مقالات
صرفة في الأرجاء
بقلم/ منتصر محمد زكي:
توطئة:
الوعي المتأخر خير من الحماقة المستدامة..
الخطوة الأولى نحو التغيير هي الوعي والخطوة الثانية هي القبول .. ( ناثانيال براندن )
قبل سنوات ظهرت عبر الميديا أشباح إسفيرية أحاطت نفسها بهالة من السرية والغموض أطلقت على نفسها أسماء غريبة لمزيدا من الغموض والإثارة .. هذه المجموعة إختارت العمل في الظل ومن خلف الكواليس لنشر المسكوت عنه ولتفادي الملاحقات القانونية .. إختلفت دوافعهم مابين نشر ملفات الفساد وبين تصفية حسابات سياسية .. منهم على سبيل المثال ( البعشوم – سارة عيسى – بنت الشرقي .. مونتي كارو .. وغيرهم ) .. أبرزهم على الإطلاق الإنصرافي الشخصية الأكثر جدلا والأكثر شعبية دون منازع ( نمبر ون ) قد يكون صرفة إمتداد لأحد الأشباح الإسفيرية أعلاه وقد لا يكون ..
الضبابية التي غلف بها شخصيته الحقيقية وما أثير حولها من لغط وتساؤلات وعلامات إستفهام منحته حصانة لا محدودة والقدرة الفائقة على إستدراج الخصوم وإستفزازهم والتنكيل بهم .. بارع جدا في تقليد الأصوات بطريقة درامية لا تخلو من خفة الظل ويجيد الوصف مستخدما عبارات متداولة أو مقولات شعبية وبعض المفردات الإنجليزية .. بالإضافة إلى مقدرته العالية على التحليل والإستنباط مستندا على حصيلة ضخمة من المعلومات
لم أكن من المداومين على متابعة ( اللايفاتية ) لتركيزي على المقروء أكثر من المسموع والمشاهد .. إستمعت في بداية الحرب إلى مقطعين صوتيين لصرفة وكتبت وقتها عبر صفحتي بالفيس: ( صرفة ظاهرة صوتية تنتهي بإنتهاء الحرب) كان حكما متعجلا لاتنقصه الإنطباعية فبعد سماعي للكثير من المقاطع الصوتية تأكدت من تسرعي في الحكم وأن الأمر مختلف وجديد ويحتاج إلى قراءة أخرى أكثر عمقا .. إخفاء شخصيته الحقيقية منحه الثقة المفرطة ورباطة الجأش .. المحاولات الكثيرة والمستمرة من قبل خصومه لنزع القناع عن شخصيته الحقيقية جميعها باءت بالفشل بل زادت من رصيد نجوميته وشعبيته .. في رأيي الشخصي أكثر ميزة تفرد بها سنيور صرفة بالإضافة إلى مهاراته المتعددة وكانت سبب رئيسي في شهرته وإنجذاب المتابعين بصورة كبيرة إليه هي ( اللغة + التلقائية ) فلغة الخطاب التي يستخدمها صرفة وبرع فيها إلى حد الدهشة هي مفتاح ومحصلة طبيعية للنجاح والصيت والرواج الذي ناله بحقه ومستحقه .. هل تعلم أن صرفة يخطئ في نطق بعض الكلمات متعمدا لإضفاء بعض العادية على شخصيته وحتى لايشطح البعض في رسم صورة ذهنية خارقة لشخصه الضعيف .. زهده في النجومية وعفويته ومهارته في إخفاء إنفعالاته وغضبه وإستخدامه للغة البيت والشارع والمكتب والجامعة والسوق بل حتى لغة الرندوك والراستات وقاع المدينة كل ذلك فتح له الأبواب مشرعة نحو قلوب كل الفئات من الشعب من عامل النظافة إلى أستاذ الجامعة .. جذبهم المحتوى بغض النظر عن شخصية المتكلم وذلك في حد ذاته وعي متقدم يحسب له وإنجاز يستحق الإشادة والإعجاب .. يكفي أنه حظي ببعض الأشعار والأغنيات تحمل إسمه وهو شرف ومكانة لم ينالها الكثيرون ..
لاينكر أحد وقوع صرفة في بعض الأخطاء من إساءة وتجريح وإيراد بعض المعلومات الخاطئة وبناء بعض المواقف على تقديرات خاطئة وغير دقيقة فالكمال لله وحده ( صرفة يخطئ ويصيب ) لكن حبه لوطنه كواحد من أبناء هذا الشعب المخلصين ووقوفه إلى جانب جيش بلاده وسعيه المتواصل لخلق رأي عام موحد ووعي عالي بالأخطار والمؤامرات المحدقة بالبلاد قد يشفع له كل ذلك بعض تجاوزاته أمام محكمة الرأي العام وأمام محكمة التاريخ.
كلمة لابد منها:
سيأتي اليوم الذي يظهر فيه صرفة للعلن تحت مساقط الأضواء بدون قناع سيفقد نصف بريقه ويتلاشى بعض السحر والإنبهار والهالة الكبيرة التي رسمناها بمخيلتنا حول شخصيته لكن ستبقى الحقيقة ناصعة كضوء النهار صرفة نذر نفسه للدفاع عن وطنه السودان بما يمتلك من موهبة وأدوات يدفعه حب فطري لهذا البلد المحسود ورأفة وشفقة على شعب غير محظوظ.
#صرفة يا جن
( قل الحقيقة ودعها تبحث عمن تجرحه )