د.معاوية عبيد:
يقول الحق سبحانه و تعالي في محكم تنزيله في سورة الأحزاب ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الآية(٢٣) وقال سبحانة و تعالي في سورة الحج الاية ٤١ ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) نحمد الله أن جعلنا من أمة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم و نحمده أن جعلنا احد أضلع مثلث الزكاة الثلاث ( العاملون عليها ، دافعي الزكاة ، لجان الزكاة القاعدية ) التي عملت علي تمكين شعيرة الزكاة في الأرض، و يفخر أخوة واخوات سبقونا في وضعوا اللبنات الأول لهذا الركن العظيم و هذا الصرح الشامخ ، وهذه التجربة التي أصبحت مسيرة عالمية بذلوا الغالي و النفيس من اجل تعظيمها وتعظيم شعائر الله في الأرض فبشري لهم أن تم ذكرهم في الآيات الكريمة السابقة فهم مع الكرام البرره و يحق لنا مدحهم و الثناء عليهم كما مدحهم الحق عز وجعل ( الذين أن مكناهم ) ( ومن المؤمنين ) فهذه صفات عظيمة ذكرهم بها الحق سبحانه وتعالي ، وطالعت كثيراً من مقالات الزملاء علي الميديا كتبت في حق هؤلاء الكرماء الذين ترجلوا عن صهوة الجواد ، و لعلي هنا أشير الي كل من ترجل عن صهوة جواد مؤسسة الزكاة العظيمة رجالا ونساء ، اقول لكم بشري لكم بما وضعتم من اساس متين للأمة الإسلامية و لكم في آخرتكم ، اقول لكم جميعا ، جمعتنا لحظات تعلمنا فيها الكثير من بعضنا البعض جمعتنا لحظات التقينا ، تصادقنا ، تأثرنا ببعضنا حببنا ، كرهنا ، في هذه المتاهة من المشاعر والعلاقات الاجتماعية تبقى الوجوه العناوين التي نلجأ إليها، نقرأ تقاسيمها، ملامحها، ثقافتها، مواهبها، نبحر في أحاسيسها وطرق تفكيرها، بعض الوجوه تكون محطتنا في الحياة، حيث نرتاح في ظلالها ونتمتع في قدرتها على احتواء فرحنا وألمنا وحزننا، وبعض الوجوه تمنحنا القدرة على إغلاق نوافذ الغرفة والبقاء داخل بلاغة أفكارها وفتح خزائن ثقافتها، وهناك الوجوه التي يكون وجودها بيننا قوارب نجاة من لحظات التشاؤم، وهناك الوجوه التي تغزل من التأمل علمًا نرفعه عندما نحلق في الفضاء”. هنالك وجوه الفناها و فهمناها وو جوه سمعنا عنها ووجدنا اثرها باقي بين جدران الزكاة والارامل و الزملاء ، طبتم و طاب مسعاكم، انتم اليوم تترجلون و قد وضعتم بصمات لا يمحها غبار الزمن ، وظلت الزكاة مدرسة عالمية ينهل منها كل طالب علم و معرفة ، تركتم خلفكم زملاء حملوا منكم قناديل العطاء و هم يواصلون المسير لانارة الطريق ويزرعون الفرح للمحتاجين وينيرون قنديل الحب والسعادة والاطمئنان. الذي تنبض شعلته بالحياة والحب والعطاء والأمل ، فأصبحتم جميعا النور الذي يضيء دروب الحياة في متاهات الظلام. فإذا انطفأ القنديل انطفأت الحياة، وحل الشقاء والحزن واليأس. ولكي يبقى القنديل مشتعلاً على الدوام يحتاج إلى الوقود ، يحتاج إلى الدم الطاهر الزكي. الدم هو الوقود الحقيقي الذي يضيء به القنديل. وهذا الدم لا يبذله إلا المخلصون والأوفياء من أبناء الوطن ، فأنتم جميعا من ترجل و من ينتظر ما بدلتم تبديلا ، فلكم كل الحب و التقدير و انتم تركتم بنياناُ شامخاً و خالداً ، نقف إجلالاً لوداعكم و نقول قول شاعر النيل حافظ ابراهيم في رثاء صديقه أمير الشعراء احمد شوقي :
خلقت في الدنيا بياناً خالداً وتركت أجيالاً من الأبناء
***********************
وغداً سيذكرك الزمان لم يزل للدهر انصاف وحسن جزاء
فلكم الجزاء من الله و لكم البقاء علي قلوبنا و علي جدران المكاتب و اعمالكم التي تشهد لكم . في الأرض و يوم العرض . هنينئا لكم لما قدمتوه لفقراء الله في الارض ، هنينئاُ لكم دعوة في ظهر الغيب منهم ولهم .
أيها الفوارس ، اودعكم و اضع بين ايديكم نصيحة أخ لاخوته جلسنا سويا تحت مظلة الزكاة و تحت سقف بيت العاملين عليها ، اقول لكم اجعلوا لأنفسكم نظاماً يومياً يبقيكم على فروسيتكم ، فالتقاعد مثله مثل أي مرحلة عمرية مررتم بها، كالطفولة والمراهقة والشباب، لكل خصائصها وأدواتها، فهذه سنة الحياة .
أيها الفوارس سجلوا كل ما حرمتم منه أو أجلتمهوا حين كنتم على صهوة الجواد ، اعملوا على تحقيقه بعد أن ترجلتم ، اجعلوا لأنفسكم فرسا آخر غير الذي ترجلتم من على صهوته يكون معكم في هذه المرحلة، ونسأل الله طول العمر للجميع، والبذل و العطاء في مضمار آخر للفروسية ، نشهد انكم قد بلغتم الرسالة و اديتم الامانة .