عادل حسن:
وباتت التوقعات في بلادنا مفتوحة علي الاتجاهات الأربعة والجهة الخامسة للتاريخ وسط فيافي الروح المتلظية ورمال اجتماعية متحركة نحو هاوية التفسخ الاخلاقي الذي كتبت عنه تبيان توفيق علي طريقة الكتابة بالسكين أو الجراحة بدون تخدير ومدني أضحت مدينة لمواخير العهر واستباحة الجمال وارد الخرطوم.
نعم تبيان توفيق غسلت وجهها من وقار الحياء وأرسلت عباراتها المعطونة في غير المألوف وأمسكت بفلم الشجاعة ونشرت دقيق العبارات التي تشبه تجفيف ونشر الملابس الصغيرة في البلكونة دون تحرج.
تبيان التفتت بعقلها أم بكبدها لتنبيه أهل مدني على ما يجري عندهم أو ما يحدث لهم من عقاب أهل الخرطوم في زعمها وهل كانت تبيان مثل بت مجذوب عند الطيب صالح أم مريم الشجاعة عند أهل بخت الرضا؟ أم هي تحذر من قدوم مصطفى سعيد إلى مدني، بعد أن افترس وعارك حسناوات لندن في غرفة نومه المعطرة ذات السرير الجنسي الكثيف الاسفنج.
عموما الإشارات متداخلة في رسالة تبيان توفيق وغير مفلترة هل هي سياسية اجتماعية أم ممارسات ونزوات متعة اكتسبت شيوعها من عتمة وظلام النفوس الهلوعة والبطون الخاوية فأسرعت الحسان إلى الفراش وأهملن اجسادهن البضة على مخدات الدغدغة اللعينة.
إن المقال نفسه كان يعبر مباشرة عن متعة في الهواء الطلق وتتصاعد منه المحرضات والمشهيات، مقال يحمل الكثير بداخله مثل قفة الحلبية فيها البخور واللبان الضكر والتعاريف والخبز الجاف والسم والعسل والضريرة فاختاروا ياأهل الجزيرة ومدني.
إن ودمدني مدينة أنثى عفيفة لم تكشف عن ساقها المملوء ولم يتمرد ثوب الجمال وينزلق من صدرها استقبلت ضيوفها في افترار ابتسام وظلت تتجمل بأخلاقها للذين يستحقون والذين لا يستحقون.
الناس في مدني مثل الأزاهر في صباح الحديقة تسر الناظرين حتى قوم تبيان وفتيات الليل المشبع بعطر الطلح
مدني سلام وتبيان سلام.