مقترح ودراسة مبدئية لإنشاء عاصمة إدارية جديدة للسودان

بسم الله الرحمن الرحيم
التخطيط الإقليمي والحضري أصبح من العلوم الحديثة الواجب العمل على تطبيقها لحل كثير من مشاكل المدن الكبرى والعواصم في عالمنا المعاصر.
الخرطوم باضلاعها الثلاثة التي تَمددت وتضخمت بغير هدى وبطريقة عشوائية دون دراسة استراتيجية في عالم تخطيط المدن تحتاج لإعادة نظر في كل المجالات.
الان تعاني هذه العاصمة المترهلة من عديد من المشاكل في البنية التحتية والطرق ومصارف المياه والصرف الصحي والشوارع الممهدة والإنشاءات بالإضافة إلى المشاكل المرورية وجملة معوقات بالإضافة إلى أسباب أخرى أدت إلى انعدام المواصلات وصعوبات جمة في حركة السير للمركبات وحتى المشاة احيانا مما يؤدي إلى إهدار الوقت والمال والوقود و تكلفة الصيانة وهذا يؤثر على الأمن والناتج القومي للبلاد وضياع مال ووقت أولى به برامج التنمية والعمل والإنتاج سيما وأننا في مرحلة تغيير تحتاج للعمل الجاد والإنتاج لتغيير حال البلد إلى الأحسن .
الموقع المقترح.
الموقع المقترح واهم العوامل المساعدة التي تجعله جاذبا ومعضدا للفكرة وأهم العوامل هي :-
1.الموقع الذي يسهل الوصول إليه من كل الاتجاهات.
2. توفر مصادر الطاقة الكهربائية
3. توفر مصادر امدادات الوقود.
4. توفر مصادر المياه.
5.ارض مسطحة خالية من الموانع الطبيعية.
6.القرب من مناطق إنتاج المواد الغذائية اللازمة للمستهلك بأنواعها.
7. القرب من الطرق القومية وألقارية والسكك الحديدية والميناء.
8.القرب من العاصمة القديمة نفسها.
إمكانية التمدد واستيعاب الخطط السكانية والاسكانية مستقبلا.
9. طبيعة الارض جيلوجيا والعوامل البيئية.
وبعد البحث والتقصي وجدنا أن المنطقة التي تتوفر فيها هذه النقاط جميعها هي منطقة شمال الخرطوم بحري تحديدا المساحة الواقعة شمال شرق منطقة قرى.
هذه المنطقة تتوفر فيها كل ما ذكر أعلاه فهي قريبة من * مصادر الطاقة… محطة كهرباء قرى الجديدة.
*مصادر الوقود… مصفاة الجيلي.
*.مصادر الطرق… طريق التحدي والسكة حديد.
*مصادر المياه… نهر النيل ويمكن اتخاذه وسيلة مواصلات.
مصادر المواد الغذائية المزارع المنتشرة على النيل بالإضافة إلى الثروة السمكية بنهر النيل.
*المناطق السياحية قريبة البجراوية وشلالات السبلوقة.
*المطار.. يمكن عمل كبرى بالنيل يؤدي مباشرة بطريق دائري دولي سريع يذهب مباشرة إلى المطار المقترح الجديد ويكون وسيلة تواصل أيضا مع منطقة غرب النيل.
*المنطقة الحرة بمدينة قرى.
في البداية لا بد من تخطيط كنتوري ومساحي جيد للمنطقة المستهدفة وإخراج الأرض التي ستقام عليها مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والأسواق النموذجية ومباني الإسكان للموظفين والعاملين.
وبعد ذلك البدء في إنشاء الطرق والخدمات كالكهرباء والمجاري كما هو معمول به في تخطيط المدن الحديثة وهناك تجارب عالمية وإقليمية وعربية يمكن الاستعانة بها خاصة هناك نماذج قياسية ممتازة في هذا المجال بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
أيضا من التجارب المعروفة والمهمة في هذا المجال نقل البرازيليين عاصمتهم إلى نيوبرازيليا بعد أن ظهرت الحوجة إلى عاصمة جديدة لأن العاصمة القديمة شاخت وفقدت القها كعاصمة حديثة.
هناك نموذج أفريقي ممتاز وهو نقل العاصمة النيجيرية إلى عاصمة جديدة تم إنشاؤها من الألف للياء هي مدينة أبوجا التي انشئت بطريقة علمية حديثة راعت كل العوامل التي ذكرناها أعلاه واحتفظت لاغوس بمكانتها كعاصمة اقتصادية.
أيضا لا بد من ان نذكر أن الأشقاء في جمهورية مصر العربية اقاموا العديد من المجمعات السكانية خارج العاصمة وأولها مدينة 6 أكتوبر التي أصبحت متنفسا للعاصمة القديمة ومكان مهيأ للسكن الحديث والصحي والنقي. في نفس الوقت يعملون في بناء عاصمة ادارية اعتقد ان أعمالها أوشكت على الانتهاء ودشن الرئيس المصري عدد كبير من المباني المكتملة بهذه العاصمة وخصوصا دور العبادة وفد شاهدنا ذلك بالبث الحي المباشر من القنوات الفضائية المصرية.
*بعد الفراغ من التخطيط للمباني الإدارية للعاصمة المقترحة يمكن البدء في عمل خطط لإسكان من يرغب في السكن بهذه المدينة المقترحة من خلال تخطيط أحياء تراعي فيها كل المشكلات التي تذخر بها مدننا وتتجنبها لنخرج بعاصمة سياسية وإدارية متكاملة. مدينة تصلح للعيش الكريم والصحي المريح وتكون بديلا لعاصمتنا الحالية التي تفتقر لأبسط مكونات المدن الحديثة والتي أضحت عبارة عن فوضى وكلمات متقاطعة يستحيل حلها مهما بلغت درجة الذكاء.
محمد الحافظ حامد محمد
ضابط إداري وخبير تخطيط إقليمي
رئاسة محلية الخرطوم بحري
23/11/2019
نشر قبل ٦ سنوات



