مقالات
كَانْ تِعِبْ مِنَّك جَنَاح فى السُرعَة زِيدْ
لواء شرطة (م) د.إدريس عبدالله ليمان:
يَتهيأ ضُيوفَ الرحمن وحجاج بيت الله الحرام فى ثالث أيام التشريق للإنتهاء من رمى الجمرات وطواف الوداع ومِنْ ثَمَّ الرحيل مِنْ الدِيار المقدسة إلى ديارهم ليَنقَلِبوا إلى أهلهم تملأهم الغِبطَةَ والسرور بعد أنْ أتَمَّ الله نعمته عليهم ووفقهم لإتمام مناسكهم .. وبلادنا لا تزالُ تُعانى مِنْ شَتَّى الإنتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التى يَندى لها كُلَّ جبين مِنْ قَتلٍ ونَهبٍ وتدمير وتهجير .. تلك الجرائم التى كَشَفَتْ عن وحشية وإجرام المليشيا مع صمتٍ مُريب ومَعيب مِنْ حكومات العالم الحُر ومنظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية ..!! أربعة عشر شهراً ونحواً من خمسمائة يوم مَرَّتْ ثقيلة على أهل السودان ، وكشفت العديد الملفات وفضحت الكثير من الإدعاءات التى كانت تختبئ وتتوارى خلف مُسَمَّيَات الديموقراطية والحُريَّات والقوانين الدولية ومفاهيم السلام وحقوق الإنسان ، ويا لقسوة تلك الأيام التى كشفت كُلَّ ذلك الزيف ولم تترك البُسطاء الأبرياء يعيشون فى سلام فَفَرَّقَتْ بينهم وبين أحبابهم وأهليهم وتَرَكَتْ جُرحاً دامياً فى قلوبهم لا أظُنُّ أنه سيندَمِلُ قريباً .. !! فمع كُلَّ حَصَاةٍ يرميها الحُجَّاج كانت تتأرجح جمرات الأسى فى أفئدة ضحايا المليشيا المُجرمة وتَتَفَجَّر جِمارُ الغضب والرغبةُ فى الإنتقام منها ..!! وتَتدَفَّق شلالات الحُزن كُلمَّا إرتقى شهيدٌ تارِكاً جسده يَتَحلَّل وحيداً فى تراب الوطن الغالى ..!! ومع كل حصاةٍ يرميها الحجاج كان الأبرياء يتميزون غيظاً من كُلِّ متعاونٍ مع المليشيا ومنافقٌ ومتآمرٌ ومنتفخٌ بصفاقة الخٍيانة وصَلَفها وبائعٌ لضميره وإنسانيته وسودانيته بٍعَرَضٍ من الدنيا قليل .
وهاهى الأرضُ التى تَغَطَّت بالتعب قد إشتعلت غَضباً وهيعةً وزلزلةً تحت أقدام المليشيا المجرمة بعد أنَّ ظَنَّت أنَّ المُلك قد دانَ لها وأنَّ الأنهار ستجرى من تحت عرش الدولة العطويَّة الجنيدية المزعومة .. وهى التى نقلت من أجل هذا الغرض الدنئ مشاهد المذابح حيَّةً دامية ليعيشها أهل السودان قدراً مقدوراً وليست حبراً مطبوعاً كما كانت تنقلها صفحات التأريخ المقروءة بعد أن إستندت فى غدرها وعُدوانها على مصدرين خارجيين تستمد منهما قوتها وجبروتها وطغيانها ( الدعم غير المحدود من دويلة الشَّر واللامبالاة غير المحدودة مِنْ المُفَرِّقَة العربية ) ..
وإنْ تعجبُ مِنْ المليشيا فعجبٌ من حمدها وشكرها لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كُلِّ جريمةٍ ترتكبها ولا يَتَمَعَّر وجهها لحالِ إمرأةٍ مُسِنَّة أو شيخٌ عجوز أو طفلٌ صغير وهم تحت رحمة سياطها وبنادقها ، وما نَقَمَتْ مِنهُم إلاَّ أنهم يرفضون الذُّل والخنوع لغيرِ خالقهم فقتلتهم وقَطَّعَتْ أوصالهم وهَدَّمَتْ بيوتهم وطردتهم مِنْ أرضهم ..!! ولكِنَّ الله غالبٌ على أمره وسيُغلَبُ القوم ويولون الدُّبر ، وستنتصر إرادة الحَقّ على سوأة الباطل وسيعود الناس إلى أرضهم وديارهم ومنازلهم بعزِّ عزيزٍ أو ذُلَّ ذليل بحول الله وقوته .. فيأيها المُقاتل السودانى البطل *كان تِعب مِنَّك جناح فى السرعة زيد* ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء.