مقالات

السفير السعودي.. الصورة

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
صورة السفير السعودى مع قادة المليشيا الارهابية مؤذية لمشاعر السودانيين

هذه الصورة بلا شك شكلت دعمآ غير محدود للمليشيا محاولة تقديم المليشيا فى مظهر جديد

يعلم السفير السعودي بالسودان علي بن جعفر أن اهل السودان لا يرغبون فى رؤية المليشيا فى مستقبل بلادهم

كان من واجب السيد السفير ممارسة الضغط على المليشيا لتنفيذ اتفاق جدة بدلا من ملاطفتهم

انتشرت صورة للسفير السعودي بن جعفر وهو يتوسط مجموعة من قيادات مليشيا الدعم السريع ، و مع الأسف جاءت هذه الصورة فى وقت تتجاذب فيه الأطراف الدولية في جنيف موضوع المحادثات وكيف تبدأ ، هذه الصورة بلا شك شكلت دعما غير محدود للمليشيا، ومحاولة تقديم المليشيا فى مظهر جديد مواكب لمحادثات جنيف وإضفاء مشروعية وغطاء إقليمي على الجرائم و الانتهاكات التى ارتكبتها المليشيا.

و فى الوقت الذى توجب على سفير المملكة ممارسة الضغط على المليشيا لانفاذ اتفاق جدة ، جاء الى جنيف لالتقاط الصور التذكارية مع قيادات المليشيا ، بلا شك فإن هذه الصورة تمثل إساءة للمملكة قبل أن تكون استفزازا غير مسبوق للشعب السوداني، هذا السفير كان أحد أركان الرباعية، وظل من غلاة الداعمين للاتفاق الإطاري والذي كان أحد أهم أسباب اندلاع الحرب.
يعلم السفير السعودي بالسودان علي بن حسن جعفر أن اهل السودان لا يرغبون فى رؤية المليشيا فى مستقبل بلادهم ، و على الأقل يعلم أن المبعوث الأمريكى توم بريليو قد أقر بهذه الحقيقة، ألم يصل السفير السعودى كما وصل اليها بيرليو ؟ كان هذا غريبآ جدآ!.
هل أراد سفير المملكة العربية السعودية  بإلتقاط صورة له مع هؤلاء القتلة أن يقول للشعب السوداني بأنه لا يبالى بما وقع عليهم من جرائم و انتهاكات وأنه لا يرى غضاضة في أن يتودد إلى قاتليهم ، ولا يرى فيما اقترفوه من جرائم ما يستدعي اتخاذ موقف منهم ولو على سبيل الضغط ؟ كيف تنفذ المليشيا اتفاق جدة وسفير جدة يجامل قادة المليشيا ، متجاهلا مشاعر ملايين السودانيين الذين يعتبرون المليشيا عدوهم الأول، لما أصابهم من قتل وسلب واغتصاب وتشريد و احتلال بيوتهم وتعطيل الخدمات وقصف المستشفيات.

ستنتهي فترة سفارة السيد بن جعفر ولن ينسى الشعب السوداني (الصورة) التى يحاول رسمها لبلاده، ومع ذلك يتطلع السودان لانتهاء هذه الحقبة المظلمة فى تاريخ العلاقة بين الشعبين بفعل تصرفات السيد بن جعفر.
19 سبتمبر 2024م

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق