مقالات

النص للعراف والتأويل لي

بقلم/ منتصر محمد زكي

توطئة:
لا شيء يحدث صدفة في هذا العالم ..

النص:

شَيءٌ يُطلُّ الآنَ مِنْ هذي الذُّرى
أَحتاجُ دَمعَ الأنبِياءِ لِكَيْ أَرَى

النصُّ للعرَّافِ والتّأويلُ لِيْ
يَتَشَاكَسَانِ هُنَاكَ قَالَ ، وفَسّرَا

مَا قُلْتُ للنجمِ المُعلّقِ دُلّنِيْ
مَا نمتُ كي أصطادَ رُؤيا في الكَرَى

شَجَرٌ من الحدسِ القَدِيْمِ هَزَزتُهُ
حَتّى قَبضتُ المَاءَ حينَ تبخّرَا

لا سِرّ .. فانُوسُ النُبوة قالَ لِيْ
ماذا سيجري حينَ طالعَ مَا جَرَى

فِيْ الموسمِ الآتي سيأكُلُ آدمٌ
تفاحَتَيْنِ وَذنبهُ لن يُغْفَرَا

الأرْضُ سَوفَ تشيخُ قبل أوانِهَا
الموتُ سوفَ يكونُ فينا أنهُرَا

وَسَيعبُرُ الطوفانُ مِن أوطانِنَا
مَنْ يُقنع الطُّوفان ألا يَعْبُرَا

ستقولُ ألْسِنةُ الذّبَابِ قَصيْدَةً
وسيرتقي ذئبُ الجبالِ المِنْبَرَا

فَوضى وتنبئ كل من مرّت بهم
سيعود سيفُ القرمطيّ ليثأرا

وسيسقط المعنى على أنقاضِنَا
حَتّى الأمامُ سيستَدِيْرُ إِلَى الوَرَا

في الموسم الآتي ستشتبكُ الرؤى
ستزيدُ أشجارُ الضّبابِ تَجَذُرَا

وَسَيُنكرُ الأعمَى عَصَاهُ ويَرتَدِيْ
نظّارتينِ من السّرَابِ لِيبصِرَا

سيرَى القَبِيْلَةَ وهي تَصلُبُ عبْدَها
فالأزْدُ لا زالت تخافُ الشّنفرَا

سيرى المُؤذّنَ والإمام كِلاهُما
سيقولُ إنّا لاحِقَانِ بقيصرا

في الموسمِ الآتِيْ مزادٌ مُعلنٌ
حتّى دَمُ الموتى يُباعُ ويُشتَرَى

ناديتُ يَا يَعْقُوب تِلكَ نُبُوءَتِيْ
الغيمةُ الحُبْلَى هُنَا لن تُمْطِرَا

قَالَ اتّخِذْ هَذَا الظلام خَرِيْطَةً
عندَ الصّباحِ سيحمد القَوم السُّرَى

لا تَبتَئِس فالبئرُ يومٌ واحِدٌ
وغداً تُأمّركَ الرياحُ على القُرَى

إخلعْ سَوادَكَ .. في المدينة نسوةٌ
قَطّعنَ أيديهنّ عنكَ تَصَبُّرَا

قُمْ .. صَلّ نَافلة الوصولِ تحيّةً
للخارجينَ الآن مِنْ صَمتِ الثّرَى

واكْشِف لِأخوتِكَ الطريقَ لِيَدخُلُوا
مِنْ ألفِ بابٍ إِنْ أَرادُوا خَيْبَرَا

ستَجيءُ سَبعٌ مُرّةٌ .. فالتَخزِنُوا
من حكمةِ الوجعِ المُصَابِر سُكّرَا

سبعٌ عِجافٌ .. فاضبِطُوا أنفَاسَكُم
مِنْ بعدِهَا التّاريخُ يرجِعُ أَخْضَرَا

هِيَ تلكَ قافلةُ البشيرِ تَلُوحُ لِيْ
مُدُّوا خيامَ القلبِ ، واشتَعِلُوا قِرَى

أشتمُّ رائِحَةَ القَمِيصِ .. وطالمَا
هطَلَ القَميصُ على العُيُون وبَشّرَا

وكأنه مسافر عبر الزمن أتى من زمان سحيق يحمل رسالة لعالمنا .. رسالة تنبيه وتحذير علنا نفيق ونصحوا من سباتنا وغفلتنا .. لكن هيهات ..

ما لم يقله محمد عبد الباري الشاعر السوداني الشاب أنه أحبط إلى حد الوجع من ردة فعلنا فقد إكتفينا بالتصفيق الحار والإنبهار الشديد بنصه العبقري دون الإلتفات إلى مايحمله من رسائل وإشارات بالغة الأهمية .. كان يأمل منا أن نأخذ صيحته المشفقة على محمل الجد ونغوص عميقا عبر نداءه (المشفر ) لنستبين الهدف المنشود .. لكن …
لطالما تساءلت متعجبا لماذا إستعار لغة الماضي عند مخاطبته لنا ؟!! .. ربما لو خاطبنا بلغة عصرنا لكان الأثر أشمل ولوجدت صيحته صدى أكبر .. ربما .. إلهامه الشعري لا علاقة له بالشيطان فالشيطان لايمتلك هذه القدرة العالية (فوق بشرية ) من الإستبصار والإستشراف والتفرد ..

إهتمامه بالفلسفة وشغفه بعوالم الصوفية يبدو جليا من خلال نصوصه خاصة إختياره للعناوين .. إنجذابه للغيبيات ربما يكون نتاج تأثره بالعراف الأشهر الفرنسي (نوستراداموس) من خلال مربعاته التي تنبأت بالصراعات السياسية والكوارث الطبيعية والأوبئة حول العالم ..

مالم يقله محمد عبد الباري أن الربيع العربي خطط له شذاذ الآفاق والتنفيذ كان بأيدينا نحن .. ما قاله العراف ولم يفسره عبدالباري
أننا أمة عظيمة يتصدرها أقزام لكن سيأتي جيل يوحد كلمتنا وأهدافنا وتعلو راياتنا رغم الضعف والوهن الذي يعترينا الآن لأننا بالمقاييس الإلهية خير أمة أخرجت للناس وسنظل.

توقيع:
( قل الحقيقة ودعها تبحث عمن تجرحه )

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق