مقالات

لماذا لا يطلب عبدالواحد من حميدتي عدم مهاجمة المدن والقُرى والحلاَّل

حوارات ومفاكرات سودانية حول المبادرة التي تقدَّم بها القائد عبد الواحد محمد أحمد النور رئيس حركة و جيش تحرير السودان لحل الأزمة الإنسانية التي تمر بها مدينة الفاشر صاحبة التاريخ العريق

بقلم/ برير إسماعيل:

بداية لا للحرب و نعم للحلول السياسية المفضية لحل مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع و بعودة العسكر للثكنات و بمحاسبة المجرمين وبإعادة ترتيب أوراق كل مؤسسات الدولة السودانية التي بُنِيت على باطل بما في ذلك إعادة ترتيب أوراق المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشُّرطية الحالية المعرقل الرئيس لأي تغيير حقيقي قادم في السودان.

أدناه هو نص المبادرة:

مبادرة من حركة/ جيش تحرير السودان حول معالجة الوضع الإنساني بمدينة الفاشر* https://slma.net/?p=14669

المنطق يقول إنَّ القائد عبد الواحد محمد أحمد النور ليس بالشخصية المحايدة في الحرب الدائرة الآن في السودان أو بالأحرى في الحرب التي تجدد إندلاعها في السودان في يوم 15 أبريل 2023م و ذلك لسبب في غاية البساطة هو أن القائد عبد الواحد حمل السلاح أصلاً دفاعاً عن حقوق المواطنين المدنيين السودانيين في كل أنحاء السودان بصورة عامة و في دارفور بصورة خاصة لأنَّ أهل دارفور تعرضوا لحرب الإبادة الجماعية الثانية التي شنتها ضدهم السلطة المركزية الإسلاموعروبية في الخرطوم مستخدمةً في ذلك ترسانتها العسكرية الفاشية المتمثلة في ما يُسمى بالجيش السوداني وفي مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع و في عدد من التشكيلات العسكرية الإجرامية.

إنَّ جوهر المبادرة التي تقدَّم بها القائد عبد الواحد محمد أحمد النور لحل الأزمة الإنسانية في الفاشر جعلها تكون من أغرب المبادرات الإنسانية الوطنية السودانية في الألفية الثالثة لأنها ببساطة شديدة صبت في مصلحة الجنجويد المعتدين على المواطنين المدنيين السودانيين الآمنيين في مدينة الفاشر و في غيرها من المدن والقُرى والحلاَّل و الفُرقان السودانية.

لم تجب مبادرة القائد عبد الواحد لحل الأزمة الإنسانية في الفاشر عن السؤال المركزي الذي يقول: لماذا تحاصر و تهاجم مليشيا الجنجويد المسماة بسبب التدليس السياسي السوداني الكيزاني و غير الكيزاني بقوات الدعم السريع المواطنين المدنيين العزل في الفاشر و في غيرها من المدن السودانية؟

وفي ذات السياق يمكن لملايين المواطنين السودانيين المدنيين في داخل البلاد وخارجها أن يطرحوا عدداً من التساؤلات المشروعة على القائد عبد الواحد محمد أحمد النور صاحب المبادرة الإنسانية الخاصة بالفاشر لتتم الإجابة عليها من قِبله بكل صراحة و وضوح و شفافية:

ما هي أهداف المليشيا الجنجويدية الإجرامية الدقلوية الآنية و الإستراتيجية من مهاجمتها لمدينة الفاشر ؟
ولماذا دخلت مليشيا الجنجويد نيالا والجنينة …إلخ و بقية المناطق السودانية المأهولة بالسكان في دارفور أو في غيرها من المدن السودانية الخالية من الكيزان الذين تدعي هذه المليشيا الإجرامية بأنها تحارب ضدهم لإسترداد الديمقراطية التي لم تكن موجودة أصلاً لكي تسترد؟

ولماذا إقتحمت مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو مؤخراً مدينة سنجة الآمنة التي لا علاقة لأغلبية سكانها بالكيزان ؟

وهل كانت مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو ستقبل بمبادرة القائد عبد الواحد محمد أحمد النور الإنسانية ذات الصلة بالفاشر لو كان بإمكانها إقتحام الفاشر لإسقاطها و من ثم العمل على ترويع و تقتيل و سرقة ممتلكات المواطنين و إحتلال بيوتهم و إغتصابهم و بيع نسائهم في سوق النخاسة؟

ولماذا لا يطلب القائد عبد الواحد محمد أحمد النور من الجنجويدي المرتزق حميدتي زعيم مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع عدم مهاجمة المدن والقُرى والحلاَّل السودانية المأهولة بالسكان إلا في حالة الدفاع عن النفس فقط بدلاً من أن يطلب من المواطنين و من رفاقه الثوار في حركات الكفاح المسلح عدم الدفاع عن النفس و العِرض و المال والأرض وفقاً لجوهر المبادرة الإنسانية التي ستحول قواته الثورية لقوات أممية مهتمها حفظ السلام في الفاشر دون غيرها من المدن السودانية التي إجتاجتها مليشيا عيال دقلو؟.

هل هاجم أهل الفاشر و غيرهم من المواطنين المدنيين في المدن السودانية الأخرى مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع في أماكن تواجدها أم أن المليشيا هي التي هاجمتهم في مدنهم وقراهم وحلاَّلهم؟.

هل من حق المواطنين في مدينة الفاشر وفي غيرها من المدن السودانية وفقاً لكل الشرائع السماوية و الأرضية التي كتبها الإنسان الدفاع عن أنفسهم و أعراضهم و أموالهم و بيوتهم و مدنهم و أراضيهم ضد العدوان الجنجويدي الدقلوي أم لا؟.

وهل سيقبل القائد عبد الواحد محمد أحمد النور بأن تغادر قواته مواقعها في جبل مرة و في أي موقع آخر سوداني تسيطر عليه لكي تتواجد به قوات أخرى تعمل على حماية المدنيين لو أن مليشيا الجنجويد أو أي قوات أخرى معتدية حاصرت و ضربت بالنيران المواقع التي تسيطر عليها الحركة التي يترأسها و كان في مقدور قواته الدفاع عن حيوات و أعراض و ممتلكات المواطنين المدنيين؟.

وهل سيدافع الآن جنود و ضباط و ضباط صف الحركة التي يترأسها القائد عبد الواحد محمد أحمد النور عن أنفسهم و أعراضهم وأموالهم و بيوتهم و أراضيهم في المناطق التي تمَّ تحريرها من قِبلهم في حالة أن هاجمهم و حاصرهم الجنجويد بقيادة عيال أم لا ؟.

ولماذا لا يسلم القائد عبد الواحد محمد أحمد النور سلاحه للسلطة المركزية الإسلاموعروبية في الخرطوم طيلة الفترة الماضية بعد أن هاجمته ذات السلطة بالأسلحة المحرمة دولياً في المناطق التي حررها من ذات السلطة الإجرامية؟.

ومتى أصبح القائد عبد الواحد محمد أحمد النور يطلق إسم قوات الدعم السريع على مليشيا الجنجويد الإجرامية بقيادة عيال دقلو؟.

ولماذا لا تدافع قوات القائد عبد الواحد محمد أحمد النور نفسه عن المواطنين المدنيين السودانيين في الفاشر أو في غيرها من المدن السودانية عندما يهاجمهم الجنجويد في مدنهم و قراهم و حلاَّلهم و أراضيهم لأنه غير مطلوب منه مهاجمة المليشيا الجنجويدية في مناطق سيطرتها ما دام تحولت قواته الثورية لقوات صديقة؟.

وما هي الجدوى من قوى الكفاح المسلح نفسها إذا كان الجسم الثوري المسلح لا يدافع عن حيوات و أعراض و أموال و في المجمل عن حقوق المواطنين المدنيين السودانيين في كل أنحاء السودان؟.

وماذا سيفعل القائد عبد الواحد محمد أحمد النور لو خرجت القوات المشتركة و(الجيش السوداني) و المقاومة الشعبية من الفاشر بناءً على هذه المبادرة التي تقدَّم بها ثم هاجمت مليشيا الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع المواطنين المدنيين في ذات مدينة الفاشر لتتمكن من السيطرة على كل إقليم دارفور؟.

وما هي الضمانات التي سيوفرها القائد عبدالواحد محمد أحمد النور بعدم مهاجمة الجنجويد للفاشر في حالة قبول كل الأطراف بالمبادرة الإنسانية ؟ بمعنى آخر ما هي كروت الضغط التي يمتلكها القائد عبد الواحد محمد أحمد إذا لم يلتزم قادة مليشيا الجنجويد الدقلوية بهذه المبادرة الإنسانية؟.

ولماذا لم يوقِّع القائد عبد الواحد محمد أحمد النور على إتفاقيات السلام في جوبا ما دام هذا هو (الجيش السوداني) و هذه هي( قوات الدعم السريع ) كما ذكر في مبادرته الإنسانية ذات الصلة بالفاشر؟

ولماذا لم يتقدم القائد عبد الواحد محمد أحمد النور بذات المبادرة لفك حصار الجنجويد المضروب على مدينتي الخرطوم و بابنوسة على سبيل المثال لا الحصر لأن المدنيين في هذه المدن هم الذين يدفعون فاتورة هذا الحصار الجنجويدي الدقلوي غير الأخلاقي المضروب حول المدن والقُرى والحلاَّل السودانية من قِبل مليشيا الجنجويد الدقلوية؟.

ومتى وثق غالبية المواطنين السودانيين في كل أنحاء السودان في الكيزان و في جنجويدهم الذين صنعوهم لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة حتى يثق القائد عبد الواحد محمد أحمد النور في حميدتي زعيم مليشيا الجنجويد؟

القائد عبد الواحد محمد أحمد النور يفهم قبل غيره من الناس بأن حروب التحرير المرتبطة بالقضايا الكبرى التي تهم غالبية المواطنين أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير لا تعني الإستسلام بأي حال من الأحوال و في نفس الوقت تعني إحترام الأطراف المتحاربة للقوانين ذات الصلة بيوميات الحرب.

إنَّ المبادرة الإنسانية ذات الصلة بالفاشر والتي تقدم بها القائد عبد الواحد محمد أحمد النور تصب في مصلحة مليشيا الجنجويد الإجرامية الكيزانية الصنع الدقلوية القيادة و لذلك لن يقبل بها الأهالي في مدينة الفاشر و في أي مدينة سودانية أخرى يستطيع سكانها الدفاع عن أنفسهم و أعراضهم و أموالهم و بيوتهم و ممتلكاتهم لأن الجنجويد لا يؤمن لهم جانب و السبب في ذلك هو أن سمعتهم الإجرامية قد سبقتهم إلى كل المدن و القُرى والحلاَّل والفُرقان السودانية بل أن هذه السمعة السيئة تجاوزت حدود القارة السمراء لتصل إلى المكان الذي تجتمع فيه الأمم المتحدة و المكان الذي يجتمع فيه الذين يناقشون حقوق الإنسان.

إنَّ الأهداف العسكرية و السياسية من محاصرة مليشيا الجنجويد الدقلوية لمدينة فاشر السلطان طيلة هذه الفترة الطويلة لا تنطلي على الطفل الرضيع و عليه فإنَّ حديث القائد عبد الواحد محمد أحمد النور عن عدم الأهمية العسكرية لمدينة الفاشر في مبادرته الإنسانية حديث غير صحيح والواقع يقول إنَّ مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو لم تفقد كبار قادتها المجرمين أمثال علي يعقوب في الفاشر نفسها عبثاً و إنما فقدتهم للسيطرة على كل دارفور لأن هذه السيطرة على كل دارفور تعني بصورة مباشرة سيطرة مليشيا الجنجويد الكيزانية الصنع الدقلوية القيادة الأماراتية التمويل على كل الأراضي السودانية و هنا نتساءل عن كيف فاتت هذه الحقيقة الماثلة أمام غالبية المواطنين على القائد عبد الواحد محمد أحمد النور؟.

إنَّ مشروعية دفاع الشعوب السودانية التوُّاقة للحرية و السلام و العدالة عن النفس و العِرض و المال و الأرض لا تقبل القسمة على إثنين و مفهوم بأنه من أجل إنتزاع الحقوق السياسية و الثقافية و الإقتصادية و الإجتماعية …إلخ ثار القائد عبد الواحد محمد أحمد النور و ثار غيره من الثوار و الثائرات وسوف تستمر المسيرة النضالية لذات الشعوب السودانية إلى أن تنتصر لأن قضية النصر هذه حتمية و سوف تحدث في السودان لا محتلة عند إكتمال شروط كتابها إنطلاقاً من لكل تغيير كتاب.

04 يوليو 2024م.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق