مقالات

ما بنختلف

لواء شرطة (م) د.إدريس عبدالله ليمان:

بَلْ نَختَلِفْ ..!! ففى الأمور التى تَتَعلَّقْ بإدارة الدولة وشئون النَّاس وسياستهم تُقَاسْ النجاحات والإخفاقات مِنْ خِلال الطريقة التى تُدارُ بِها الأزمات ، والأثر الذى يتركه الحُكَّام فى نِطَاقِ مسؤلياتهم سواءًا كانت سيادية أو ولائية ، فالرائدُ يَصدُقُ أهله وشعبه ويبحثُ لهم عن حلول لتلك الأزمات والنوازل .
وبالأمس هطلت أمطاراً غزيرة جداً بمدينة كسلا ( ولا يزال الخريف فى أوَّلِه ) ، وهى قطعاً أمطار خيرٍ وبركة بمشيئة تعالى .. ولكنَّ المشكلة فى *تَصرِيفها* ..!! ذلك *الفِعل* الذى *لَحَنَتْ* كُلَّ الحكومات الولائية السابقة فى *تَصرِيفِه* ..!! فبَعَثَتْ تلك الأمطار حُزنَاً عميقاً وحَفَرَتْ أخاديد مِنْ الأسى فى نفوس ضيوف المدينة ممن قدموا إليها من ولايات الوسط بعد أن آذتهم المليشيا المجرمة الأمر الذى ضَاعَفَ من معاناتهم وآلامهم .. هذا هو المبتدأ أمّا الخبر فإنَّ كسلا موعودة بكارثة بيئية غيرِ مسبوقة إن لم تتداركها رحمة الله التى ترجوا ، فقد إختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحى فى أماكن الإيواء ، فضلاً عن تكاثر البعوض الناقل للملاريا وحمى الكنكشة والحمى النزفية وغيرها ، والقاش ذلكم المتمرد الذى تخصص فى إيذاء المدينة وأهلها كأنَّ بينه وبين آل دقلو نَسَبٌ ومصاهرة يَتَحين الفُرصة لممارسة إيذائه ..!!
فيا سيادة الرئيس كُنَّا ننتظر منكم بيان النَّصر العظيم ولانزال .. بيدَ أنَّنَا الآن أشَّدُ ما نكون حوجةً لقائدٍ رائد يَصدُقُ شعبه المُشرَّد ويُضئُ لهم الطريق فى عتمة هذه المأساة التى يعيشها النازحون ، وتلك التى تتربص بهم مِنْ إنتشارٍ للأوبئة والأمراض .. فمن لهذا الشعب المسكين ليُناشده ويأمله بعد المولى عزَّ وجل إنْ لم تكونوا أنتم يا سيادة الرئيس بحكم مسئوليتكم الأخلاقية والدستورية ، فهاهى الوريفة تُرسل نداء إستغاثة أن أدركوها من خطر الأوبئة والأمراض ، والأمر هيَّنٌ يسير .. ليس أكثر من تكثيف الحملات الفاعلة لرش البعوض ونواقل الحميات ، وتوفير الأدوية اللازمة والكوادر الطبية .. ولن يكون لكم ذلك إلاَّ بإختيار حكومة فاعلة تتحمل معكم المسئولية ، وإختيار مستشارين يَصدُقُونكم القول وإبعاد كُلُّ مَنْ يَلتَصِقُ بمؤسسة الحُكم تَزَلُّفَاً ، فقديماً قال أحدهم إنَّ حال الحَاكِم مع مَنْ هُم حَولَه *كالكَرمَة* التى تَتَعلَّق بِمَنْ إلتَصَقَ بِها ولا تَختَار مَنْ تَخُصُّه بِتعَلُّقها وإنْ كان ذلك هو الفعلُ الصحيح ..!! *وكان مغالطنا يا سيادة الرئيس وما مصدقنا أسأل العِنَبَة الرامية فوق بيتنا ..!!* فهل يا تُرى سيتلاشى ذلك الحظ العاثر الذى جعل أهل السودان يعيشون فى وعودٍ زائفة ويستعيد وطننا أمنه ونضارته وقوته وحيويته وتعود إليه عافيته أم سَنُرَدِّدْ مع الراحل حسن الزبير : *كُلْ ما أقول قَرَّبتَ ليك تلقانى بادى مِنْ الألف ..!!؟*
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
لواء شرطة (م) د.إدريس عبدالله ليمان
الأحد ٢٨ يوليو ٢٠٢٤م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق