رياضة

خالد الفكى يكتب: “المنتخب” هل يضمد جراح السودانيين؟

كتب/ خالد الفكي:

انتصار المنتخب الوطنى السوداني (صقور الجديان) على نظيره الغاني بهدفين دون رد، بامضاء عميد لاعبي المنتخب محمد عبدالرحمن، (الغربال)، و زميله حلواني الكرة السودانية، محمد حامد (التش)، لم يكُن انتصاراً رياضياً أو يعني الاقتراب أكثر من التأهل لنهائيات البطولة الأفريقية (الكان) فحسب، بل كان حقنا لروح ملايين السودانيين تفرقت بهم السُبل داخل الوطن الجريح وَخارجه بالأمل والبشرى بأن غداً أجمل.

انتصار صقور الجديان برهن وقطع بأن السودانيين متى ما تضافروا وشدوا الهمم وعقدوا العزم نالوا مرادهم وأصابوا عين الهدف اقتداراً وجدارة، فهذا الإنتصار جسد معاني الجسارة والقدرة على تحدي الصعاب والدخول من الباب الضيق، وإن رأى البعض إستحالة مثل هكذا دخول.

دون شك فإن مفتاح النصر كان هو الروح الإيجابية وإيقاد مشاعل الأمل والتفاؤل التي سادت روح الغربال ورفاقه، وإن كتابة التاريخ الجديد للكرة السودانية لن يكون حلما مُخلداً في المخيلات فقط، بل هو واقع يُرسم بعرق الوفاء والكفاح المستمر دون ملل ولا تضجر فى النفوس، وإن صناعة المجد وارتقاء سلالمه لن يكون بالركون إلى ذكريات سبعينات القرن الماضي وجيل جكسا الذهبي أو مشاهد التواجد فى نهائيات الكان سابقا ، بل بتخطي الأصعب ولو كان ذلك بإزاحة (البلاك استار)، حيث عشرات النجوم الذين يلعبون فى كبريات الدوريات العالمية.

اعتقد أن نقطة واحدة تفصلنا لنضع اسم بلادنا الكريمة (السودان)، ضمن قائمة شرف بطولة 2025 بالمغرب، وسبق للمنتخب التأهل تسع مرات إلى النهائيات، كما أن بلادنا تشرفت باستضافة النسخة الأولى عام 1957، وتوج “صقور الجديان” باللقب مرة واحدة عام 1970.

علينا عدم التفريط فى الأفراح والمسرات، ولذلك نحتاج إلى التركيز والوعي النفسي أولاً ودعم المنتخب من كل النواحي، فهذه مباراة مثلت عقبة وقد اجتزناها ومازال الطريق أمام منتخبنا به العديد من العقبات وصولاً للمباراة النهائية، ويمتلك المنتخب حاليا إدارة فنية ناجعة وعناصر متعددة المواهب لها روحاً مُختلفة وطاقة دفع رباعي مُتجددة.

وتظل أحلامنا المشروعة مُشرعة الأبواب وبشريات النصر قد لاحت فى الآفاق بمجد جديد للكرة السودانية، دون شك سيكون لنتائجه الإيجابية والحاسمة فعل السحر فى نفوس ملايين السودانيين التي اعتصرتها الحسرة والآلام بسبب وضع بلادنا والحرب التى جعلتنا ما بين نازح ولاجيء وغير ذلك.. فربما يسهم منتخبنا الوطني بما يحققه من إبهار فى التئام جراح البلاد بإشاعة السلام والأمن والعودة للديار.

#تفاؤلوا خيرا تجدوه….

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق