مقالات

دعاة الحرب “الحقيقين” فاصل لقراءة واقعية

عٕرق في السياسة

الطريفي أبونبأ:

لغة أدبية وبلاغة جذابة وتشخيص جيد لمشكلاتنا وآثار الحرب هكذا كان بيان القوى السياسية والمدنية السودانية التي استضافته القاهرة وحشدت له كما جاء في البيان ( فرقاء ) السياسة وممثلي دول الجوار بجانب المنظمات الإقليمية والدولية…كل هؤلاء وصلوا القاهرة أو لنقل ( تنفسوا ) بصوت عال من أجل التشاور علي وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي أفضت إليها …ورغم البيان العاطفي الجميل والمشاق والملايين التي صرفت لإقامة هذا المؤتمر يقفز للاذهان سؤال …هل هنالك من فوض هذة القوة المدنية لتقرر ماذا نريد نحن المكلومين والمتعايشون مع ويلات الحرب …هل الجيش الذي يحارب ويدافع عنا في ميادين القتال هو من طلب من أصحاب الأحذية السوداء والبدل الفاخرة ليقرروا في مصير موتي وضحايا الحرب في الخرطوم والجزيرة وسنار هل لهولاء استطلاع وقياس للرأي العام من المشردين والمغتصبات في الجنينة والفاشر وزالنجي أيدوا فيه منظومة القوة المدنية أو طالبوهم بإيصال صوتهم وإيقاف الحرب التي أنهت أحلامهم وقتلت ابنائهم ودمرت مساكنهم ….نحن لسنا دعاة حرب ولكن باسم الإنسانية التي وئدت والنساء اللائي ترملن والبيوت التي فقدت عوائلها نتسائل هل ايقاف الحرب الان سيضمن الحياة لما تبقي من حزاني ومكلومين هل سيخفف الفقد ويجبر الكسر …الحرب قتلت الالاف من ابناء الوطن ورغم ذلك هنالك المئات ماتوا قهراً ليس بطلقات المدافع والرصاص ولكن بالحسرة وإحساس الظلم الذي عانوا منه …في تقديري وكل من حولي عبر استطلاع آرائهم نجد أغلبهم يؤيد بتر المليشيا ويفوض الجيش لتكون له الحاكمية فالمواطن البسيط مع من يحمية في ميادين القتال وليس من يتحدث بلسانه في المنابر وعبر المؤتمرات وإن كانت مهمة.

أعتقد أن دعاة الحرب الحقيقين هم من يساومون الآن من أجل هدنة قبل بداية حرب الإبادة لمجتمع يعيش من أجل حسم المليشيا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق