مقالات

الفريق حسب الكريم ترك بصمة ووزراء تركوا وصمة 

حد السيف

محمد الصادق:

تقاعد الفريق حسب الكريم آدم مدير عام الجمارك السودانية إلى المعاش ببلوغه الخامسة والستين سائلين الله له طول العمر والصحة والعافية . وأمثال الفريق حسب الكريم فى أية دولة أخرى يعدلون القانون لأمثاله ولو بالإستثناء ليستمروا فى العمل لأكبر فترة ممكنه طالما يحققون النجاحات المطلوبة وقادرين على العطاء والبذل . ومعروف للكل بما فيهم قيادة الدولة ما قدم الفريق حسب الكريم من عمل مقدر وعطاء ملموس دعما للوطن و رفدخزانة الدولة بالأموال التى تدخل وفق أسس وضوابط وتزداد إيراداتها يوما بعد يوم .
لا أود الحديث عما فعله وقدمه الفريق حسب الكريم لقوات الجمارك ولا أود أن أنتقد قرار إحالته للمعاش طالما كان هذا وفقا للقانون السائد ولو دامت لغيره لما آلت إليه، ولكن أود أن أعطى الرجل حقه وهو يغادر موقعه فقد كان رجل دولة بحق وحقيقة فهو يملك المعرفة الخاصة لكيفية الحكم بالعدل والمساواة بين الجميع ويضع مصالح المواطنين على كل مصلحة . يحمل هموم الناس ويسعى جاهدا لأجلها كما يملك القدرة على إدارة المصالح والمرور من طرق ضيقة لينتهى إلى حيث ما يريد وصاحب كاريزما لا يختلف حولها إثنان . ولذلك هو فوق الأحزاب إن كان له حزبا وفوق المساومات إن كانت ربحه وطريقه لمنصب أكبر . لا يساوم بمصالح الناس لكى يفوز بمكان فى السلطة ولذلك هو شفاف وواضح .
أقول أنه لا إعتراض لدينا طالما أن قرار تقاعده وفقا للقوانين، ولكن لابد لنا من أن نتساءل لقد اصدر وزير الداخلية قرارا بإبقائه فى منزله لمدة ثلاثة شهور بإعتبار أنه مريض والقرار صدر من الوزير وليس من كونسولت طبى أو طبيب معالج ومتابع لحالته الصحية وهو ما يخالف اللوائح والقوانين وجاء المجلس السيادى وعدل الصورة المقلوبة وأعاد الفريق حسب الكريم لمزاولة عمله فورا . وقبل أن يكمل عشرة أيام تقريبا أصدر الوزير قرار إحالته للمعاش . وهنا يكمن السؤال .. طالما أن المجلس السيادى أعاد الفريق لعمله فهذا ما يؤكد خطأ قرار الوزير بلا شك . فلماذا لا يعطى الفريق حسب الكريم فرصة الثلاثة شهور التى أمضاها جورا وبقرار غير صحيح وبعد إكتمالها ينزل المعاش معززا مكرما دون أن تكون فى الحلق غصة وفى القلب شئ من حتى . !!
لقد ترك الفريق حسب الكريم بصمة ستظل باقية وخالدة فى وجدان الناس بما قدم من جهد وبذل وعطاء وعمل . وبالمقابل نقول أن هنالك بعض من الوزراء غادروا وزاراتهم وتركوا وصمة بعدم إنجاز العمل على الوجه الأكمل أو عدم العدل بين الناس وظلموا بعضهم لأسباب قد تكون شخصية أو بأسباب غيرة وحسد فى العمل وهؤلاء لم يعد يذكرهم أحدا وأصبحوا نسيا منسيا . وهذا سيكون مصير كل مسؤول يظلم ولا يعدل . ينفس أحقاده دون مراعاة لمصلحة البلاد والعباد .
أخيرا كل الأمنيات الصادقات للفريق حسب الكريم بحياة عملية فى مجالات أخرى وهو صاحب التجارب والخبرات الثرة التى تبحث عنها الكثير من الدول لترتفع وتسمو بأعمالها . فالمئات بل الآلاف من خبراء وقيادات السودان يعملون فى الخارج ويتقلدون أرفع المناصب للإستفادة من خبراتهم ونجاحاتهم وفيهم من بلغ من العمر أكثر من السبعين عاما .
عزيزى الفريق حسب الكريم تأكد انك تركت بصمة فى حين ان وزراء سابقين وربما لاحقين تركوا وسيتركون وصمة فى جباههم بما إغترفوه من أعمالهم .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق