مقالات
ملامح العدالة في الإسلام
عبدالرحيم أبو أسيل:
لو نظرنا إلى العلاقات الإنسانية في الإسلام نجد أنها قامت على العدالة باعتبار أن الناس جميعا سواء كان ثمة التفاضل بينهم بالأعمال و الجزاء عليها أن كان خير فخيرا ، وأن كان شر فشر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على ذلك كثيره قال تعالى( إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) فالعدالة أيضا حق للاعداء كما هي حق للاولياء و قد نص القرآن الكريم على أنه لايصح ان تحمل العداوة على الظلم فان العدل مع الأعداء أقرب للتقوى و قد صرح القرآن الكريم بأن أساس الأحكام والقوانين الإسلامية المنظمه والمؤسسة للعلاقات الاجتماعية جميعا هو العدل لقد لعب العدل دورا مهمآ منذ بداية تأسيس الدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الي عهد الخلفاء الراشدين لان العدل أساس الملك كما قال الشاعر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمنت لما اقمت العدل بينهم فنمت نوما قرير العين هانيها.
وقد ذكر الله تبارك وتعالى أن العدل هو الشريعة الإسلامية التي قامت عليها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم و أيضا قامت عليها كل الرسالات السابقة و الكتب السماوية جميعا، وقد وردت احاديث كثيره متضافرة تحث على العدالة وتنهي عن الظلم مثل قوله تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) أي لا نظلم بعضنا بعضا.
و قد أعتبر النبي صلى الله عليه وسلم من يعاون الظالم فقد خرج من الإسلام فقد قال صلى الله عليه وسلم (من مشى مع الظالم فقد خرج من الإسلام ) و أن كان لكل دين سمة يتسم بها ان سمة الإسلام هي العدالة وهي الميزان المستقيم الذي به توزع الحقوق و به ينتظم الوجود الإنسانية ففي السلم يكون حسن حسن الجوار قائما على العدالة.
و في حالة الحرب يكون هو الباعث الحقيقي على الحرب و كل المبادئ الإسلامية من تسامح و حرية يكون في ظل العدالة، فلذلك أقول إن العالم اليوم ولا سيما بلادنا الحبيبة السودان لا ينصلح الا إذا جعلنا العدالة ميزان العلاقات الإنسانية بيننا و في كل شؤون حياتنا لأن الله عز وجل ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.