مقالات

خالد عمر يوسف يكتب عن زيارة لندن

حرب السودان هي الكارثة الانسانية الأكبر على مستوى العالم، خلفت أكثر من 12 مليون لاجئ ونازح ودفعت ما يقارب ال 25 مليون شخصاً لحافة الجوع وفقدان الأمن الغذائي وقتلت عشرات الآلاف ولا زالت دوامة العنف مستمرة كل يوم. هذه المأساة التي لا مثيل لها على وجه الكرة الأرضية لم تجد حقها من الانتباه لأسباب عديدة منها انشغال أهل السودان نفسهم في صراعات جانبية خفضت من قوة صوت العمل الجماعي الذي يسعى لانقاذ البلاد من الدمار.

في هذا السياق جاءت زيارة وفد تقدم برئاسة د.عبد الله حمدوك لبريطانيا، للفت أنظار العالم لما يدور في بلادنا وحثه على المساعدة في توفير العون الانساني وحماية المدنيين وانهاء الاقتتال في السودان. شهدت الزيارة لقاءات على مستويات رفيعة في الحكومة والبرلمان ومراكز صناعة الرأي. خاطب د. حمدوك العالم من أرفع منابر صناعة الرأي في شاتام هاوس وفاينانشيال تايمز،، ولهذه الزيارة ما بعدها فقد تركت اثراً جيداً وزادت من الاهتمام بما يدور في السودان

شهدت الزيارة أيضاً لقاءات موسعة مع أطياف من السودانيين المقيمين ببريطانيا، كان انجحها لقاء الاربعاء الماضي بلندن والذي احتشد فيه عدد كبير ومتنوع من الحضور أثبت أن أصوات السلام هي الأقوى والأوسع انتشاراً وأن بذاءات أصوات دعاة الحرب هي حالة عابرة لن تقوى على الصمود. حضور اللقاء التشاوري الواسع في لندن جاء طوعاً مدفوعاً برغبته لنقاش سبل السلام في بلاده، ليس كمثل الجمع القليل مدفوع القيمة الذي حاول أن يشوش على الزيارة عبر الشتائم والبذاءات .. هذه فئة قليلة ومعزولة، فهي لا تقوى على النقاش والحوار وتظن أن الصراخ والغوغائية هي الطريق لاخراس أصوات السلام ولكن هيهات!

أثبتت زيارة بريطانيا الحقيقة الأكثر وضوحاً منذ اندلاع الحرب، وهي أنها حرب ضد المدنيين بالأساس .. خلال ايامها نسي دعاة الحرب حربهم .. تناسوا المتاجرة بدماء الضحايا .. انصرفوا عن ترديد دعايات انتصاراتهم الحربية الكاذبة وركزوا على شيء واحد فقط وهو تقدم ورئيسها د. عبد الله حمدوك.

حالة الرعب والهستيريا التي ضربت معسكر الحرب هذه تزيد من يقيننا على المضي في هذا الطريق، سنواصل العمل لايقاف الحرب، سنفضح دعاتها والمتكسبين منها، سنقض مضاجعهم بالعمل داخل وخارج السودان، سنخاطب العالم من كل المنابر حتى تضع الحرب أوزارها ويعود سوداننا سالماً امناً من شرور القتلة الذين يفتكون بأرواح الأبرياء ويتكسبون من دماء الشعب السوداني.

#لا_للحرب

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق