الطريفي أبونبأ:
مر عام من الحرب اللعينة علي البلاد ورغم الانتصارات الواقعية علي أرض المعركة لقواتنا المسلحة إلا أن خسارتنا كانت أكبر ليست في الدماء التي سكبت ولا في الاغتصابات والبيوت التي نهبت …خسارتنا كانت في القيم والمبادئ التي انتهكت بطرق مختلفة وممنهجة ( قتلت ) إنسانيتنا وعادات وتقاليد كنا لوقت قريب نتفاخر بها بل كانت الميزة التي تميزنا عن (شعوب الأرض ).
فقدنا كل مانملك وتبعنا ذلك بفقد مكوناتنا الاجتماعية التي كنا نحرص عليها في السابق فبعد أن فقدنا ( الأسرة الممتدة ) بسبب النزوح والتشرد واصبحنا كغيرنا لا نعتمد الا علي ( الأنا ) والتعالي الذي أوصلنا لمحطة ( الانغلاق ) ومحاولة تجريم الآخر وإن كان من زوي القربي لم يبقي لنا شئ لنعلن هزيمتنا في ( الحرب ) وإن كان الانتصار فيها للجيش الذي نعلن ولائنا له ….
أعتقد أن الهزيمة كبيرة وإن لم نلحظها الان بسبب المرارات والأوضاع المأساوية التي نعيشها وانشغالنا بمصابنا الظاهر فحتما سيأتي اليوم الذي سينكشف فية كل شئ وحينها لن يفيد الندم ….
عندما نشبت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي اختلف المراقبون علي ( المنتصر ) في تلك الحرب والاختلاف كان أشد علي اسباب الهزيمة ولكن الاتفاق الوحيد كان في التركيز علي النمازج التي سادت في تلك الحقبة والتي أدت لانهيار أكبر قوة في العالم ….فبعد حرب طويلة اختل ميزان العالم وانهار مايسمي بالاتحاد السوفيتي لانه وببساطة فقد نموزجه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ليتم الاعلان وبعد سنوات بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية وهذا مانخشاه في مقبل السنوات بأن نفقد نمازجنا وما كنا نتعارف علية من قيم، فهل نلحق أنفسنا ام نواصل العبث بقيمنا واعرافنا ونتوة في حرب هي اكبر من واقع نعيشه.