حقوق الإنسان

من كمبالا.. أصوات نسائية سودانية تنادي(لاللحرب.. نعم للسلام) من أجل سودان شامل للجميع

كمبالا- الساقية برس- إخلاص نمر:

أدارت لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان، والمبعوثة الخاصة لمفوضية الاتحاد الأفريقي المعنية بالمرأة والأمن والسلام ، نقاشا مطولا مع مجموعة من النساء السودانيات ، على اختلاف خلفياتهن السياسية المتنوعة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدينية ومجتمع الأعمال والنساء اللاجئات والنازحات داخليا والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والجماعات المسلحة والمبادرات السياسية ولجان المقاومة وغرف الطوارئ والشخصيات الوطنية.

وشهدت أروقة المؤتمر الذي أقيم في الفترة من 3-4 يوليو الجاري، بفندق سبيك ريزورت بالعاصمة اليوغندية كمبالا، حراكا نسويا مشهودا كان الهدف منه مواصلة دعم المرأة السودانية من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي والشركاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة والحكومة النرويجية والسفارة الألمانية من أجل ضمان عملية سلام شامل في السودان تضمن مشاركة الجنسين وذلك بتوحيد جهود كافة المبادرات النسائية الحالية من أجل السلام في السودان وتوفير منصة للنساء للتعبير والحوار والخروج برؤية وأجندة مشتركة لتحقيق السلام.

في بداية المؤتمر، رحبت سعادة الدكتورة سبيكوزا نايجانا وانديرا كازيبوي عضو فريق الاتحاد الافريقي رفيع المستوى المعني بالسودان ونائب رئيس جمهورية يوغندا السابقة بالحضور وثمنت جهود النساء في السودان من أجل وقف الحرب واستدامة السلام.

خارطة طريق..
وأعربت الناشطة في المجتمع المدني الاستاذة رونق شميلة عن سعادتها في المشاركة في الحوار من أجل السلام في السودان، ووصفت شميلة اللقاء والحوار بالمهم.

وقالت في تصريح خاص للساقية برس (للمؤتمر أهمية خاصة لأنه يبحث دور المرأة في صنع السلام وتمثيلها في كل مراحل التفاوض ،فهو بمثابة فرصة قيمة لوضع خارطة طريق ،تقودها النساء لوقف الحرب ،وتقديم المساعدات الإنسانية ،واستعادة المسار الديمقراطي).

%50..
ورفعت النساء أصواتهن عالية من كمبالا بالمطالبة بإشراكهن في كل مراحل التفاوض وطاولات الحوار، بنسبة 50% في هذه المشاركة.

كما أمنت المشاركات على التدخل العاجل لوقف الحرب وحماية المدنيين والدفع بأولوية الحماية للنساء اللاتي يرزحن تحت القصف اليومي ويتحملن العبء الأكبر من الضرر المتواصل .

مساعدات..
وشددت النساء على وجود المنظمات النسوية ،كجزء من عملية استلام وتوزيع المساعدات الإنسانية ،بجانب منظمات المجتمع المدني الاخرى، وضرورة فتح الممرات الانسانية عاجلا لتصل المساعدات لمستحقيها مع الضغط على سلطة الأمر الواقع لتسهيل إجراءات توصيل المساعدات الانسانية.

 

مراكزالقرار ..
وأثنت الأستاذة حكمت فيصل، من المجتمع المدني على كافة الجهود التي تدفع بها النساء من أجل سودان معافى يتمتع بسلام مستدام، مبينة أهمية التدخل العاجل لوصول المساعدات الإنسانية وعقد جلسة حوارية مع اللاجئات والنازحات للاستماع إليهن وتخفيف معاناتهن بتحقيق كافة الأولويات التي تدفع بالحلول.

وقالت حكمت للساقية برس (لا بد من تمثيل الشباب والنساء في مراكز اتخاذ القرار بكل شفافية ووضوح) وأردفت (يجب على الاتحاد الافريقي والمنظمات الدولية توفير كافة الفرص لرفع قدرات الشباب والنساء).

توثيق..
كان النقاش ساخنا حول التوثيق ورصد الجرائم التي ارتكبت في المجتمع السوداني برمته إذ نادت النساء بمحاسبة الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب خاصة الجرائم التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة ضد النساء والاعتراف بكل ذلك والاعتذار للشعب السوداني وضمان العدالة الفورية لضحايا الاغتصاب وحماية النساء من كل أشكال العنف مع تصنيف كل الجرائم التي تم رصدها وتوثيقها دليل إدانة كاملة لامفر منه ضد الجناة إضافة لجبر الضرر وتطبيق العدالة .

تطبيق..
لم تسقط من حسابات النساء المشاركات في منبر كمبالا أولوية تطبيق الحكم المدني في السودان بكل أشكاله مع تبني فيدرالية الحكم، وفتح الفرص للنساء للمشاركة في كتابة وصياغة وصناعة الدستور .

وهنا أوضحت الأستاذة حكمت فيصل قائلة (لابد من المشاركة العامة من كل ولايات السودان في صناعة الدستور مع الاستفادة من المراجع و الدساتير السابقة).
ونوهت المشاركات إلى انشاء مفوضية للمرأة ،واشراك النساء في وضع ميزانية الدولة ،مع وضع القرار 1325 موضع التنفيذ ،وذلك عبر خطة وطنية ،تكثف جهودها من أجل ذلك ،وتستقطب توفير المال اللازم للتنفيذ.

نسوي..
وفي سؤال للساقية برس ، عن بنود المؤتمر، قالت الدكتورة عفاف يحيى الأكاديمية والباحثة في معهد أبحاث السلام جامعة الخرطوم (إن المؤتمر ناقش بنود متعددة أهمها إدماج المرأة في كل الخطوات المهمة التي تعمل على إرساء السلام في السودان بجانب تعريف قضايا أجندة السلام من منظور نسوي ورؤية النساء في وقف إطلاق الرصاص).

وزادت (خرجنا بإعلان شامل يوضح كل الأجندة النسوية ومشاركات النساء في ارساء السلام في السودان مع بروز رؤية واسعة للسلام الشامل في السودان وهي رؤية أجندة المرأة من أجل السلام والتي تراعي النوع الاجتماعي ).
ووصفت عفاف النقاش والحوار وتداول الاجندة داخل اروقة المؤتمر بانها اتسمت بالحرية والشفافية والديمقراطية. وأمنت على أن ذلك يدل على صمود المرأة السودانية.

مراقبات ..
وعن الترتيبات الامنية ومساراتها ،قالت عفاف يحيى (سندفع ببعض النساء كمراقبات في مسألة الترتيبات الامنية ،وهي جزء اصيل من دورنا كنساء عند استعادة الدولة السودانية ووقف الحرب).

 

لا لهؤلاء..
ونادت المشاركات في مؤتمرحوار المرأة السودانية بعدم مشاركة المؤتمر الوطني والدعم السريع في أي حوار مستقبلي.

وأكدن على ضرورة ضمان حماية وحدة قوى الثورة ومشاركة النساء والشباب في المنابر المختلفة مع تحقيق التعايش السلمي والمصالحة ونبذ خطاب الكراهية والعنف والإيفاء باحتياجات النساء ذوات الإعاقة .

 

تسامي..
وتضيف الاستاذة حكمة ابراهيم امينة النازحين واللاجئين بحركة العدل والمساواة (انا مؤمنة تماما ،بقضايا النوع الاجتماعي ومبادئ العدالة الاجتماعية وهي الحل الأمثل لمشكلة السودان المتجذرة منذ تأسيس الدولة السودانية).
وثمنت منهج الحوار الشامل الذي لايستثني احد فاعل ومواطن بسيط أو كيان مجتمعي.

ووصفت حكمة وجود النساء في الحوار بكمبالا قائلة (لقد تسامينا هنا فوق الذاتية ونظرنا الى مستقبل السودان ومايجب فعله من اجل السلام الشامل وإعلان كمبالا هو المكسب الحقيقي لمصلحة النساء في الحوار القادم، المزمع عقده في أديس أبابا).

واردفت حكمة إبراهيم (مايجعل الحوار ناجحا بالفعل هو عدم الاعتماد على الحوارات النوعية بل يجب الاهتمام بالكمية).

إيجابية..
من.جهتها أمنت الباحثة في الشأن السوداني والمتخصصة في قضايا النساء، إنصاف حسن على أن المؤتمر نجح في كتابة أجندة نسوية واضحة بجهد جماعي من المشاركات ،على الرغم من المحاولات الحثيثة لإفشال المؤتمر من قبل طرفي النزاع الدائر الآن في السودان ،ونوهت حسن الى ان المشاركات ،اظهرن قدرا عاليا من المسؤولية والجدية باستصحاب الاوضاع السيئة ،التي تعيشها المراة السودانية داخل وخارج السودان . ووصفت انصاف المؤتمر بالخطوة الايجابية في طريق كسب السلام ،وجمع النساء من خلفيات سياسية مختلفة ، كشف فعلا رغبة النساء الحقيقية ،في إنهاء الحرب واحلال السلام في السودان.

صفرية..
ومن شبكة الوساطة النسائية الاقليمية، أوضحت الاستاذة فريدة كوكو قائلة (لقد حقق المؤتمر الأهداف ،التي من اجلها تم الحوار وكانت الأجندة هي ايصال صوت المرأة السودانية ،وأهمية مشاركتها في عملية السلام، فمخرجات هذا الحوار عبارة عن مسودة صفرية للأجندة النسوية وهي قابلة للتطوير ).

الجدير بالذكر أن المؤتمر أصدر عددا من أبرزها الدعوة لوقف إطلاق النار العاجل والدائم غير المشروط ، وتنفيذ الترتيبات الأمنية بكافة اشكالها مع توفير جدول زمني للتنفيذ وفتح الممرات الآمنة، لإنقاذ المتأثرين بنقص الغذاء والدواء مع التركيز على النساء ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق