مقالات

ذكري السادس من أبريل ومتلازمة فشل ساسة البلاد

بدرالدين موسى:

السادس من أبريل ١٩٨٥م – والسادس من أبريل ٢٠١٩م ، ثورتان عظيمتان انجزهما شعبنا بالتضحيات والدماء والنضال الطويل والدؤوب والمستمر ١٦ عامآ مقاومة ونضال ضد الديكتاتور المخلوع نميري ، ٣٠ عامآ ضد نظام الجبهة الإسلامية بكافة تحولاته وتقلباته وقمعه وبطشه.
للأسف الاسيف رغم هذه التضحيات لم يحصد شعبنا ثمار ثوراته بل ضاعت الاحلام وخصوصآ حلم جيلنا الذي ضاق كافة صنوف العذاب من جبروت وطغيان نظام الإنقاذ، بفعل قصر نظر انصاف الساسة ومن تسيدوا مشهد الانتقال خصوصآ بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٩م لعدم امتلاكهم رؤية ثاقبة للانتقال وبرنامج يقود شعبنا لبر الامان بل اقتصروا جل الفترة الإنتقالية في المماحاكات السياسية وتصفية الخصومات حتي داخل معسكر الثورة وتم ذبح الثورة في مهدها والتنكر علي رفاق النضال والمصير المشترك بتوقيع الاعلان السياسي والوثيقة الدستورية في أغسطس ٢٠١٩م ضاربين عرض الحائط بتفاهمات اديس ابابا مع الجبهة الثورية السودانية حينها، واستمرت بلا توقف عقلية الاقصاء واستئصال قوي الثورة وادعاء ملكية النضال والثورة معآ واحتكار مركز القرار ، انفض الجذريين علي راسهم الحزب الشيوعي من المركب في مايو ٢٠٢٠م ، واستمرت مسيرة التخبط من قوي الحرية والتغيير الا ان تقصلت واصبحت بما يعرف باربعة طويلة اتفقنا او اختلفنا مع المسمي رغم قبحه الا انها الحقيقة المرة فقد فافتصرت قوي اعلان الحرية والتغيير التي وقع اعلانها في الاول يناير ٢٠١٩م بمكوناتها الرئيسية الي اربعة احزاب فقط، فاصبحت تتخبط في ادارة دفة الفترة الإنتقالية.
الي ان وقعت الكارثة الكبري وهي انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١م المشؤوم فهو خطأ اكبر لمعالجة خطأ.

ما بين إعلان الأول سبتمبر ٢٠٢١م لقوى الحرية والتغيير ووحدة فصائلها بقاعة الصداقة كنا ادعوا وانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م كانت هنالك مساحة وفرصة لمعالجة الكارثة وتجنب الانقلاب الا ان عقلية الاقصاء والاخصاء السياسي حالت دون ذلك وللأسف لا زال هؤلا عاطلي المواهب فاقدي الحلول يتجولون في مختلف العواصم الافريقية يعرضون بضاعتهم القديمة فاقدة الصلاحية في قوارير جديدة.

لتاتي فرصةجديدة و سانحة للحل السياسي في يونيو ٢٠٢١م انعقدت اولي جلساتها بالسلام روتانا ومن تفاهمات جرت تحت التربيزة مع المجتمع الدولي والاقليمي وصولآ للاتفاق الإطاري هذه السانحة ان كان تم استغلالها بشكل جيد وعقل منفتح غير اقصائي لما كان وصلنا لما نحن عليه الان ولكن للاسف صممت بذات العقلية الاقصائية ولا ننكر اننا كنا جزء منها رغم تحفظاتنا علي المنهج وطريقة العملية عشمآ ان يحدث الاختراق في منتصف الطريق وتتجنب بلادنا الانزلاق الي الفوضي والمحزن حدث ما كنا نخشاه فكانت حرب الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣م المدعومة اقليميآ والمدمرة لبنية بلادنا التحتية واحتلالها والتحالفات التي انتجتها في الساحة السياسية بين مليشيا الدعم السريع وذات الوجوه التي اورثتنا هذا الفشل.

نواصل
بدرالدين موسي
السادس من أبريل ٢٠٢٤م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق