مقالات

سيول وسيانيد ولاية نهر النيل

نمريات

إخلاص نمر:

حملت الأخبار في صحيفة الساقية برس، أن محلية أبو حمد شمال ولاية نهر النيل شهدت يوم الإثنين الخامس من أغسطس هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة استمرت نحو تسع ساعات أو يزيد تسببت في جريان السيول والاودية والخيران ،وتدمير الأسواق والمنازل في عدد من المربعات ،ما ادى الى خسائر في الأرواح والممتلكات ومناطق التعدين.

في تحذير شديد ،أكدت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية ،ومركز الإيقاد للتوقعات وتطبيقات المناخ ،هطول أمطار غزيرة جدا ،خلال الفترة من 31 يوليو -7 أغسطس 2024ة ،في عدد من الولايات ،وأكدت ذات الوحدة أنه من المتوقع ،أن تؤدي هذه الامطار الى حدوث السيول ،والسيول المفاجئه ،و فيضانات الوديان والخيران ،في ولاية نهر النيل والولاية الشمالية .
**شهد السودان في العام.2022 ،كارثة السيول والفيضان ،التي أودت بحياة المئات من الناس ،بجانب تدمير المنازل والمتاجر والمرافق وغيرها ،وقد كشف حينها المجلس القومي للدفاع المدني ،عن انهيار 25 ألفا من المنازل69 من المتاجر والمخازن ،الامر الذي دفع مجلس الوزراء الى اعلان حالة الطوارىء في ست ولايات ،نتيجة الأمطار الغزيرة ،وارتفاع مستوى الأنهار في البلاد ،إلى أعلى مستوى تم تسجيله منذ 70 عاما.
** موسم الخريف هو الخريف سواء كان قطرة واحدة نزلت على الارض اوكانت سيلا هادرا ،ما يعني الاستعداد الكامل والشامل لهذا الموسم ،الذي خبره السودان تماما ،فلقدشهد السودان فيضان عام 1946،وعام 1988 ،الذي بلغ حجم.ارتفاع الفيضان فيه 15.69 مترا ،وخلف 76 قتيلا ،بجانب الخسائر المادية ،أما في 2013 ،فقد بلغ ارتفاع الفيضان 17.4 مترا ووفاة 50 شخصا ،وفي عام 2020 ،تجاوز الفيضان المعدلات القياسية السابقة ،اذ بلغ ارتفاع منسوب النيل 17.66 مترا مكعبا ووفاة 138 شخصا .كل هذا ينبىء تماما ، ماتفعله السيول والفيضانات في وطن يصارع من بقي على أرضه من أجل الحياة ،مع تقاعس تام للمسؤولين في الوطن الممزق جراء الحرب ،ومازاد الطين بلة الان في فيضان ابوحمد،هي آبار التعدين ،التي تنتشرفي الولاية ،خاصة في منطقة قبقبة شمال مدينة ابوحمد ،إذ تعد ولاية نهر النيل الاولى في انتاج الذهب ،عبر التعدين الأهلي ،الذي يستخدم موادا كيمائيه سامة ، ويتعرض فيه العامل كذلك الى لدغات الافاعي والعقارب مع غياب الامصال ،وإمدادات ومعدات السلامة ،والطوارئ الصحية والطبية، ففي منطقة الفداء وفي العام 2022 ،نظم الأهالي مسيرة احتجاج ضافية ضد شركات التعدين، ولكن هل انداحت الحلول ،من أجل الحفاظ على صحة المواطن وحقه في الحياة ؟؟
**اليوم وبهذا الكم الهائل من مياه السيول التي تجرف في باطنها،كل مخلفات الزئبق ،الذي صنفته منظمة الصحة العالمية ،بأنه واحدا من أخطر عشرة مواد كيمائية ،كذلك السيانيد الذي يعد من اسرع السموم واشدها فتكا ،فان مياه الشرب ومياه الانهار ،اصبحت في خطر مباشر ،بتسرب هذه المواد وغيرها من المواد الكيميائية السامة ،الى عمق التربة والمياه الجوفية ، لذلك فان تلوث المياه والأراضي بهذه السموم والفضلات ،ومياه الصرف الصحي،يعلي من حجم الكارثة التي يرزح تحتها اهلي في ولاية نهر النيل ،وربما تتبعها سيول وفيضانات اخرى في ذات الولاية،التي نقلت لنا وسائل التواصل الاجتماعي وشهادات الاحياء ،الكثير من الإفادات متبوعة بالصور الموجعة،وبارتفاع درجات الحرارة في الأشهر الماضية ،والتي أودت بحياة الكثيرين ايضا ، يستقبل السودان تغيرات مناخية شرسة ،مع ضعف وهشاشة في البنية التحتية ،غير الملائمة للتعامل مع الفيضانات ،فالسودان يأتي في المرتبة الثامنه ،من حيث قابلية التأثر بالتغير المناخي ،وفق دراسة لجامعة نورتردام عبر (مصفوفة مبادرة التكيف العالمية2024)، وقد اكدت بعض الدراسات ،ان اكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية واثارها القاسية ،هي الصحراوية وشبه الصحراوية ،وتشمل ولاية نهر النيل والشمالية والبحر الاحمر، فالسودان يقع في منطقة تتاثرتاثرا مباشرا بسلبيات التغير المناخي،خاصة انه فقد في العشرين عاما الماضية،اكثر من ربع مليون او يزيد من الغطاء النباتي ،اضافة لما فقده الان بسبب الحرب التي امتدت لتهدد النظم البيئية والتنوع البيولوجي .
**أما غدا فربما تصبح الفيضانات،أشد تواترا بسبب تغير المناخ،ويبقى السؤال معلقا، ماذا في جعبة حكومة ولاية نهر النيل تجاه المواطن الآن وبلا تردد ؟؟؟

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق