مقالات

هل إنعدم “الهارموني” بين وزارتي الصحة والتعليم بالشمالية؟

حد السيف

محمد الصادق:
تفاجأت بإعلان وزير التربية والتعليم بالولاية الشمالية وهو يعلن عن فتح المدارس صباح اليوم الأحد رغم أن الولاية فيها عدد كبير من المصابين بإلتهاب ملتحمة العيون وعدد قليل من المصابين بالكوليرا إضافة للمشتبه فيهم بالمرض .

المعروف أن الولاية الشمالية فى هذا الخريف كانت الأكثر تضررا عن بقية الولايات الأخرى بسبب التغيرات المناخية التى ستفرض واقعا جديدا على إنسان الولاية .
أعود لأقول أن الامطار والسيول والفيضانات والمياه الراكده تسببت فى الأمراض أعلاه الشئ الذى يتطلب المزيد من الجهد والبذل والعطاء لمكافحة الأمراض الوبائية سريعة الإنتقال والعدوى .

إن ملتحمة العيون مرض فيروسى وهو من أكثر أنواع إلتهاب الملتحمة شيوعا وشديد العدوى وغالبا ما يكون إنتشاره فى المدارس والأماكن المزدحمة وينجم عن رد فعل تحسسى تجاه حبوب اللقاح أو الحيوانات أو دخان السجائر أو مادة الكلور فى حمامات السباحة أو مياه الأمطار والسيول الحاملة للفيروس والذي يتم تناقله أيضا عبر الذباب الذي ما أكثره هذه الأيام .
أما الكوليرا فهي مرض بكتيرى ينتشر عن طريق الماء الملوث والأطعمة والبرك وتتسبب الكوليرا فى الإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذ لم يتم علاجها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصحاء سابقا .
كل ما ذهبنا اليه من تشخيص للأمراض المنتشرة حسب بحثنا بالإضافة للمياه الراكدة حول الأسواق والمدارس والتي تبذل فيها المحلية جهدا كبيرا إلا أن ذلك ليس كافيا لفتح المدارس فى هذه الظروف التى يجب أن نعمل فيها لحماية أبنائنا وبناتنا من التلاميذ والطلاب من تفشى المرض، كيف لا وهم نصف الحاضر وكل المستقبل .
صحيح ربما يكون قرار فتح المدارس سياسيا ولكن لا يعني ذلك أن نعرض حياة التلاميذ والطلاب للخطر مع العلم أننا لا نعرف مدى صلاحية (المراحيض) داخل المدارس وكميات الذباب المتوالد حولها . ولذلك نتساءل هل قرار وزارة التربية والتعليم تم بالتشاور مع وزارة الصحة كجهة معنية بسلامة إنسان الولاية . أم ان (الهارمونى ) معدوم بين الوزارتين فى مثل هذه الحالات ؟
على العموم نعتقد أن الظروف الحالية تحتم على المسؤولين فى الصحة والتعليم أن يضعوا صحة ابناء المستقبل من الأولويات . وفى تقديرى ما تزال هنالك مساحة لمراجعة قرار فتح المدارس خوفا من العواقب الوخيمة لا قدر الله والتى ستكلف الولاية الكثير والكثير جدا .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق