إجرامية واحدة .. السودانية المجيدة مستمرة و النصر أكيد*.

30 مايو 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق