مقالات

ما هذا ياوزير الداخلية؟

حد السيف

محمد الصادق:

اللواء (م) خليل باشا سايرين بعد تعيينه وزيرا للداخلية مباشرة كنت أول من كتب عنه ثلاثة مقالات تحت عنوان وزير الداخلية والقرارات القوية.

وأذكر تماما أننى طالبته أن يبدأ بملف الوجود الأجنبى وقلت اننا ظللنا لسنوات طويلة ننادى بتقنين الأجانب فى السودان . والشئ الثانى كان هو ملف السجل المدني ومراجعة الجنسية والأرقام الوطنية . وحمدنا الله كثيرا أن الوزير بدأ فعليا بملفي الأجانب والسجل المدني وأقام أكثر من ورشة عمل بخصوصهما وأصدر العديد من القرارات بالتنفيذ الفوري للحصر وإبعاد كل المخالفين لنظم الإقامة ولا يحملون أية أوراق ثبوتية .
باختصار شديد كتبنا بعد ذلك مشيدين بالجهد والحركة المتواصلة والمتابعة للأخ الوزير وطالبناه بالاستمرار على هذا النهج وأن يقف إلى جانب المظلومين وأن يحكم بين الجميع بالعدل والموعظة الحسنة . وهذه هي صفات القائد الناجح الذى يرى الحق حقا ويتبعه والباطل باطلا ويتجنبه.
يقال أن المرء هو مجموع اختياراته حيث أننا مجبرون بحكم الحياة السريعة على إتخاذ قرارات متعددة وفورية وفى كثير من الأحيان ينتهى بنا الأمر فى أن نعض الأنامل بسبب الأخطاء التى إتخذناها .
أسوق كل هذه المقدمة لأقول إن الفريق حسب الكريم آدم مدير عام قوات الجمارك المعين الكل يشهد على إنجازاته الكبيرة العظيمة التى تحققت فى عهده الحالى إن كان ضبطيات للسلاح أو الآثار أو تهريب البشر فى تلك الوهاد والجبال والطرقات الوعرة كما استطاعت الإدارة العامة لمكافحة التهريب ضبط أكثر من نصف طن لأخطر أنواع المخدرات تمت إبادتها بحضور كل الجهات العدلية كحالة تعتبر الأولى من نوعها وغير مسبوقة.

ذكرت هذا الجزء القليل من الإنجازات العظيمة شكلا ومضمونا لأقول إن الفريق حسب الكريم تشاء أقدار الله أن يصاب بمرض إستدعى سفره خارج البلاد لتلقي العلاج سائلين الله أن يشفيه شفاء عاجل ما بعده سقم.

وقبل أن يغادر مستشفيا ووفقا للتراتبية العسكرية قام بتكليف اللواء صلاح أحمد إبراهيم لإدارة العمل في قيادة الجمارك لكي يتم تسيير الأعباء بالصورة المطلوبة ومن حسن الطالع أن اللواء صلاح باشر مهامه وهذا يعني أن الفريق حسب الكريم وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب إلى حين عودته مستشفيا وهو فى كامل الصحة والعافية بفضل الله ودعوات محبيه .
سافر الفريق حسب الكريم وهو مطمئن أن العمل سيسير وفق ما خطط له مع اللواء صلاح، ولكن بعد سفره بثلاثة أيام فقط وهو فى المستشفى يتلقى العلاج فإذا بوزير الداخلية اللواء ( م ) سايرين يصدر قرارا بتكليف اللواء صلاح مديرا مكلفا حيث مارس اللواء صلاح العمل كمدير مكلف وقام بتغييرات جوهرية من صلاحيات المدير المعين وليس صلاحياته مكلفا من قبل المدير الشيء الذي يعني أن اللواء صلاح تعامل وكأنه المدير المعين وهو ما يشير إلى أنه ينطلق ويعتمد على تنفيذ توجيهات واضحة.

ما هذا الذى يحدث وكيف فى وجود مدير معين يتم تكليف مدير آخر يا سيادة الوزير وهو ما يعنى أن للجمارك الآن مديرين فى آن واحد خاصة أن تكليف اللواء صلاح كمدير مكلف صدر بعد سفر الفريق حسب الكريم كما ذكرت بثلاثة أيام مع العلم أن مدة العلاج المكفولة حسب اللوائح والقوانين قد تمتد لستة أشهر . كما أنه ليس من باب الزمالة او المهنية أن تقوم بتكليف مدير جديد والمدير المعين أصلا طريح الفراش الأبيض وانت فى الأصل لديك مدير معين ولأول مرة نسمع بتكليف مديرين فى وقت واحد وهو أمر غريب ومدهش .
نحن كصحافة مناط بنا أن نبحث عن الحقيقة ونقف إلى جانب الحق الذى يعلو ولا يعلى عليه . وبمثلما أشدنا بجهودك أخى الوزير بنفس القدر ننتقد أخطاءك إن اخطأت .
بصراحة شديدة لقد سئمنا تخبط بعض المسؤولين فى القرارات التى ربما تكون قد بنيت على رد فعل إنفعالى ولحظى أو دون تريث ودراسة أو حتى لتصفية حسابات مما يضطر الجهة الأعلى أو المعنية إلى إلغائها أو تعديلها وتعديل كل صورة مقلوبة فى أى من الجهات الحكومية أو الوزارية .
نقول للأخ وزير الداخلية إن قرار تكليفك للواء صلاح في وجود مدير معين لا يتسق مع اللوائح والقوانين التى تحكم العمل خاصة فى مثل حالة الفريق حسب الكريم وهى حالة إنسانية فى المقام الأول تستحق العناية والدعم المعنوى قبل المادى وبعدها فليكن لكل حادثة حديث .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق