مقالات

أسمار الجمعة الحزينة

حد السيف

محمد الصادق:

لا أدرى ماذا أكتب وماذا أقول ولأول مرة تشرد كلمات التعبير وتذهب الحروف بعيدة بلا نظم . ففى الحلق غصة والقلب ينفطر والدواخل مليئة بالأحزان والآلام ومجزرة ود النورة لا تفارق خيال الناس واصوات البكاء والنحيب رغم بعد الكثيرين كأنها تصم أذن الجميع . فغدر المليشيا والمرتزقة المأجورين كان أكبر من كل التوقعات رغم أن ديدنهم الغدر والخيانة ومواجهة المواطنين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة .
هذه المساحة كل جمعة كانت لأسمار الأمل وزرع الإبتسامة على وجوه كل اهل السودان المتحابين المتصافين الانقياء الطاهرين . ولكنها على غير العادة تشاء الأقدار أن تأت اليوم بالنسبة لنا جميعا جمعة حزينة نزرف فيها الدموع دما على فقد شباب من خيرة شباب السودان دافعوا ببسالة وشرف عن أرضهم وعرضهم وماتوا مقبلين وليس مدبرين ونالوا الشهادة التى يبحث عنها الكثير من اهل ورجال السودان وشعبه الذى يقف كله خلف القوات المسلحة داعما ومساندا بكل ما يملك .
نحن وانتم وهم والجميع يتألم لما حدث وينتظر غالبية الشعب تحركات عاجلة للقوات المسلحة لكى ترد الهجوم أكثر قوة وفى اسرع وقت.

ونحن نعلم ان للجيش فنيات فى القتال لا نستطيع التحدث عنها لأن القوات المسلحة أدرى بها منا جميعا ولكننا نود الإشارة لبعض المطلوبات الضرورية خلال الأيام القادمة وتتمثل فى الآتى .
عدم تأخير الرد القاسى الذى تحدث عنه الفريق أول ركن البرهان رئيس المجلس السيادى القائد العام، ثم محاصرة الدعم السريع فى كل محاور القتال فى الجزيرة ونعلم تمام العلم أن الجيش يقاتل فى العديد من الجبهات ولا يستطع أن يغطى كل المواقع ولكن ما يحدث لأهلنا فى الجزيرة حالة خاصة تستحق السرعة فى الرد وصد العدوان . كما يجب ألا نكترث لمسألة الشجب والإدانات التى ظللنا نسمعها مع كل هجوم لمليشيا الدعم السريع . فقد شبعنا من إدانات وشجب الإتحاد الأوربى والمنظمات وبعض الدول . كما نريد للناطق الرسمى للقوات المسلحة ان يصدر أقوى التصريحات بدلا عن اللغة الناعمة فى ان الأمر لن يمر مرور الكرام وان الجيش ليس لديه إرتكازات وياليت لو كانت للجيش إرتكازات لكى يعلم الجنجويد دروسا فى فنون القتال ولكنهم جبناء يواجهون المواطنين العزل وينأون بنفسهم بعيدا عن الجيش، نريد للناطق الرسمى أن يتحدث بلغة كالرصاص كالفريق البرهان الذى قال إن الرد سيكون قاسيا ومؤلما ونحن كما ذكرت وظللت اردد دائما أننا سنقف خلف الجيش إلى ما لا نهاية . كما لابد للحكومة وقياداتها أن تغلق طريق الغرب الذى يعتبر الآن هو المنفذ الوحيد لدخول العتاد والسلاح والمزيد من المليشيا والمرتزقة .

أخيرا أكرر ما ذكرته عشرات المرات فى ضرورة إعلان إبرام إتفاقيات مع روسيا والصين وإيران وتركيا وليعلم كل العالم بذلك خاصة أنه منذ قيام الحرب فى السودان وقفت دول العالم موقف المتفرج دون ان تحرك ساكنا تجاه السودان الذى يطمع الكل فى خيراته وتقسيمه إلى دويلات ومثل هذه الإتفاقيات ستهز عرش أمريكا وإسرائيل وفرنسا وتوقف غطرستهم وإستعراض عضلاتهم كقوى عظمى تجد نفسها امام موازنة صعبة ووقتها لن يتجرأ أى منهم للدخول فى معارك مع السودان .
الرحمة والمغفرة لكل شهداء ود النورة وكل قرى الجزيرة ولشهداء القوات المسلحة وكل الأمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

وبإذن الله وعونه النصر آت لا محالة ولا نامت أعين الجبناء أما الخونة والعملاء من أبنا جلدتنا فيجب أن يشنقوا فى ميادين عامة ليكونوا عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه خيانة الوطن والمواطنين .
سطور أخيرة
كنت أمس قد وعدت القراء بالحديث فى سلسلة مقالات عن الغرفة التجارية بالولاية الشمالية ونسبة لما حدث لأهلنا فى ود النورة كان بالضرورة أن نقدم المواساة ونترحم على الشهداء ونتحدث غدا بمشيئة الله إن كان فى العمر بقية فقط كونوا معنا والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق