من يقف خلف عملية تجنيس مواطني دولة جنوب السودان؟

خالد هاشم خلف الله:
Kld.hashim@gmail.com
نشرت الزميلة الصحفية هاجر سليمان تقريرا صحفيا كشفت فيه عن عملية تجنيس واسعة تجرى لمواطنين من دولة جنوب السودان ، وأن هذه الجهات التى تقوم بهذه بعملية التجنيس لا تكترث لمخاطرها على أمن البلاد خاصة فى ظل ظروف الحرب الحالية ، الزميلة هاجر أشارت إلى أن كثيرا من عمليات التجنيس هذه تجرى تحت لافتة دينكا نقوك سكان منطقة ابيى التى لها وضع خاص منذ اتفاقية نيفاشا لكن مواطنيها من دينكا نقوك لا يزالون مواطنون سودانيون لحين عقد الاستفتاء الخاص بتقرير مصير منطقة ابيى بحسب البرتكول الخاص بالمنطقة فى اتفاقية السلام الشامل السابقة ثم الترتيبات اللاحقة الخاصة بهذه القضية مع سلطات دولة جنوب السودان عقب انفصالها عام ٢٠١١.
كنا نعتقد أن الحرب هذه خلفت كثيرا من الدروس للمسؤولين فى الدولة وأن هناك كثيرا من الممارسات تسببت فى كارثة الحرب ومنها بالطبع عملية التجنيس الواسعة التى قام بها الجنجويدى المجرم حميدتى بمساعدة أطراف فى الدولة للآف الجنجويد المستجلبين من تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى ، خلافا إلى عملية منح الجواز السودانى وبيعه ابان حكم الرئيس السابق عمر البشير ،حيث ضبط كثير من المجرمين ومهربى المخدرات وهم يحملون جواز السفر السودانى مثل مهرب المخدرات السورى حسن دقو والملقب بملك الكبتاجون والذى القى القبض عليه فى لبنان فى يوليو ٢٠٢٣ وبحوزته جواز سفر سودانى تحصل عليه ابان حكم البشير.
وبسبب هذه الممارسات غير المسؤولة أصبحت الوثائق الهجرية السودانية لا تحظى بالثقة لدى كثير من الدول وهذا واحد من أسباب قرار إدارة الرئيس الامريكى دونالد ترامب الصادر مؤخرا بمنع مواطنى السودان ومواطنى احد عشر دولة أخرى من دخول الاراضى الأمريكية بشكل تام ،لان جواز السفر السودانى ثبت أن كثير من الارهابيين والمجرمين يحملونه ويستخدمونه فى اسفارهم وبهذا سيفقد الآف من المواطنين السودانيين فرص الدراسة والعمل فى الولايات المتحدة ودول أخرى وكل ذلك بسبب ممارسات غير مسؤولة تتم داخل الجهات المسؤولة عن اصدار الوثائق الهجرية السودانية من رقم وطنى وجواز سفر.
أن عملية تجنيس مواطنى من دولة جنوب السودان والتى كشفتها الزميلة الصحفية هاجر سليمان فى تقريرها المنشور الايام الماضية يشير إلى أن هناك داخل اجهزة الدولة جهات تعمل وبشكل حثيث على تقويض أمن الدولة ومواطنيها ،فقد ثبتت مشاركة كثير من مواطنى دولة جنوب السودان الجنجويد فى القتال وفى نهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة ومع ذلك تقوم جهات خفية فى الدولة بمكافاتهم على جرائمهم تلك بحق الدولة ومواطنيها بتجنيسهم وكأن الدولة لا تحرص الا على منح وثائقيها الهجرية إلى القتلة والمجرمين مثل الجنجويد واشباههم.
انه من المؤلم انه فى الوقت الذى يقاتل فيه ضباط وجنود القوات المسلحة والمستنفرين فى العدو الجنجويدى ويسقط كثير من الشهداء والجرحى فى سبيل أعادة الأمن والاستقرار لبلادنا وتهيئ لأهلنا العودة لمنازلهم وهجر مخيمات النزوح واللجوء رغم كل ذلك فأنه من الواضح أنه هناك جهات داخل اجهزة الدولة لا تكترث لكل تلك التضحيات ولا تهتم بما جرى للمواطنين على يد الجنجويد وكثير منهم اجانب من تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى تم تجنيسهم، ان الجهات الموجودة داخل اجهزة الدولة وتقوم بتجنيس مواطنى جنوب السودان هى عدو أخطر من العدو الجنجويدى الذى تنازله القوات المسلحة على جبهات القتال ان هذه الجهات الغامضة هى عدو ينخر فى الدولة من الداخل ويحفر بالابرة بدأب وصبر على ابقاء المواطنين السودانيين فى مخيمات النزوح واللجوء والسعى لاحلال الجنجويد ومواطنى دولة جنوب السودان وربما جنسيات أخرى محلهم.



