مقالات

يوسف عزت.. قام من نومه ولقى كومه

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
*ما جاء فى تسجيل البيان الاول ، كان يخالف الواقع على الارض ، التسجيل كان معد سلفآ و لم يراعى المفاجآت*

*عزت سيتفاجأ بافادات مسجلة لضباط كبار منتدبين من القوات المسلحة ومعاشيين حذروا حميدتى من القيام بالانقلاب

إدارات اهلية و مجتمعية نصحت حميدتى بعدم المخاطرة بمواجهة القوات المسلحة

تمت مراجعة قائمة تصفيات القيادات السياسية حتى تجاوزت المائة

حتى يوم 14 ابريل استمر حميدتى فى شراء الولاءات وتوزيع الأموال والعربات

خال حميدتى صالح عيسى أبرم اتفاقا لسحب القوات من مروي أفشله حميدتي بإرسال المزيد من القوات

فى يوم 12 ابريل 2023م ، وصلت الى مدينة مروى قوات مليشيا الدعم السريع بعدد 83 عربة قتالية و عربة قيادة وصهريج وقود ، ارتكزت فى الناحية الشمالية لمطار مروي والقاعدة الجوية. ووسط اعتراضات من الأهالي طلبت قيادة الفرقة من قائد هذه القوات الرجوع لأنه يخالف تعليمات مستديمة من هيئة الأركان بعدم تحريك أي قوات عسكرية إلا بأمر تحرك.

وأصدر الناطق  للقوات المسلحة بيانآ جاء فيه ( يقع على عاتق القوات المسلحة دستورا وقانونا، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة ، وقد نظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون، بناءا على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر، بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن ، هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية ، وزاد من التوتر بين القوات النظامية ، تجدد القوات المسلحة تمسكها بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي وفقا لما تم في الاتفاق الاطاري، وتحذر القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية، والتي لم تبخل في سبيل تحقيقها بتقديم المهج والأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار ) ،
فى ذات اليوم ( 12 ابريل ) اصدرت الهيئة الشعبية للشمال بيانآ اعلنت فيه رفضها لوجود ( قوات الدعم السريع ) فى مروى ، و تقاطرت الحشود و خيمت امام المطار فى المنطقة الفاصلة بين قوات المليشيا و قوات الفرقة 19، ووصل الى مروى السيد صالح عيسى ( خال حميدتى ) ، حشود المواطنين اعلنت رفضها لأي وجود لقوات الدعم السريع في مروى، تحت أي ذريعة أو مبرر، مؤكدة ان مروى مستقرة و آمنة و لا يوجد فيها اى تهريب للبشر كما ادعت قوات الدعم السريع فى بيانها ردآ على بيان الناطق الرسمى ، أوضح بيان الهيئة الشعبية أن الشمال ليس منطقة حرب أو توترات، وأن وجود قوة من الدعم السريع بهذه الضخامة يعني نقل التفلتات والفوضى والاختلال الأمني ،
خال حميدتى ، وهو ليس عسكريآ او ذا منصب فى هيكل هذه القوات ، زعم انه جاء وسيطآ لحل الازمة ، وابلغ صالح ظهر يوم 14 ابريل عدد من القيادات الاهلية و قادة الفرقة19 (ان حميدتى وافق على سحب قواته كاملة )، و استمع البعض منهم الى صوت حميدتى فى ( الاسبيكر ) وهو يؤكد على ذلك ، فى الساعة الخامسة مساء و بدلآ من سحب القوات الموجودة ، وصلت 40 عربة قتالية اضافية متسللة بالطريق الترابى و انضمت لهذه القوات التى هاجمت فجر يوم 15 ابريل المطار و القاعدة الجوية من ثلاث محاور ، و اقام خال حميدتى صالح عيسى لخمسة ايام فى مروى يقدم الدعم المادى و اللوجستى لهذه القوات حتى تم دحرها و تحرير المطار و القاعدة الجوية ، حميدتى كان يناور لكسب الوقت و افشل اول اتفاق جاد لنزع فتيل الازمة بسحب قواته كما تعهد بذلك ، فالعد التنازلى لساعة الصفر قد بدأ ،
بانتهاء يوم 14 ابريل اكملت المليشيا انتشارها فى الخرطوم الى جوار الكبارى او تحتها ، و قرب الاسلحة الرئيسية ، ووصلت مدرعاتها من الزرق ،
بعد ان افاق عزت من نومه ، اكتشف ( فجأة ) ان قواته سيطرت على 90% من الخرطوم ، واحتلت القيادة العامة و المطار و الاذاعة و التلفزيون و ان الفرق العسكرية و المعسكرات فى الولايات تسقط تباعآ ، و ان عددآ من ضباط الجيش انضموا للانقلاب ، وهو سيناريو كان مخططآ ان ينفذ بسلاسة حسبما جاء فى تسجيل البيان الاول ، الواقع على الارض لم يكن كذلك ، التسجيل كان معد سلفآ و لم يراعى المفاجآت ، و التى كان اولها فشل المليشيا فى اعتقال رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة او قتله ، و صمود القيادة العامة و الاسلحة الرئيسية و اجهاض محاولات السيطرة عليها ، و ضرب معسكرات المليشيا الرئيسية من سلاح الطيران وهو ما لم يضعه حميدتى فى الحسبان ، و فشل عزت فى اذاعة البيان رقم ( 1 ) ،
عزت قال فى مقابلة مع الجزيرة مباشر، ان الجيش غدر بهم و تم ضرب معسكر المليشيا يضم آلاف من جنود المليشيا فى كررى، وحسب افادته هى قوات كانت فى طريقها لليمن ، و على حد قوله( وقع امر تحركها البرهان نفسه )، فهل وقع البرهان امر تحرك قوات المليشيا الى مروى ؟ وهل وقع امرا لتحريك المدرعات من الزرق الى الخرطوم ؟
عزت سيتفاجأ بافادات مسجلة لضباط كبار منتدبين من القوات المسلحة و معاشيين، بانهم حذروا حميدتى من القيام بالانقلاب ( انسحب اغلبهم و عادوا لوحداتهم )، و شهادات لادارات اهلية نصحت حميدتى بعدم المخاطرة بمواجهة الجيش ، عزت يجهل او يتجاهل ان انقلابه تم التخطيط له منذ اشهر و( رفع تمامه ) عدة مرات ، و تم مراجعة قائمة تصفيات القيادات السياسية التى تجاوزت المائة ، حتى يوم 14 ابريل استمر حميدتى فى شراء الولاءات و توزيع الاموال و العربات ، ياعزت .. كمل نومك. نواصل..
12 يونيو 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق