مقالات

لا للحرب.. نعم لحق الدفاع عن النفس والعِرض والمال والأرض

الإحتيال والإلتفاف السياسي في المنابر التفاوضية الخارجية لإحداث التغيير المتحكم فيه من قِبل الكيزان وجنجويدهم وحلفائهم في الداخل والخارج

برير إسماعيل:

مبدئياً لا للحرب ونعم لحق الدفاع عن النفس والعِرض والمال والأرض والبيت، ولا للإحتيال والإلتفاف السياسيين في المنابر التفاوضية الخارجية من أجل العودة لفِرية الشراكة العسكرية والمدنيَّة ونعم لمحاسبة جنرالات اللجنة الأمنية ولإبعادهم من السلطة.

من علامات الإحتيال السياسي أن الإمبريالية الأمريكية تطرح نفسها نصيرة لقضايا الشعوب السودانية في جنيف.

السؤال المباشر و بدون مقدمات : لماذا صمتت الإدارة الأمريكية على كل الجرائم التي إرتكبها طرفا الحرب الرئيسيين في حق غالبية المواطنين المدنيين السودانيين منذ إندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م بواقع مسؤولية كل طرف عن الجرائم التي إرتكبها؟ ولماذا صمتت الإدارة الأمريكية عن دعم السلطات الإماراتية لمليشيا الجنجويد الإجرامية المسماة بقوات الدعم السريع بالسلاح نهاراً جهاراً الأمر الذي أثبتته أطراف إعلامية وإقليمية ودولية ظلت محايدة في هذا الصراع؟.
وما هو الوزن السياسي للإمارات العربية المتحدة في المنظومتين الأقليمية والدولية حتى تستطيع التدخل بالسلاح في الصراعات السياسية والمسلحة خلافها في أي من دول العالم كما في الحالة السودانية لترجيح كفة أي من الأطراف المتصارعة؟ ولماذا صمتت الإدارة الأمريكية عن التدخل الإماراتي في الحرب الدائرة الآن في السودان؟ وهل تمتلك الإمارات العربية المتحدة حق الفيتو حتى تقوم بهذا الدور الذي جرت العادة أن تقوم به الدول التي تجيد البلطجة السياسية في العالم كما في حالة الإدارة الأمريكية نفسها.؟

كل القرائن و الأدلة تؤكد بأن الإمارات العربية المتحدة تقوم بدور المخلب لعدد من القطط السمان في الحرب التي يشهدها السودان حالياً و التي راح ضحية لها آلاف السودانيين و أُرتكبت فيها آلاف الجرائم وحدثت فيها آلاف الإنتهاكات لحقوق المواطنين.
لم تكن الإدارات الأمريكية عبر مر الأزمان على خلافات سياسية عميقة مع نظام الجبهة الإسلامية القومية ولم تكن ذات الإدارات الأمريكية على خلافات سياسية عميقة مع أي من الأنظمة الشمولية المعادية لشعوبها في العالم و لذلك لا تستطيع الإدارة الأمريكية الحالية أن تقنع غالبية المواطنين السودانيين أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير بأنها تريد أن تعمل من أجل تحقيق السلام لمصلحة أهل السودان أجمعين أي أنها تريد أن تدعم أهداف الثورة السودانية المجيدة ولذلك سيظل الهدف الإستراتيجي من التحركات الأمريكية الأخيرة هو تصفية الثورة السودانية بعد أن فشل عيال زايد والكيزان وجنجويدهم و حلفاؤهم السياسيين في الداخل و الخارج في القيام بهذا الدور السياسي المعرقل لمسيرة الثورة.

على ذكر التهليل والتكبير بالدور الأمريكي في قضايا الثورة السودانية لقد أصبح أستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام في إحدى الحكومات الصُّورية التي مثَّلت بالثورة من الأقلام الإعلامية الداعمة للتخطيط الإمبريالي الأمريكي من خلال كتاباته الراتبة الداعمة للدور الأمريكي الذي هدفه هو الإلتفاف حول قضايا الثورة السودانية.
أعتقد بأن غالبية مكوِّنات قوى الثورة السودانية المجيدة كانت قد (قنعت من خيرا) في أستاذ فيصل محمد صالح، بعد أن فشل في تثوير وزارة الثقافة والإعلام، ومؤخراً أصبح أ. فيصل محمد صالح ألعوبة في يد المدلس الكبير للسفاح المطلوب سودانياً و دولياً عمر البشير، أ. محمد لطيف.
المدلس الكبير أ.محمد لطيف بنى كل مجده الإعلامي المزيف و كل إمبراطوريته المالية بسبب علاقته الموغلة في التدليس لصالح السفاح عمر البشير، ولأن غالبية المواطنين ذاكرتهم سمكية تصدر ذات المحتال أ. محمد لطيف، المشهد السياسي السوداني الحالي و كأنه قد خرج من السجون الكيزانية مباشرة بعد أن أجبرت الثورة اللجنة الأمنية لنظام الجبهة الإسلامية القومية بإلقاء القبض على السفاح عمر البشير.
الجدير بالذكر هو أن المدلس أ.محمد لطيف متزوج من إحدى قريبات السفاح عمر البشير ومن هنا فتح له المجرم البشير كل أبواب الثراء بسبب إجادته للكتابة في الإعلام الأصفر ليصبح من كبار المدلسين لرئيس السلطة الكيزانية الإجرامية.
على ذكر الإعلامي المدلس أ. محمد لطيف يمكن القول في بلد مثل السودان ظلت الترقيات الإعلامية والسياسية والمكاسب المالية الطفيلية فيه تعتمد بصورة أساسية على علاقات المصاهرة بين السلطة والمدلسين، و في ذات السياق فإن التمكن من صناعة القرارات السياسية في (كبريات) الأحزاب الجماهيرية السياسية السودانية إعتمد هو الآخر على الزواج من بنات زعيم الحزب و بالتالي لا علاقة للكفاءة الأخلاقية و السياسية بصناعة القرارات السياسية في هذه الأحزاب الأسرية أو الشللية.
الشاهد أن علاقات المصاهرة السياسية قد تفشت في كل مؤسسات الدولة السودانية بما في ذلك في المؤسسات العسكرية و الأمنية والشُّرطية حتى وصلنا مرحلة أن أسست السلطة المركزية في الخرطوم العديد من المليشيات الجنجويدية الإجرامية القائمة على العلاقات الأسرية والعشائرية والقبائلية للدفاع عن استمراريتها في السلطة المغتصبة كما في حالة تأسيس الكيزان لمليشيا عيال دقلو.
لم يسأل أ. فيصل محمد صالح، الداعم للخطة الأمريكية تجاه السودان نفسه لماذا اهتمت الإدارة الأمريكية فجأة بملف الحرب في السودان وعملت على الإنفراد به في جنيف بعد أن كانت تقوم بذات الدور عن بناجسها السياسيين في بعض الدول كما في حالة الدور الذي ظلت تقوم به الأمارات العربية المتحدة؟
ولماذا نقلت الإدارة الأمريكية ملف التفاوض (السوداني ) من جدة إلى جنيف؟.
ولماذا قبلت جدة بنقل ملف التفاوض (السوداني) إلى جنيف إن كانت جدة هي صاحبة هذا الملف؟.
وإذا كانت المفاوضات في جنيف ستبدأ من آخر نقطة توصل إليها طرفا الحرب الرئيسين في جدة، فلماذا إذن تمَّ نقل هذا الملف من جدة إلى جنيف؟ و هل كانت المشكلة في المكان؟ أم أن هناك خفايا أخرى؟
أ. فيصل محمد صالح كواحد من الإعلاميين السياسيين الداعمين لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنيَّة (تقدُّم ) لم يعول على الحركة الجماهيرية السودانية و لا على الإرادة السياسية السودانية في كتاباته الأخيرة بل كان كل تعويله على الإدارة الأمريكية لتحسم له ملفات قضايا الثورة السودانية في منبر جنيف الذي سيشارك فيه طرفا الحرب الرئيسين و في غياب تام للأطراف السياسية و المدنيَّة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير تلك الأطراف السياسية و المدنيَّة التي ثارت ضد الطرفين المتحاربين الآن*. !
*الأمر المدهش هو أن أ.فيصل محمد صالح كان محسوباً على الناصريين و لذلك كان يجب عليه بحكم خلفيته السياسية أن يقرأ التحركات الأمريكية نحو السودان قراءة صحيحة بدلاً من تكراره للخطاب السياسي الجنجاكيزاني المتداول في وسائل التواصل الإجتماعية*.
*لم يسأل الناصري الجديد أ. فيصل محمد صالح نفسه السؤال المباشر التالي : إذا كانت الإدارة الأمريكية واقفة مع حقوق الإنسان في أي مكان في العالم من حيث المبدأ فلماذا لم تقف ذات الإدارة الأمريكية مع قضية المواطنين المدنيين الفلسطينيين الذين حصدتهم آلة الحرب الإسرائيلية على سبيل المثال لا الحصر؟*.
*الفِرية الأمريكية الكبرى تمثَّلت في أن المفاوضات القادمة في جنيف ستكون بين العسكريين فقط أي أنها ذات طابع عسكري بحت و لا علاقة لها بمناقشة القضايا السياسية! و بالطبع هذه كذبة كبيرة للغاية لأن الحرب في السودان سياسية الأجندة و لن تتوقف بدون أن يتم طرح الحلول السياسية التي تضمن للجنرالين المجرمين البرهان وحميدتي العودة للمشهد السياسي و عدم المساءلة القانونية. و في قراءتي هذا هو جوهر التدخلات و الضمانات الأمريكية غير المعلنة حتى الآن و التي سيتم الإفصاح عنها لاحقاً الأمر الذي سترفضه الشعوب السودانية الثائرة*.

