مقالات
نقاط فوق حروف مأساة وطن (يتخبط)
بقلم/ د. أسامة العمري:
(١)
عندما ترتبك الأشياء وينعدم الاستقرار
يجب الفصل
بين مؤسسات الدوله والرؤيه الفكريه السياسيه والاجتماعيه والثقافيه التي تتبين تأثيرها في انتماآت الافراد القابعين في هذه المؤسسات حيث يتحكمون في مسار الدوله ومؤسساتها وفقا لانتماآتهم الحزبيه او الجهويه او القبليه حيث الغيت تماما حيادية مؤسسات الدوله تجاه االوطن والمواطن فتبعثرت الواجبات والاستحقاقات ليختل اداء الدوله ومن ثم نبتت الازمات واخرجت رؤوسها كالثعابين من الحفر جراء (اشتداد الحراره)…. عندما نكتب انه من المفترض تكون الدوله علي مسافه واحده من جميع مكوناتها ينتابني الاسي والحزن والاحباط فمرور قرابة السبعين عاما من الاستقلال ومازال السودانيون يتفننون في انتاج ازماتهم بدلا من سيادة الابداع وتجويد الاداء برؤي اكثر جمالا من الحال الموروث من الاستعمار…………
(٢)
مفترض ان يكون الدفاع عن السودان ومقدراته احساسا تلقائيا وفرضا علي الجميع طالما كانت المؤسسات تقف علي الحياد الايجابي حال بروز بوادر اي ازمه…
فما بين القضايا المطلبية العادلة وصراعات المصالح وسقف الطموحات غير المبررة وصناعة الآلهة المقدسه من الافكار المدمره من ( مواد رخوة) والتي تتخذ من خلط بين الصراعات والاصطياد في المياه العكرة من أجل الوصول للسلطة بعد ان تناسوا ان الأصل توحيد الجهود للمحافظة على الدولة كمؤسسه ذلك يتجلي في الالتزام بالدستور لانه من وحدة وجدان اجتماعي ينشد التسامي في تحقيق العدالة الاجتماعية والقضايا المطلبية والتنموية…..
(٣)
.كل هذه السياسات العقيمه التي اوصلتنا هذه المرحله نتاج عدم المعرفة او الانتصار للذات بشتي السبل واقصرها في تحقيق انتصارات زائفه لاشباع رغبات (شوفونيه وشهوانيه بلا سقوف) فتخبط النظم المتعاقبه وارتمائها منذ الاستقلال في احضان الغرب تارة الشرق تارة واحيانا وفقا للهوس (والسفه) السياسي كما في عهد الانقاذ حيث بدون رؤيه فكان التوهان الذي وقع السودان في خضمه اليوم فصارت التبعية التي تعبر عن نزوات نفسيه عمياء اقتصاديا وسياسيا وثقافيا متجاوزة لموروثاتنا بل لفطرتنا التي جبلنا عليها كسودانيين في الحب والتسامح والتواصل والتكافل والتراحم والتراضي فلم تدرك النخب حاكمة كانت ام معارضة القيم المعتقه فاستلمت زمام الامور واخرجت اقبح ماكان كامنا عند السودانيين اثناء ممارسة تلك النخب للحكم …..
(٤)
لم يدرك السودانيين تماما أنهم كانوا يمكن أن يستفيدوا من تناقضات الحرب البارده ومن موقع الحليف المستقل استقلالاً كاملا والذي يفرض احترامه واحترام رأيه في اختيار النظام الذي يناسب مزاج ورؤية الشعب اقتصاديا وثقافيا حيث يتناسب بمظلات سياسية واجتماعية لبلاده…
والغرب يعمل بدراسات دقيقة وكذلك الشرق – لا يمكن أن يرتبطوا بصديق جاهل لايعرف مصالح بلاده بل يرتبط عفوياً ويقوم بأعمال تتنافى ومصالح بلاده في المقام الأول وتتناقض مع المصالح الكلية للعالم. بصراحة أنطلق رايي من مجمل فهم منبثق من ايمان عميق بحب هذا الوطن وحزن دفين حينما اري الشعب يقتاد الاسي والالم دون بصيص امل لوقف معاناته …فمصلحة بلادي السودان في المقام الأول في كرامة شعبه واستقلاله وامال كبيرة لتقدمه مستمر..بالتوازي مع (الخيبات) المترافقه بفعل الطمع والانتهازيه والجهل…
(٥)
متابعة الاتجاهات العامة هنا بقدر ما يمكننا من المعرفة واجتثاث التناقضات الموروثة والمكتسبة عبر العهود والأزمنة المختلفة والتي تضاعفت عن طريق التراكم الكلي المستمر لتصل بنا إلى وضع معين بات يهددنا بأن أي تغير فيه سيؤثر سلبا على بلادنا في كافة مناحي الحياة فما علينا الا ان نستقصي حقائق هذا الوضع والظروف التي فرضته علينا ونؤكده اذا وجدنا فيه مصلحة لبلادنا
وندحضه ونبني الوضع الذي يتناسب مع ظروف بلادنا الاجتماعيه والثقافيه والسياسيه ومانرجوه لها من خير ورخاء ورفاهية
كيف نشأ هذا الوضع المزري اقتصاديا وسياسيا الذي اوجدنا بلادنا فيه وتكتوي بنيرانه ولم نستطع منه فكاكا فازدادت أزمات البلاد يوما بعد يوم ويستمر التدهور والمعاناة وتعم ارجاءه وتقف البلاد حائرة لاتدري ما تفعله ازاء هذا الوضع المأزوم ….عاجزين حيال هذا الكابوس والوحش الكاسر الذي يهاجم بلا رأفه في ميادين الوحدة الوطنيه العميقه بعبق التاريخ الثقافي والحضاري …
(٦)
كثرة التقلبات في الاوضاع السياسيه احالت السودان الى خراب ودمار ويؤدي إلى رهن البلاد وسلب ارادتنا
إذاً ما هو هذا (الوحش) وما هي أبعاده وخطاويه القادمة؟ وماهي الجهات والعوامل التى تغذيه وتدعمه؟
فإذا عرفنا الوحش واقتنعنا به سنعرف كيف نروضه ونسيطر عليه ونستغله لمصلحة البلاد وخيرها وليس لضررها ووقف تقدمها.