مقالات

الجنرال محجوب حسن سعد.. هل يقود تمردا ضد والي نهر النيل والبرهان؟

سيف الدين أبونورة:

هذه الحرب العبيثة وما شكلته من أخطار َ واضرار جسيمة جعلت الشعب السوداني يتدافع للالتفاف خلف القوات المسلحة، عندها رأت القيادة ضرورة تنظيم هذا التدافع ورفعت شعار المقاومة الشعبية. بناء على ذلك تنادى نفر كريم من كل ولايات السودان واقاموا الإجتماعات واللقاءات وأجروا الاتصالات وكتبت الأسس واللوائح وتوج كل ذلك في مؤتمر عام في بورتسودان كان ذلك في رمضان الماضي وتمت هيكلة المقاومة وانتخب أزهري المبارك رئيسا للمقاومة الشعبية على مستوى السودان.

بعدها ذهبنا إلى ولاية نهر النيل والتقينا بالسيد الوالي معنا خطاب من المقاومة الشعبية بالمركز (بورتسودان) بخصوص قبول عضويتنا كممثلين للولاية في هيكل المقاومة على المستوى الاتحادي.

ولاحظنا خلال مقابلتنا مع السيد والي نهر النيل الدكتور أحمد البدوي عبدالماجد أبوقرون، أنه في حيرة من أمره مابين احترامه الزائد ولا نريد أن نقول هواجسه من سعادة الفريق أول شرطة محجوب حسن سعد، أو اتباع خطاب المقاومة الشعبية الاتحادي.
كان تردد الوالي واضحا للعيان وأخيرا قرر أن يترك قرار قبولنا كممثلين للمقاومة على مستوى الولاية من عدمه، للفريق أول محجوب ووجهنا لاتباع تعليماته على الرغم من أنه -محجوب- لم يكن قد تم اختياره رئيسا للمقاومة بعد ولم تكن أجهزة المقاومة الشعبية بنهر النيل قد تشكلت على مستوى الولاية.

وقد كان أن اجرينا إتصالا ثم مقابلة مع الفريق أول نفسه كذلك تواصلنا معه عبر آخرين ولم نجد منه إلا التعنت والمكابرة رافضا مبدأ التنسيق والترتيب بين المقاومة بالولاية والمركز.

وظل الرجل يحدثنا عن رؤية أحادية ويزعم بأنهم قد أقاموا مؤتمرات قاعدية من القرية ثم الوحدة الإدارية والمحلية ثم الولاية،   وهذا إذا تم بالفعل يكون شيئا مصنوعا ومحدودا ولم تسمع به الغالبية العظمى في القرى والأحياء، بل كان محصورا في مجموعات وشلليات ومجموعات على واتساب.

وعبر هذا التصعيد الذي لم يرق لمستوى الديمقراطية أو الشفافية، أُضطررنا للمشاركة في مؤتمر كان هدفه فقط -كما اتضح لنا- اختيار الفريق أول محجوب رئيسا للمقاومة الشعبية بنهر النيل والذي كان مصرا على أن يكون رئيسا لها بالإجماع أو يرفض الاجتماع وبعد ولادة متعسرة كان له ما أراد وأصبح رئيسا بسطوته وضعف أو استسلام الآخرين.

عموما مر على هذا التكوين نحو ثلاثة أشهر  ومازلت اذكر حراك تلك الجلسة بقاعة حكومة ولاية نهر النيل التي طغت عليها فرضيات الفريق أول وتعليماته، ناسيا أو متناسيا أن القاصي والداني هو أعلم بمقاومته فأهل مكة أدرى بشعابها.

والمثير للغرابة والدهشة حقا أن يرفض رجل برتبة فريق أول شرطة ، تنفيذ قرار أصدره والي الولاية، استنادا على لائحة صادرة من مجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان،  القائد العام للقوات المسلحة، في مثل هذا الظرف الحرج والبلاد في حالة حرب، وإنه من المؤسف حقا أن يتحدى رجل كنا نظنه من أهل الانضباط والحكمة حكومة الولاية ومجلس السيادة ويحرض الآخرين عبر رسائل وبيانات منشورة في الوسائط والصحف الإلكترونية على عدم الاعتراف بها  في موقف لا يمكن تفسيره إلا بأنه إثارة للفتنة وأظنه يُعتبر تمردا على الدولة وقيادة المؤسسة العسكرية، وهو خروج صريح على الحاكم ومحاولة للتشبث بشرعية زائفة ومحاولة احتكار للوطنية وتوزيع صكوكها على من يدين بالولاء والطاعة للفريق أول شرطة محجوب.

سيدي الفريق أول حينما يراد للصروح الشامخة أن تهوى من عليائها، تُحرم من أن تهوي إليها أفئدة مم أهل الرأي والقرار والمشاركة ويتبعها (الإمعات).

سعادة الجنرال نعود لك مرة أخرى بالحقيقة المرة وهي مخادعة النفس بل أنكم ضللتم عقولا خاصة وأن حديثك عن التصعيد من القواعد فيه شيء من المبالغة و المزايدة فالحق الذي تصدح به هو كلمة حق أُريد بها باطل، والحقيقة هي أنه لم يجمع عليك أهلك في نهر النيل بل كان الإعتراض والعراك والمشادات من أبرز شواهد المؤتمر الذي نصبكم رئيسا وكل هذا لم يدون في مخرجاتكم ولم يذكر في خطاباتكم.

المشروع الوطني الذي ذكرته يأتي بالتوافق وليس بالأوامر وهنا لا يفوتني ما كتبه الأستاذ نصرالدين الياس، بعد يوم من اختيارك رئيسا للمقاومة وهو قد احتد معك في الحديث عن العلاقة بين المقاومة في المركز الولاية وخرج من الاجتماع تاركا خلفه الكثير والمثير الذي لم تأبه به ولم تحترم وجهة نظره بل لم تمنحه حتى حق الاستماع له.

اتمنى ألا يكون حديثك بمثابة ضوء أخضر لكل متربص بالولاية وإعلان شرخ وتمرد مدني ممنهج.

عفوا كان من الممكن الأخذ والعطاء في هذا الملف وإبداء هذه الملاحظات بعيدا عن الإعلام .
اختم واقول إن اختلاف الرأي لايفسد للود قضية وستظل عمنا ومكان احترامنا وتقديرنا مهما تباعدت بيننا المسافات الفكرية واختلفت المواقف السياسية مادمنا نتحدث في الشأن الوطني العام لا المسائل الشخصية.

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق