مقالات

لماذا لا توقعوا إتفاقيات مع روسيا والصين وإيران وتركيا ؟

حد السيف

محمد الصادق:

لفت نظرى أمس لقاء لإحدى الفضائيات الخارجية تستضيف الفريق اول ركن إبراهيم جابر عضو المجلس السيادى . سألته المذيعة عما إذا كان لديهم تواصل مع الإمارات . فجاء رده قائلا تواصلنا مع الإمارات بخصوص دعمهم للمليشيا وكان ردهم بأن لديهم مناطق تجارة حرة وبإمكان أى شخص نقل الأسلحة عن طريقها وإيصالها لأى مكان . اولا لابد أن نثبت أن نفى النفى تأكيد . ثم تانيا كنت اتمنى ان نسمع رد الفريق جابر على هذه الفرية الكبرى والتحايل منقطع النظير . إذ أن راعى الضأن فى الخلا يعلم أن الإمارات هى التى تدعم مليشيا الدعم السريع عن طريق تشاد وبالتالى كان على الحكومة أن تتخذ القرارات الحاسمة والحازمة تجاه هذه الدويلة التى تزيد نيران الحرب ( حطبا ) وبعد كل ذلك تحاول أن توهم الجميع أنه لا علاقة لها بدعم المليشيا .
المؤسف والمحزن أن السودان يعتبر من أوائل الدول التى اقامت علاقات ديبلوماسية مع دولة الإمارات وكان ذلك فى ديسمبر من العام ١٩٧١م وهى علاقة ذات خصوصية ولا أود أن أشير بالتفصيل كيف كانت الإمارات وكيف نهضت على أيدى سودانية . فقيمنا وأخلاقنا لا تسمح بذلك .
كثيرون فى العالم تحدثوا عن الدور الذى تلعبه الإمارات فى حرب السودان . ولكننى إخترت فقط ما قاله المحلل المعروف نسيم أحمد لمؤسسة ميدل إيست مونيتور وقد قال إن ما تفعله الإمارات يساهم فى تعزيز مصالحها فى السودان للحصول على الذهب والموارد الطبيعية الأخرى وأضاف أن ما تقوم به من مساندة الدعم السريع يمنحها أيضا نفوذا لمواجهة دول مثل مصر والسعودية وكلتاهما تدعمان الجيش .
لقد كتبنا عشرات المرات ونكرر اليوم لماذا لا تعلن حكومتنا الرشيدة عن تطبيعا عسكريا مباشرا وفى العلن مع الدول الكبرى روسيا والصين وإيران وتركيا وهى دول ذات ثقل ووزن فى المنطقة وترجح من كفة السودان فى هذه الحرب شبه العالمية التى ترعاها أمريكا وإسرائيل وتحتاجان لدول قوى موازنة تعطى العين الحمراء لدويلة الشر التى لا تزال تبث سمومها حتى الآن وتدس لنا السم فى الدسم .
يا قيادات الحكومة حكموا العقل والمثل يقول ( لا يفل الحديد إلا الحديد ) وأعتقد أن مجرد تصريحا رسميا واحدا من الحكومة يشير لتوقيع إتفاقيات مع الدول المذكورة أعلاه سيجعل أمريكا وإسرائيل يرتعشان ويقدمان بعض الحلول لوقف الحرب التى هى للأسف الشديد حرب ضد المواطن الغلبان المسكين الذى لا حيلة له وليس لديه أدنى علاقة بالسياسة .
على العموم نقول كلمتنا للتاريخ . ما تقوم به الإمارات لن يتوقف إلا إذا تقدمت حكومة السودان خطوة للأمام . ألا هل بلغت فأشهد وما على الرسول إلا البلاغ .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق