مقالات

منْ كَرَامَاتْ مَعرِكَةَ الكَرامَة ..!!

لواء شرطة (م) د.إدريس عبدالله ليمان:

بالنَظَرِ المُتأمِّلْ لنتَائِج هذه الحرب رغم الخسَائِر المَهولَة فى الأرواح والبُنى التَحتِيَّة نَجِدُ أنَّها لَمْ تَكُنْ شَرَّاً مَحضَاً بل كاَنَ فيها خيرٌ لأهل السودان وإنْ لَمْ يَكَنْ مَنظوراً ، فالذَّى حَدَثَ لنَا هو قَدَرٌ قَدَّرَهُ اللهُ لنا قبل خَلَق سيَّدنا آدم عليه السلام ، واللهُ عَزَّ وَجَلَّ لا يُقَدِّرُ شَرَّاً مَحضَاً بالمُطْلَق ، فَمِنْ الشَرِّ يأتى الخَيرَ بأمرِ الله ، والتأريخ شاهدٌ على هذه الحَقيقة والتأريخ سِجَّلَ الزَّمن .
*فَمِنْ كَرامات معركة الكرامة* أنَّ السودان أصبَحَ منطِقَةً غَيرِ آمنة لِعُربَانِ الشَّتَاتْ بَعدَ أنْ فَشَلَ مشروعَهم الإستيطَانى الذِّى كان بتدبير آل دقلو ومليشيَتِهم المجرمة التى ستُطَارِدُهَا الهزيمة الأخلاقية هى وحاضنتها القَبَليَّة لأعوامٍ طويلة .
*ومِنْ كرامات معركة الكرامة* أنَّ أقسَى هزيمةٍ تَلَقَّتها المليشيا المُجرمة والتى تعيشُ آخر أيَّام عُمرِها القصير المشئوم ، وآخر مراحل زوالها فى ذُلٍّ وإنكِسار هى كراهية الشعب السودانى لها وإخرَاجها مِنْ دائرة العفو والصَّفحِ إلى الأبد بَعد أنْ رأى مِنهَا ما رأى وهى تُنافس الشيطان فى الشَّر .
*ومِنْ كرامات معركة الكرامة* هذا الوعى المجتمعى المُتعاظِم تِجاه القضايا الأمنية مِنْ إنسان السودان ، فطَلب السَّمَاح مِنْ أجهزته الشُرَطِيَّة والأمنية وصَار أكثر إيمانَاً بِهَا وبِمَا تَقومُ به مِنْ أدوارٍ عظيمة وتضحيَّاتٍ جَليلَة ، وصَارَ أكثَرُ وعيَاً بالمُتغيِّرات التى أحدثتها الحَرب فإختَلَفَتْ نظرَته المُتسَامِحة ( والسَبَهلَلِيَّة ) تِجاه الوجود الأجنبى غير الشّرعِى ، وآمنَ بِضَرورة تعديل الأوتَار والسلالِمْ للعزفِ على وتَر التغيير فى سياستنا الداخلية والخارجية وفق مصالحنا الآنِيَّة والمُستَقبَليِّة .
*ومِنْ كرامات معركة الكرامة* هذه التصنِيفَات الحديثة والصادقة وتَبَايُنَ الصُّفوف ..!! فهذه هى المليشيا بِعُجَرِهَا وبُجَرِهَا ..!! وهؤلاء هم أبطال قواتنا المسلحة وأجهزتنا الشُرَطيَّة والأمنيَّة ومَنْ يُعاونهم بكُلِّ تضحِيَّاتهم وإستبسالهم ..!! وهؤلاء هم المُتواطِئون المُنافِقون ..!! وأولئك هم المتخاذلون الذِّين آثروا السَّلامة والحياةَ الدُّنيَا ..!!
*ومِنْ كرامات معركة الكرامة* أنَّ المزارع فى عُمق قُرَى الجزيرة وراعى الغَنَم فى أقاصى السودان باتا يَفهَمان لُغةَ المَصَالِحْ والإرثِ الإستعمارى للغَربِ الإنتهازى التى كانت حاضرةً فى كُلِّ أزمات بلادنا قديماً وحَدِيثَا ، وصَارَ أكثرَ وعيَاً لمطامع أصحابها .
*ومِنْ كَرامة معركة الكرامة* أنَّ الأقلام التى تَرَدَّتْ فى حَضِيضْ الفُحش السياسى والأخلاقي وهى تُحاوِلُ أنْ تَنسِج الأوهام فى مُخَيِّلَةِ العَوام بأنَّ المليشيا قوة لا تُقهَر .. لَمْ تُفلِح فى النَّيلِ مِنْ قُوَتنا العسكرية والأمنية .. وها هى الآن تَسعى لتحويل جميع طاولات المفاوضات المُحتَمَلة مع المُجرِمين إلى عِصِى خَشَبِيَّة لِضَرب وحدتنا الوطنية وأمننا القومى ( فى الرُّكَبْ ) .
*ومِنْ كرامات معركة الكرامة* أنَّها أبَانَتْ لنَا أنَّ الشجاعة والوطنية يخرجان مِنْ مِشكَاةٍ واحدة ، كما أن الخِيَانةِ وبيع الأوطان يخرُجانِ مِنْ قَعرِ مُظلِمَة ..!! ، وأنَّ السودانى الحَقّ لا يَحرِقُ وطنه ولو مَنَحوه الذَّهب كما يَفعلُ عديمى المروءة ، *بَلْ* يَحرِقُ الدُّنيَا مِنْ أجله .. !! ومِنْ الكراماتِ أيضَاً أنَّ بلادنا المُبَاركة لَنْ تكونَ كَما كَانتْ عليه قبل ١٥ أبريل ، ولَنْ تَنسى الخُذلان العربى والإفريقي ونِفاق المجتمع الدُّولى .
*وعُدْ لينا يا ليلَ الفَرَحْ*
*داوى القِلَيبْ الإنجَرَح*
حَفِظَ اللهُ بِلادنا وأهلها مِنْ كُلِّ سوء .

*الخميس ٢٥ يوليو ٢٠٢٤م*

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق