مقالات

“البدري حسن أخوان” ورحابة الضيفان

ياسر المساعد:

جبل الشعب السوداني علي الكرم واكرام الضيف بكل السبل المتاحة هي قيم متوارثة واصيلة في الشعب السوداني لكن كرم أسرة البدري حسن العوض وشقيقه عز الدين حسن ورحمة الله وكل إخوانهم هو نوعا اخر من انواع الكرم ، هذه الأسرة تمثل شامة في جبين منطقة (ود الدماك) الوادعة الواقعة شرق مدينة القضارف، فالداخل الي ديوان اولاد حسن يخال انه يدخل معسكرا او داخلية من كثرة ( الأسرة) المنتشرة في فناء الحوش الرهيب، فضلا عن الديوان الفخيم الذي اقامته أسرة البدري حسن علي سفح ( تلة ) في منطقة تمثل نموذجا للمحبة والإخاء والتصافي وهي منطقة ( ود الدماك ) . تعرفت علي هذه الأسرة الكريمة من باب المصادفة فرايت في ديوانهم سودانا مصغر ، اي والله ، تعرفت علي ناس من الشرق والغرب والوسط والشمال يجمعهم هذا الديوان الرهيب الذي مثل ملجأ لكل متأثر بالحرب وتختلف أسباب تواجدهم واغراضهم بالديوان لكنهم في نظر أهل البيت ضيوف اعزاء يقوم علي خدمتهم واكلهم وشربهم شباب هذه الأسرة واحفادها وكأن امهاتهم ارضعتهم قيم الكرم والكرامة والنخوة والرجولة في مشهد ومشاهد وصفات تتجلي فيهم جميعهم صغيرهم قبل كبيرهم . هم قوم كرام ديوانهم مشرعة أبوابه طوال العام يكرمون الضيف غض النظر عن وضعه الاجتماعي، يستضفون الأسر النازحة بل اني علمت ان أحد اولاد حسن العوض يكفل عدد من الأسر النازحة بجانب الايتام. هذه البلاد ستظل محروسة بقيم الكرم والوفاء برغم ما أصابها من محن واحن ومهددات مكدرات. زرت ديوان البدري حسن وإخوانه مرات متعددة ومكثت فيه لأيام وليالي إبان وجودي بالقضارف التي فرضتها ظروف الحرب، لكن اشهد الله اني كنت اتدبر وانظر بعين الاحترام والدهشة لهذه الأسرة التي عندما لا يكون بديوانهم ضيوفا تجدهم وكأنهم يفتقدون عزيزا . رغم الظروف الاقتصادية المعلومة بالضرورة، وفي زياراتي المتعددة لهذا الديوان الذي يمثل تحفة معمارية، لم أجد بهذا الديوان اقل من ثلاثين ضيفا يقضون ليلهم ويكرمون برحابة صدر وبشاشة،، مبروك البدري حسن وإخوانه وانتم تكرمون الضيوف وقلوبكم مفتوحة قبل بيوتكم لاستقبال الضيف في هذه الظروف العصيبة مبروك اخوان البدري وانتم تمثلون علامة مميزة في منطقة الدماك . بارك الله فيكم، وبارك الله في أولادكم ، لأنكم عرفتم كيف تزرعون فيهم قيم المحبة والكرم والجود.

ياسر المساعد.. منطقة ( ود الدماك ) بالقضارف/ الأربعاء /١٧ يوليو

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق