محمد الصادق:
لا تزال مواقع التواصل الإجتماعى تضج بالمغالطات حول الإتصال الهاتفى الذى تم بين الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى القائد العام للقوات المسلحة ومحمد بن زايد رئيس دولة الإمارات. الغالبية العظمى حصرت حديثها حول من إتصل بالآخر !!
فى تقديرى ليس المهم من الذى إتصل اولا . المهم إلى ماذا خلصت المحادثة وما هى الأهداف والنتائج التى خرجت بها، وهل ستعود للسودان بالنفع وتعويض الأضرار الكبيرة التى حدثت ؟ وهل سيعوض الشعب السودانى ما فقده من ممتلكات وخسائر وخلافها ؟
إن الخلط الذى حدث وشغل الناس من الموضوع الأساسى فى تقديرى سببه الإمارات التي بادرت بنشر الخبر الذى أحبط الشعب السوداني الذي وقف وقفة رجل واحد خلف القوات المسلحة وفى الوقت نفسه قد يكون أحبط أبطال جيشنا الذين يقدمون المهج والأرواح حفاظا على الأرض والعرض ورفع من الروح المعنوية للتمرد . ولذلك علينا ألا نساعد فى أن تتاح الفرصة لتقسيم السودان وأخذ ثرواته وموارده التى تطمع فيها معظم الدول.
مبادرة الإمارات بالنشر فى تقديرى كانت بسبب تقصير إعلامنا الرسمى إن كان وزير الإعلام أو الناطق الرسمى بإسم الجيش أو إعلام المجلس السيادى وهو أمر يحتاج للمراجعة والتدقيق. فما أحدثه نشر الأجهزة الرسمية للإمارات لخبر الإتصال أعطى الفرصة للقحاته ومن والاهم (للشماتة) خاصة ان الجميع يعلم أن إسرائيل والإمارات يتفقان معك على شئ ولكن سرعان ما تخلفان الوعد . وهذا ما حدث بالضبط من الإمارات التى أسرعت الخطى لنشر الإتصال، وهنا يكمن السؤال هل الإمارات صادقة فى وقف دعمها للمليشيا ؟ بالطبع الإجابة لا، لأنها لو كانت صادقة لما قامت بنشر الخبر بهذه الطريقة .
المهم حدث ما حدث ولكن سننتظر نتائج الإتصال فالعبرة بالنتائج والمكتسبات خاصة أن السودان ممثلا فى قواته المسلحة هو فى موقف القوة وعلى وشك تحقيق الإنتصار بإذن الله .
مصادرنا أفادت أن البرهان سيزور القاهرة خلال الأيام المقبلة وربما يفضي لقاءه بالرئيس السيسى للقاء ثلاثى يضم آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى وتكون هنالك وساطة بزيارة الفريق البرهان للإمارات وفى عالم السياسة كل شئ وارد. ولكن فى حالة تم الإتفاق على ذلك سيحمل البرهان الكثير من الأشياء على طاولة اللقاء أولها تنفيذ شروط مفاوضات منبر جدة ووقوف الشعب السودانى خلف الحكومة الحالية هو الدافع الأكبر لتنفيذ شروط الفريق البرهان الذي هو فى موقف القوة وليس الضعف. كما يجب أن تعلم الإمارات وغيرها أن الشعب السودانى لن يقبل بعودة القحاتة وتقدم والحرية والتغيير تلك المسميات المتعددة لمجموعة واحدة كانت وراء الحرب المدمرة .
أخيرا نقول للفريق البرهان عليك بروسيا والصين وتركيا وقطر ولو طال السفر .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية.. والله من وراء القصد .