صحة وبيئة

توصيات مهمة في ورشة تسخير علوم المواطن لمراقبة وتقييم البيئة والمحميات الطبيعية في فترة الحرب

تقرير- إخلاص نمر:

قال الدكتور أيمن بدري، مدير مكتب الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم في السودان (اليونسكو)، إن البيئة في السودان أمام تحديات كبيرة تستحق الدعم والمساعدة وتبادل الآراء حول عمل مشترك عاجل من أجل إصحاحها ، مبينا أن أكبر مايواجه السودان الآن، كيفية العمل في ظل هذه الظروف القاسية دون الانتظار حتى زوالها موضحا أن وضع البيئة حاليا يجب ان يكون في قائمة اولويات واهتمامات الجهات المانحة للسودان ، واردف قائلا (اننا الان من خلال الورشة نسعى الى تبادل الافكار ، مع منظمات المجتمع المدني وانقاذ البيئة السودانية، ومنظمة اليونسكو معنية بالعمل على اصحاح البيئة ، والحفاظ على المحميات الطبيعية المدرجة في قوائم اليونسكو ،الدنظر وسنقناب وسنقنيب في البحر الاحمر ).

جاء ذلك في الورشة التي أقامها مركز معتصم نمر للثقافة البيئية، بالتعاون مع اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، ومنظمة الهجرة الدولية في مقر اليونسكو بالعاصمة المصرية القاهرة، حول تسخير علوم المواطن لمراقبة وتقييم البيئة والمحميات الطبيعيةفي فترة الحرب.

ونوهت الأستاذة رزان نمر المدير التنفيذي لمركز معتصم نمر للثقافة البيئية ، ان الورشة هدفت لاظهار علم المواطن ،في رصد وتقييم حالة البيئة والمناطق المحمية وسط الصراع ،وذلك من خلال طرح الاهداف التفصيلية للورشة ،والتي شملت التأثير التأثير المباشر ،وغير المباشر،للنزاع المسلح على البيئة ،وتسليط الضوء على منهجية دراسة مركز معتصم نمر للثقافة البيئية،بجانب تقييم المخاطر المناخية والبيئية، والمخاطر المرتبطة بالصراع التي تواجه المجتمع في ولاية القضارف ،بما في ذلك النازحين بسبب الحرب ،وامنت نمر على اهمية دور المجتمع والمحيط الحيوي ،في جمع البيانات ومراقبة المحميات.

اختلال بيئي..
من ناحيتها، اوضحت الدكتورة ايمان كرار استشاري ادارة الحوكمة وموارد المياه ،ان الحرب اسفرت عن اضرار جسيمه في البيئة وتدمير الغابات والبنية التحتية الحيوية ،اضافة للتراجع المخيف للغطاء النباتي ،منوهة الى ان ذلك سببه النزوح من مكان الى اخرجراء الحرب ،والذي خلف اثارا كبيرة ،لصالح تمدد التصحروالاختلال البيئي،وفي سؤال للساقية برس عن ازالة الغابات والفيضان ،امنت كرار على ان الحرب ،ادت لتفاقم المشكلات البيئية القائمة ،مثل ازالة الغابات والامراض وذلك لتوقف خدمات نقل النفايات من الاحياء السكنية بجانب انتشار النفايات الكيمائية والبيولوجية والاشعاعية،
ونادت ايمان بضرورة اجراء تقييم شامل للاثر البيئ من لدن ازالة الغابات ،وفقدان الموائل الطبيعية ،الى تلوث التربة والمياه.

واتفقت كرار ونمر حول اهمية مشاركة المجتمع المحلي ،في خطوات رفع الوعي والرصد ،وترميم الاثار البيئية للحرب ،واضافت كرار (لابد لابد من انشاء انظمة مراقبة بيئية ،لتتبع التغيرات واكتشاف المشكلات ،بما فيها محطات لاختبار جودة الهواء والمال،واجراء مسوحات لسكان الحياة البرية ،مع توفير وتفعيل انظمة الانذار المبكر ).

مابعد الصراع..
ونوه الدكتور عبد القادر صالح -مكتب اليونسكو في السودان -نوه الى اهمية الحفاظ على البيئة ،في مرحلة مابعد الصراع ،وضرورة استعادة عافيتها ،مع التركيز على مشروع ولاية البحر الاحمر ،وترميم اشجار المانجروف بساحله ،وامن صالح على اهمية تسخيرعلوم المواطن لتقييم ورصد حالة البيئة ،من خلال التعاون المستمر مع عرض النتائج العملية للخرائط النوعية،التي تسرد تقييم المخاطر المحلية المناخية والبيئية المتعلقة بالصراع والتي تواجه المجتمع .

فجوة ..
وفي حديثها على منصة الورشة ،اشارت الدكتورة وفاق حسن محمود من مركز معتصم نمر للثقافة البيئية، الى ان هنالك ضغطا على الموارد الطبيعيه البيئية ،في مناطق النزوح والصراع نتيجة زيادة استخدام التوليد الحراري كمصدر للطاقه ،واستهلاك الغطاء النباتي والغابي ،لسد فجوة انعدام الطاقة ،ما أدى لتدمير مواطن التنوع البيولوجي، واردفت (ان عدم توفر غاز الطبخ او انعدامه أو ارتفاع اسعاره زاد من القطع الجائر للاشجار بمعدلات عالية ،كما ان الاثار الاقتصادية للحرب زادت من حدة الفقر ،الامر الذي جعل المجتمع ،يتجه لانتاج الحطب والفحم كمصدر للدخل وهذا ماسيفاقم من مشكلة التغير المناخي ،وتلوث الهواء ،فالقطع الجائر للاشجار ،تركز في شمال كردفان ،وسنار والشمالية ،والنيل الازرق ،اما جنوب كردفان ونهر النيل والقضارف ،فقد اظهرت تاثرا شديدا بانتشار الامراض والاوبئة ،نتيجة تلوث المياه بالنفايات ورداءة صحة البيئة ).

حمولة سكانية..
وأوضح الدكتور الطيب غناوة من برنامج الامم المتحدة للبيئة ،ان الوضع البيئي ونتيجة لاستمرار الحرب صار معقدا جدا، وازداد النزوح و شكل ضغطا على الموارد الطبيعية ،كما أن زيادة الحمولة السكانية، على المناطق كان لها تأثيرا سالبا على المراعي ومياه الشرب والزراعة.

غياب
فيما ابدت الدكتورة ندى بشرى الاستاذة بجامعة الخرطوم ،قسم الجيلوجيا،
ملاحظاتها حول غياب المعلومات من مراصد الزلازل ،والتي وصفتها بالمهمة وزادت بشرى (لقد احترقت الداتا التي بطرف وحدة الابحاث الجيولوجية،
وبذلك فقدنا تاريخ المعلومات الموجودة التي تعتمدعليها الدراسات التي توضح نشاط الزلازل.)
 غير مرشد ..
واتفقت بشرى فيما ذهب اليه دكتور سامي عمر من جامعة النيلين ،كلية النفط والمعادن، الذي امن على ان استعمال المواد الكيمائية في التعدين غير المرشد ،يغير من التربة ،كما ان الحفر في الارض ،يعمل على تغيير تضاريسها مع الامطار والفيضان، واوضح عمر ان ولاية النيل الازرق وكردفان،من الولايات التي اضر بها التعدين ضررا بالغا .

حجر عثرة ..
وفي معرض ردها على سؤال الساقية برس عن التحديات التي واجهت الدراسة ،ابانت الاستاذة زينب اوشيك من مركز معتصم نمر للثقافة البيئية ، قائلة (اولا محدودية الموارد كانت حجر عثرة لاتمام الدراسة،اضافة للتوزيع الجغرافي لاعضاء الدراسة ،كذلك مشكلة الشبكة العنكبوتية والتواصل)، ووصف المهندس شادي ولدو من مركز معتصم نمر ، والذي اتفق مع اوشيك موضحا ان سوء الشبكة العنكبوتية ،جعل الحصول على المعلومات امرا شاقا،كذلك بعد.مراكز الايواء عن بعضها .
رؤية..
وابان الدكتور ايمن بدري ،ان منظمات الامم المتحدة ،تضع في حسبانها،تهديدات التغير المناخي والبيئ في السودان قبل الحرب والفيضان موضحا انها على رأس اولويات العمل الخاص بالامم المتحدة ،لحاضر ومستقبل السودان ،مبينا ان منظمة اليونسكو تتفق مع هذه الرؤية .

إدماج ..
(من الاولويات الرئيسية ،التي يجب الانتباه لها ،هي تقييم الاثر البيئ ،كذلك انشاء انظمة المراقبة البيئية ،والانذار المبكر لمعرفة التهديدات البيئية ) كان هذا حديث الدكتورة ايمان كرار فيما يتعلق بالدراسة التي اعدها مركز معتصم نمر للثقافة البيئية ،واردفت مشيرة الى انه لابد من ضمان ادماج حماية البيئة والتنمية المستدامه في اي جهود لحل الصراع واعادة البناء، وضرورة التعاون في العمل البيئ.

توصية..
وفي الختام اكدت الدكتورة وفاق عبد الله ان الوضع الامني والاحترازات الامنيه في ولايات النزوح،ترك اثره على جمع البيانات والعمل الميداني ورغم ذلك كانت التوصيات مهمة جدا ومميزة وفق وصفها ،وتمثلت في ضرورة ايقاف الحرب ،ومعالجة اثارها ،وتطبيق القوانين والاتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة في زمن الحرب ،وتنمية استراتيجيات الحفاظ.على التنوع البيولوجي وتعزيز التوعية .

الجدير بالذكر أن الدراسة اعتمدت على عضوية مركز معتصم نمر للثقافة البيئية في جمع البيانات وتحليلها بغرض رصد الاثار البيئية عبر الاستبيان.

وقد شارك (55) شخصا، وبعض الخبراء والناشطين في الدراسة، كما شمل الاستبيان مصفوفة متكاملة عن الولايات والآثار البيئية للحرب والحلول الممكنة.
هذا وقد شاركت صحيفة الساقية برس بالحضور والحديث في ورشة تسخير علوم المواطن لمراقبة وتقييم البيئة والمحميات الطبيعية في فترة الحرب.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق