أخبار وتقارير
د.أسامة العمري: الدور المصري معبر للسودانيين للخروح من مأزق الحرب
د محمد عبدالرحمن ضوي: على الحكومة المصرية إلزام طرفي النزاع بوقف القتال فورا
حول دعوة مصر للفرقاء السودانيين للاجتماع بالقاهرة طرحت الساقية برس هذا الموضوع لبعض خبراء المجتمع المدني بالسودان فماذا قالوا؟
الطاهر إسحق الدومة:
في إفادة د.أسامة العمري حول دعوة القاهرة لاجتماع الفرقاء السودانيين في القاهرة غالبا في أواخر الشهر الجاري، قال د.أسامة العمري، أحد خبراء منظمات المجتمع المدني ومؤسس منظمة ابونا آدم الخيريه للساقية برس: أولا في رؤيتنا للحوار وفقا لدعوة القاهرة للقوى السياسية والمدنية والعسكرية السودانية يجب أن يكون حوارا بناءا وخاليا من الدخول في الاشتراطات المسبقة بلوغا لآمالنا وتحقيق غاياتنا وماتطمح إليه سايكولوجيتنا المعتمدة على إرثنا التأريخي وميراثنا الأخلاقي وتطورنا التقدمي المؤسس على الصفات الإنسانية واحترام الحقوق وكدافع ونبراسا ينير طريقنا ويفتح لنا الأبواب المغلقة ويزيل العقبات تفاديا للكوارث والنزاعات أن تستمر بلا توقف والتي من صنع الإنسان جريا وراء المكاسب غير القانونية فسادا ومحسوبية وطمعا في الاستحواذ على السلطة والثروة بالإقصاء عوضا عن الحكم الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.
وأضاف د. أسامة العمري يتطلع السودانيون لوثيقة عقد وعهد اجتماعي جديد يزيل ماعلق بالنفوس سنين عددا.
وطالما ذكر السودان من خلال ازمته الحالية كانت إدارة التنوع وتلاقح الثقافات لمكوناته الاجتماعية المتعددة وانصهار الشعوب وربط أفريقيا والشرق الأوسط ذلك نتاج انبثاق حضارات السودانيين، وكانت مصر الشقيقة دائمة حريصة على دور السودان الرائد كونه في عمق أفريقيا وكل دول الجوار من خلال الإثنيات المشتركة
وتمنى د.العمري أن تكون الورشة أو المائدة المستديرة بالقاهرة تلفت النظر إلى بعض النقاط التي ربما تساهم فى إزالة بعض من سوء الفهم الناشئ من خلط بعض المفاهيم في تعريف المصطلحات والنظريات من جانب وقصور فهمنا لبعضنا البعض كسودانيين نكتنز بالتنوع الثقافي والاجتماعي وفشلنا في إدارته وتوجيهه لخدمة البلاد لينعكس سلاما وتنمية ورخاءا وتقدما بعيدا عن الفساد والخوف والطمع.
ويرى د.العمري أن معالجة هذا الداء الخطير الذي يشبه مرض السكري الذي يعالج بالبتر بدلاً من تغير السلوك فيتم تعافي الجسد فالحاكم والمحكوم وجهين لعملة يعكسان صورة واحدة أساسها المعرفة واحترام الحقوق والحدود بدأ بحقوق الله سبحانه وتعالى الذي استخلفنا في الأرض لنعمرها ونحقن سفك دماءنا فنبني الأوطان والإنسان، مضيفا أن الدور المصري في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به البلاد يعتبر دورا معبرا عن المرحلة وسندا للسودانيين للخروج من محنتهم كونها الدولة الأكثر التصاقا بالشعب السوداني حيث هاجر حوالي سدس سكان السودان إليها وجدوا فيها الملاذ الآمن والحضن الدافئ من ويلات الحرب وشرورها، وعليه يبقى دور القاهرة كالشقيق الذي سيضحي بكل شئ من أجل انقاذه ومصر مؤهلة تماما اخلاقيا وفنيا بل قانونيا كونها تسعى للجم الإجرام المنبثق من هذه الحرب التي قتلت وشردت السودانييين في شتي بقاع العالم.
واختم العمري، حديثه بقوله: متوقع أن يكون تجمع السودانيين في تلبيتهم التلقائية لدعوة القاهرة خاتمة المطاف لوقف نزيف دماء انسكبت بلا توقف لعام ونيف فاستقرار السودان صار قاب قوسين أو أدنى بعد دخول القاهرة في الخط وهي الأدرى بحجم الأزمة بتعقيداتها ومآلاتها.
وفي ذات الاطار حول دعوة مصر للقوي السياسية والمدنية أفاد الساقية برس د.محمد عبدالرحمن ضوي، الخبير بمنظمات المجتمع المدني قائلا: إن الدعوة المصرية لهذا المؤتمر تعتبر امتدادا للجهود التي ظلت تبذلها حكومة مصر، فقد أنشأت مبادرة دول الجوار منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب ثم تواصلت مجهوداتها ضمن مبادرات جامعة الدول العربية ومؤتمر المنامة وايضا استضافتها لمؤتمرات القوى السياسية التي تصنف داعمة للحرب وأخيرا لقاءها بقوى تقدم في القاهرة.
ويرى أن موقف حكومة مصر من هذه الحرب يشوبه الكثير من الالتباس وتتشابك فيه خيوط من مواقفها تجاه التخوف من انتقال السودان نحو الديمقراطية ورفض حكم العسكر وعدم السير في خطى التجربة المصرية إلا أن موقف مصر الرسمي من الأدلجة الإسلامية لمؤسسة الجيش السوداني تجعلها غير متحمسة لدعمه دعما نهائيا يحقق له النصر والسيطرة بكوادره الراهنة.
وأضاف د.ضوي، قائلا : هناك مصالح مشروعة لأي دولة في دعم أو عدم الدعم للأنظمة السياسية في أي بقعة في العالم فماذا يكون إذا كانت هذه الدولة هي السودان ببعده الجغرافي والتاريخي والأمني بدولة مصر، وموقفها من القوى المتصارعة وأسباب الصراع تبرز فيه أين تقف دولة إثيوبيا من الدعم لأن قضية سد النهضة ستظل أكبر قضية تتسيد المشهد في العلاقة بين دول حوض النيل وخاصة مصر وإثيوبيا والسودان.
وحتى تتحقق لدولة مصر مصالحها في علاقاتها مع دولة السودان مستقبلا ولضمان الاستقرار الأمني في الإقليم وإنشاء علاقات تكامل اقتصادي وامني والاستفادة من رافعة رأس المال العربي من السعودية والإمارات التي تدعو إلى منابر التفاوض لحل الأزمة السودانية، فإن مصر يمكنها أن تكون أكثر الدول مقدرة على الإسهام في هذا الجهد بما لها من دبلوماسية عريقة وراسخة وعلاقات مستدامة مع دول المنظومة العربية والافريقية.
ويرى دكتور ضوي، لضمان نجاح هذا المؤتمر الذي دعت اليه مصر وحتى لا يصبح مثل سابقاته، أنه ينبغي أن يأتي المدعوون إلى المؤتمر ويكون قد تحقق بينهم اتفاق على مبادئ تتم مناقشتها فنيا ولتمثل بذلك البيان الذي يتم توقيعه ويكون ملزما لكل القوى المشاركة فيه.
ويضيف على حكومة مصر أن تطلب وتلزم الأطراف المدعوة لهذا المؤتمر أن تعلن مبدئيا أنها تؤمن وتنادي بالآتي حتى تكون مؤهلة لاستلام الدعوة لحضور هذا المؤتمر :
١- أن الحرب الجارية الان ليست خيارا لحل الأزمة السودانية.
٢- أن يلتزم طرفي الصراع بإنهاء الاقتتال والدخول في هدنة طويلة تمهد للاتي:
أ- المسائل الفنية التي تضمن تنفيذ قرارات فصل القوات وعدم تجدد الاشتباك
ب- فتح المسارات الآمنة لدخول المساعدات الانسانية والاغاثات للمتضررين ومعالجة الحالات الإنسانية الحرجة
ج- إخلاء مناطق الإنتاج الزراعية من اي مظاهر تسلح أو عمليات عسكرية لعودة الإنتاج في هذا القطاع الذي يشكل عصبا الحياة للغالبية من أفراد الشعب السوداني
ج- إلغاء الملاحقات القانونية والمضايقات التي صدرت بحق القوى المدنية السياسية وإطلاق سراح الموقوفين من لجان الطوارئ ولجان المقاومة وكافة الناشطين السياسيين المناوئين للحركة الاسلاميه الرافضين لاستمرار الحرب حتى تستعيد هذه القوى دورها في المساعدة في توزيع مواد المساعدات الانسانية وتكثيف التوعية بين المواطنين لمحاربة خطاب الكراهية التي بدأت تتغلغل بين مكونات المجتمع السوداني.