محمد وداعة:
الحكومة السودانية لا يمكن ان تكون طرفآ فى منبر جدة و فيه دول و كيانات وصلت معها الى مرحلة القطيعة و الشكاوى
اتهامات جنائية فى مواجهة تقدم وهي تعد عدتها لمقابلة رئيس مجلس السيادة وتتطلع إلى المشاركة فى مفاوضات جدة
الحكومة السودانية لا تستطيع الموافقة على السيناريو الذى تم وضعه فى غيابها ومحاولة إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل 15 ابريل
الشعب السودانى سيقاوم اى حلول لا تضمن عودته لبيوته و استعادة ممتلكاته المنهوبة وحياته الطبيعية
المبعوث الامريكى للسودان توم بريليو لم يغادر محطة سلفه السفير جودفرى، ولم يتعظ من اخطاء مولى في
فوجئت قيادات تقدم المجتمعة فى اديس ابابا بصدور لائحة اتهام فى مواجهة (17) من القيادات ، يشكلون تقريبآ الصف الاول من تقدم ، و تأتى المفاجأة من ان اجتماعات اديس كانت لوضع اللمسات الاخيرة لترتيبات مشاركة تقدم فى جولة التفاوض المتوقع عقدها فى جدة فى 18 ابريل 2024م ، وهى مفوضات لم يتأكد انعقادها بعد ، و تم الاعلان عنها بواسطة المبعوث الامريكى للسودان توم بريليو ، وفى ذات الوقت جاء تصريح لوزير الخارجية السودانى نافيآ تلقيهم اى دعوة رسمية لاستئناف مفاوضات منبر جدة ، وقال الوزير أن الحكومة ستخضع الأمر للدراسة حال تسلمها الدعوة لاستئناف المفاوضات عبر منبر جدة، لمعرفة الأساس الذي سيتم استئناف المفاوضات وفقآ له ،
وكان مبعوث الخارجية الأمريكية للسودان السفير توم بريليو رجح فى تصريح له الثامن عشر من أبريل المقبل موعداً لاستئناف منبر جدة بين الجيش السودانى ومتمردي الدعم السريع.
وقال إن الترتيبات تسير باتجاه توسيع المنبر ليضم إلى جانب الوسيطين الأصليين (أمريكا والسعودية) كلً من دولة الإمارات ومصر والإتحاد الأفريقى و منظمة الإيغاد، في الأثناء استبعد وزير الخارجية أي اتجاه للحكومة لفك تجميد عضوية السودان فى منظمة الإيغاد فى الوقت الراهن، وأكد أن الحكومة لم تتخذ أي قرار فى هذا الصدد كما استبعد فى ذات الوقت عودة قريبة للسودان للإتحاد الأفريقي.
لا احد يعلم المعطيات التي دفعت المبعوث الأمريكي لتحديد 18 أبريل لاستئناف المفاوضات، فمن ناحية لم ترشح معلومات ذات مصداقية تؤكد توسيع منبر جدة ليشمل الإمارات ومصر والاتحاد الافريقى والايغاد ، و من ناحية أخرى فإن الحكومة السودانية لا يمكن أن تكون طرفا فى منبر جدة وفيه دول وكيانات وصلت معها إلى مرحلة القطيعة والاتهامات والشكاوى. السودان جمد عضويته في منظمة الايغاد متهما لها بالانحياز لقوات الدعم السريع ، وقدم شكوى لمجلس الأمن فى مواجهة الإمارات متها لها بدعم قوات الدعم السريع بالمال و السلاح.
وبالرغم من تواصل الآلية الرفيعة للاتحاد الافريقى مع السلطات السودانية ، إلا أن الاتحاد الافريقى جمد عضوية السودان منذ نوفمبر 2021م.
في ظل هذه الوقائع تصبح مشاركة الحكومة السودانية مشكوك فيها ، خاصة بعد توجيه لائحة اتهام من النائب العام فى مواجهة قيادات تقدم.
يبدو أن المبعوث الامريكى توم بريليو لم يغادر محطة سلفه السفير جودفرى ، واعتقاد الاخير بأن خارطة طريق الرباعية والاتفاق الإطاري هي المخرج من الأزمة.
هذا التصور ربما كان له حضور قبل الحرب، الأوضاع الآن مختلفة، ولا يمكن بحال أن يكون هناك وسطاء اعتبرتهم الحكومة السودانية (أعداء)، وعليه فإن جولة المفاوضات القادمة وبافتراض انعقادها لا يمكن التعويل عليها، كما أن الحكومة السودانية لا تستطيع الموافقة على السيناريو الذي تم وضعه فى غيابها (حتى لو أرادت ذلك) ، خاصة وأنه محاولة لإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل 15 أبريل.
إن أي مفاوضات لا تبدأ من تنفيذ اتفاق جدة الموقع فى مايو 2023م ، لا معنى لها ولن يقبل بها الشعب السوداني المتضرر الأكبر من الحرب، وهذا لا يمكن تحقيقه في وجود مليشيا الدعم السريع واستمرار جرائمها وانتهاكاتها، ولكم فيما يحدث في الجزيرة عظة وعبرة.
الشعب السوداني سيقاوم أي حلول لا تضمن عودته لبيوته واستعادة ممتلكاته المنهوبة وحياته الطبيعية.
4 أبريل 2024م