محمد الصادق:
بالرغم من سوء الحروب ودمارها وخرابها وقتل الأبرياء والنهب وإغتصاب الحرائر إلا أنها أعطت مؤشرا جديدا وبعد نظر فى كيفية التعامل مع الدول الصديقة وغير الصديقة . فقد علمتنا هذه الحرب الدائرة فى البلاد ألا نتعامل بطيبتنا المعروفة والمعهودة مع كل شخص وفى كل المواقف ولابد لنا أن نضع الإحترازات والمحاذير فى خطواتنا وتعاملنا مع الآخرين . ويكفى هذه التجربة المريرة التى ما زلنا نعيش في مراراتها حتى الآن والتى للأسف الشديد شارك فيها من يدعون أنهم سودانيين ويحملون اوراقهم الثبوتية ولكنهم فى الواقع أظهروا خلاف ما يبطنون فهم من عملاء السفارات وداعمين لدول الشر وبائعى الضمائر بحفنة من الدولارات . وهؤلاء هم الخونة والطوابير التى لا تستحق أكثر من رصاصة واحدة ليكونوا عبرة وعظة للآخرين .
أقول ان هذه الحرب كشفت لنا الكثير حتى فى داخل الأحياء التى نهبت ممتلكاتها وأنتهكت أعراضها بسبب الذين باعوا نفسهم بالمال وفقدوا أقرب الأقربين . ولذلك لابد للحكومة بعد وقف هذه الحرب اللعينة لابد من تغيير سياساتنا ومعاملاتنا مع الجميع بدون فرز . ولابد أن تكون للسودان هيبته ووقاره وإحترامه ولابد من مراجعة كل الاجانب الموجودين داخل البلاد . أما القادمين الجدد من الدول الأخرى لن تطأ أقدامهم بلادنا ما لم يستوف كلا منهم الشروط التى تقابلها عقوبات حاسمة وصارمة فى حالة تجاوزها .
لقد ازف الوقت ليكون الجميع فى سودان جديد تحكمه اللوائح والقوانين ولابد من سياسة صارمة وعين حمراء لكل من تسول له نفسه التلاعب باللوائح والقوانين التى تحكم البلاد .
نعلم أن الوقت الآن يجب أن يسخر كله لضرب المليشيا الإرهابية وإبعادها من البلاد ومن ثم يأت دور الحساب لمن اخطأ فى حق السودان وأهله ومن باع الوطن العزيز الغالى بأبخث الأثمان .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بإذن الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .
