مقالات
ما لا يمكن أن ينساه الصحفيون لـ”مُفضل” في زمن الحرب..؟
حسن محمد علي:
يدين الصحفيون بتواصل كريم من مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد إبراهيم مفضل، في إيجاد مقاربات مطلوبة بين أجهزة السلطة المختصة وبينهم.
وفي مناسبات عديدة كان مُفضل يجيد عملية إحياء المهنة التي كادت ان تندثر بسبب الحرب، خاصة الصحافة السياسية التي تجمع بينها والمخابرات كثير من القضايا المشتركة ليس أقلها المحافظة علي الامن القومي، وبث الصورة الافضل لواقع البلاد، ولأنه من قادة التأسيس في المخابرات العامة، بات مجالا للأمل في رؤية علاقة ذات طبيعة أكثر إنفتاحا مع صاحبة الجلالة
وعندما تجدون هذه السطور يكون مدير المخابرات قد أسدي جميلا نادرا ومطلوبا لأحد أفذاذ الصحفيين وقادتهم في العمل الصحفي التحريري والثقافي الفكري والاداري، وهو الاستاذ نبيل غالي، حيث تابع الجهاز وعثاء رحلة لنبيل بينما كان ينجو من براثن المليشيا المتمردة وهي تغزو مدينة سنجة وتروع أهلها، كانت رحلة نزوح شاقة لكنها أنتهت الي تكريم من قبل مدير المخابرات للأستاذ نبيل
ووجد الصحفيون قبل ذلك ما دفعهم للتفكير مليا في تصريحات مقتضبة وذات تأثير عالِ من قبل مدير المخابرات، وقال حينها إن البلاد تمر بمرحلة تحرير تأسيسي، وهي تحتاج لأصوات راشدة وعاقلة، ودعا الاعلاميين وقتها وفي مناسبة صحفية أيضا كانت بتأبين الصحفي الراحل والاستاذ الأديب عبود سيف الدين للتحلي بالصدق ومحاربة التضليل.
لقد اختار مدير المخابرات مناسبتين من الأهمية بمكان ليكونا منبرا لخروجه النادر، فهو من الشخصيات قليلة الظهور، حيث يفضل أجواء العمل المضني والانكباب على ملفاته السرية، بعكس سابقيه من المتعاقبين على هذه المؤسسة، وبالمقابل يحتفظ بإنجاز استعادة فضاء الأمن والمخابرات، والدخول من جديد كأحد أقوى الأجهزة التي أثبتت دورا حاسما في الحرب الحالية.
وعبٌر عن ظهوره في منصة إعلامية أيضا لبعث المنابر الصحفية من جديد، ولتأكيد دور الصحافة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ البلاد، وارتفع بأهمية الصحافة مرتبة رفيعة عندما يقول إن المعارك الحقيقية تدور حاليا في ميادين الإعلام لا القتال.. وهي مهمة شاقة رمى بها مفضل لأصحاب الأقلام ليلعبوا دورهم الوطني.
وعندما يغادر الاستاذ نبيل غالي بلاده على نفقة جهاز المخابرات خلال هذه الأيام للعاصمة المصرية القاهرة، فإنه يترك تساؤلات عميقة حول أهمية الاستقرار في بلد مثل السودان للصحفيين، وبكونه يمثل الجيل الثالث من أقباط السودان الذين يمثلون رمزا للمحبة والإخاء، ومن جهة يثبت أهمية أدوار أجهزة المخابرات في صناعة مقاربات وخلق مساحات رحبة من التواصل مع الفضاء الصجفي والإعلامي بما يمكن أن يكسر من هيمنة المليشيا المتمردة على غرف الإعلام المبثوثة من مدن خارج البلاد، وبدعم غير محدود.