
منتصر محمد زكي:
توطئة:
قال الشاعر:
لعمري ماضاقت بلاد بأهلها
لكن أخلاق الرجال تضيق ..
من الملاحظات الغريبة والمفارقات العجيبة ناس الولايات الآمنة وشبه الآمنة صنفوا النازحين حسب الولايات التي قدموا منها .. ناس الخرتوم وهم النازحون الأوائل أول من نالوا لقب نازح ( إحم) يليهم ناس الجزيرة ثم سنجة … الخ .. طبعا ناس الولايات خافوا علي نفسهم عشان كدا فرزو الكيمان هههه مامتعودين يجوهم ناس كتار من الولايات الأخرى ويضايقوهم في السكن والأكل وحتى في الشارع مع إنو الناس دي جات مضطرة ومجبورة بسبب الحرب .. المسألة دي عملت ربكة شديدة في الولايات النايمة أقصد الآمنة .. حتى الخلايا العاوزة تنوم وجدتها فرصة ودخلت في ثوب النازحين!! .. يلا التصنيف بدأ من أول أيام .. ناس خديجة سكنو جنبهم نازحين .. دا بكا نازحين .. دا عرس نازحين .. العربات البتبل في الزلط والسواقة بإستهتار ديل ناس الخرتوم .. من الغرائب إشتكى أصحاب الحافلات والهايسات من ناس الخرتوم قالوا ضايقوهم في الشغل (بيجرو) الشارع يعني مابيقيفو في النمرة فصدر قرار بأن يشتغلو يوم ويقيفو يوم!! .. الأرزاق بيد الله ولكل مجتهد نصيب .. تمشي للكهربجي في الحلة تلقاهو مدنكل سفة وقاعد في الضل: يا باشمهندس عندنا مروحة عاوزين نركبها : يقول ليك جدا .. اها بتركبها بي كم أنا خال كوجاك البيت الجنب المزيرة ديك .. بناخد 30 والله ولسة قاعد في الضل ماوقف علي حيلو.. طيب وجاي جاي.. والله 30 نهائي نأجر سلم ونعتلو ونطلع فوق وننزل تحت شغلانة ياعمك .. تقول ليهو خير وتمشي مسافة يجي وراك واحد من أولاد الحلة يقول ليك امشي ناس ناس أبو الروس معاهم قريبهم من الخرتوم بركب المروحة بي 10 بس .. للنازحين إيجابيات مثلما لهم سلبيات من الإيجابيات رموا صخرة ضخمة في بركة النشاط التجاري والإقتصادي بالولاية وصنعوا حركة نشاط تجاري كبيرة ونفذوا الكثير من المشاريع التجارية الناجحة مما خلق فرص عمل لأهل المنطقة لدرجة أن أطلق الناس في عطبرة على أحد الشوارع الكبيرة شارع ال 60 تشبها بشارع ال 60 في الخرتوم فرج الله كربته .. قريبا ستنتهي الحرب ويعود النازحون إلى ولاياتهم تاركين خلفهم ذكريات النزوح بحلوها ومرها.
خروج:
( عطبرة.. الشمس تشرق من هنا )