*الفِرية الأمريكية عن عسكرة التفاوض في جنيف تريد الإدارة الأمريكية من خلالها أن تعود بالمشهد السياسي السوداني إلى مربع فرية المكوِّنين المدنيَّ و العسكري مجدداً و هو ذات الخط السياسي الذي غطَّس حجر الثورة السودانية المجيدة و ساهم في عرقلة مسيرتها لإحداث التغيير المتحكم فيه . و هنا قد تناست الإدارة الأمريكية أن الجنرالين المتحاربين البرهان و حميدتي لا يمثلان المؤسسة العسكرية السودانية على عللها الكثيرة و كما أنها تناست بأنه ليس من حق هذين الجنرالين إختطاف المؤسسة العسكرية على محنها و إحنها الكثيرة لأن هذه المؤسسة العسكرية على بلاويها المتلتلة يجب أن تكون مملوكة للشعوب السودانية و خاضعة للسلطة المدنيَّة المسؤولة الأولى والأخيرة عن إعلان الحرب وعن تحقيق السلام في السودان.
مجمل القول لن يتم حسم القضايا التي ثارت من أجلها الحركة الجماهيرية السودانية في جدة أو في جنيف أو في من أي المنابر التفاوضية الخارجية ولن تتوقف الحرب بدون طرح سياسي ملبياً لتطلعات وآمال طموحات الحركة الجماهيرية السودانية الثائرة وفي نفس الوقت لن يستطيع الجنرالان البرهان وحميدتي و كيزانهما العودة للسلطة بشرعية البندقية المسنودة بالشرعية الأمريكية تحت ذريعة تحقيق السلام في السودان.

وفي خاتمة المطاف سوف تستعيد الشعوب السودانية التوُّاقة للحرية والسلام والعدالة زمام المبادرة مجدداً وستحسم الصراع بأشكاله المختلفة لصالحها و ستهزم الكيزان و جنجويدهم وحلفائهم السياسيين في الداخل والخارج لأن إرادة الشعوب غلاَّبة.

الثورة السودانية المجيدة مستمرة والنصر أكيد

04 أغسطس 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق