مقالات

الفلسفة بين المغالطة الكلاسيكية والسردية الكلاسيكية

خطوات بناء المنهج

د.بابكر عبدالله محمد علي:

(( Philosophy between Classical Fallacy and Classical Narration ))
المنشور الرابع عاشر ( ١٤ )
(( ١ من ٣ ))

تبقى الفلسفة دوما عملا متجذرا وملتصقا بالبناء السليم لإيجاد المنهج القاصد للانعتاق الحضاري والبنائي السليم لمستقبل الأمة الاسلامية ونهضتها وعلى وجه الخصوص في سودان المستقبل ما بعد الحرب الدائرة الآن.  نذكر ذلك بشكل متكرر لنؤكد على أهمية الفلسفة في بناء الأمم وشرحنا مفهوم الفلسفة من عدة زوايا وأبعاد متعددة وقلنا ان الفلسفة تبني على أربعة مرتكزات أساسية وهي البناء العقدي التوحيدي والبناء المعرفي والبناء النفسي والبناء المجتمعي وراينا من خلال طرحنا للمفهوم الفلسفي عند الصوفيه وهو يرتكز علي البناء النفسي والايماني التوحيدي والبناء المعرفي والاصطلاحي وما يعرف بالرمز والعبارة والاشارة ..ومفهوم الدار الآخرة والبعث او يوم الحساب وعند الفلاسفة في الغرب يشير أيضا الي المفهوم التوحيدي والالهة ورد الامر لله سبحانه وتعالي و الي اله واحد يعبد او عدة الهة عند بعض الشعوب الغير موحدة …و لعل بروز ظاهرتين لإيجاد تفسير لمايجري ادي لوجود.مغالطات او ضبابية في الفهم لحقائق الاشياء فظهرت في اوقات مبكرة ، ما يعرف بال (( المغالطة الكلاسيكية وبرزت أيضا السردية الكلاسيكية)) [[ Classical Narration ][ حيث برزت لا سباب محددة وكانت نتاج تفاعلات فلسفية بين الفلاسفة او رواد المعرفة فيما يعرف بعلم فقه اللغة التاريخي وهو ما يعرف بالإنجليزية الفيلولوجي (( Philology )) وتعريف فيلولوجي علي النحو التالي .
Philology the study of languages in their historical and cultural contexts, focusing on the comparison and analysis of written texts to understand their development and relationships.
وهي ان اللغات تتغير عبر مراحلها التاريخية في محتواها الثقافي والادبي والفني .وكل اللغات تتعرض لمثل هذه المتغيرات في كل اللغات بإستثناء لغة واحدة لا تتغير بمعجزة الهية كونية تمثلت في حفظ اللغة العربية عبر حفظ معجزة القرآن الكريم (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) واتحدي اي رجل انجليزي او فرنسي او إيطالي او اسباني يقرأ نصا كتب بلغته قبل ٤٠٠ سنة او ٣٠٠ سنة او حتي ٢٠٠ عام …يأتي بنص في حدود صفحة واحدة ويليقه علي المتحدثين الام بتلك اللغة ..((.لن يفهم منه المستمعين شيئا)) …سوف لن يفهمه احد ..وهذه نقطة ذات ارتباط بالمنطق والجدل اللااتفاقي ويعرف بال (( Dialectical Dispute)) والمغالطات و التي تولدت لتوضيح الاشياء والموجودات وتفسيرها بالشكل الغير صحيح وفقا للمعتقد او عدم الاعتقاد. والايمان الصحيح للفرد والمجتمع .ونتج عن ذلك مفهوم مصطلح المغالطة الكلاسيكية الفلسفية ..وتم استخدام هذه المغالطة الكلاسيكية الفلسفية لحماية مفاهيم فلسفية من صنع البشر لحماية تجاربهم ومعارفهم التي نشأت بنتاج العقل والفكر دون النظر الي علوم النقل و الغيبيات والنفس وفي خرق واضح لسحق الروح والنفس واعلاء المادية والبراغماتية المطلقة عند العلمانيين والملاحدة …وذلك عبر العديد من المرتكزات المستوحاة بمفاهيم خاطئة حول الكتب المقدسة التوراة والإنجيل والتي حشيت بالتزييف والتزوير ورد الأمور كلها الي علمانية مطلقة وابعدت الدين بشكل احترازي متعمد.وعملت علي تغطية كل ذلك بحركة الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر وحركة الترجمة والاستشراق التي تمت في القرون ما بعد القرن السابع عشر الميلادي وما زالت تسيطر علي عقول المسلمين عبر المناهج الدراسية في مختلف جامعات العالم ..ولما لم يلبث العالم الإسلامي من النهضة التي شهدتها بغداد بعد توسع الدولة العباسية والثراء الكبير والتقدم في سماتها الحضارية المعنوية والمادية وبرزت في الغرب منها دولة الأندلس في قلب القارة الاوربيية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر حتي برزت في تقديري العديد من المعضلات والتي اسمهمت بقدر كبير في وقوع المسلمين في براثن التخلف والانحطاط الحضاري العلمي والثقافي ..ولقد استخدم نوعان من الأسلحة التي ادت الي تخلف المسلمين الي يومنا هذا وتمثل في نوعين من ادوات استغلال تحقيق الاهداف :
١/ الحروب ذات الاساس الناعم..
((Soft foundations wars ))
٢ / الحروب ذات الاساس الصلب ..
((Hard foundations wars))
وتمثل النوع الأول من الحروب ذات الاساس الناعم في عدد من الادوات والاساليب المعنوية وابرزها استغلال لظاهرة ((السرد الكلاسيكي )) [ Classical Narration ] وهو احد أساليب الجدل والمنطق الذي نشأ مابين الفلاسفة اليونانيين والرومانيين في الدولة اليونانية في عصر ارسطو وافلاطون والقديس اوغسطين وغيرهم من الفلاسفة ..
ونكتفي اليوم بهذا القدر لنواصل في نفس موضوع المغالطة الكلاسيكية والسرد الكلاسيكي إلى المنشور القادم .. ونواصل لشرح مختصر ومتصل لبعض المصطلحات المهمة والتي تعين القارئ الكريم.
نحو فهم أفضل لبناء منهج تجديدي قاصد ..ونواصل في شرح المنهج لغد افضل بإذن الله تعالي …
ولكم الحب والتقدير.
د.بابكر عبدالله محمد علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق